ليلى علوي وزينة في مشهد من الفيلم
ليلى علوي وزينة في مشهد من الفيلم


"التاريخ السري لكوثر" .. كيف سرق الإخوان ثورة يناير ؟

مصطفى حمدي

الأربعاء، 21 مارس 2018 - 07:28 م

كيف نجحت جماعة الإخوان الإرهابية وأذرعها السياسية في اجهاض أحلام ثورة يناير الوردية ؟ سؤال يفتش المخرج محمد أمين عن إجابته في أحدث أفلامه "التاريخ السري لكوثر" والذي قارب على الإنتهاء من تصويره حاليًا بمدينة الإنتاج الإعلامي وتلعب بطولته كل من زينة وليلى علوي ومحسن محيي الدين وأحمد حاتم وفراس سعيد .

يمثل الفيلم التجربة الخامسة للمخرج محمد أمين بعد أن قدم ثلاثة أفلام كوميدية بصبغة سياسية واجتماعية هم " فيلم ثقافي " ، "ليلة سقوط بغداد" ، "فبراير الأسود " وفيلم ينتمي للتراجيديا الواقعية مثل "بنتين من مصر" ، هذه المرة يعود أمين بالمشهد سبع سنوات للوراء وتحديدًا عقب اندلاع ثورة 25 يناير ليقدم رؤية سينمائية  للحظة مازالت تحتاج للمزيد من التفسير والتحليل .

تنطلق أحداث الفيلم من لحظة الاشتباك بين القوى السياسية المختلفة عام 2011 حيث ظهرت القوى الأسلامية على الساحة بحثًا عن شرعية سياسية في حين قدمت القوى الليبرالية نفسها كمفجر لهذه الثورة بينما على الجبهة الأخرى بحث فلول نظام مبارك عن وسيلة للبقاء على قيد الحياة السياسية ، ثلاثة خطوط درامية يسير معها الفيلم عبر ثلاثة شخصيات أولها "كوثر" الفتاة التي تلعب دورها زينة.

تمثل كوثر نموذج الناشطة السياسية التي شاركت في جمعة الغضب وأصيبت بطلق خرطوش في يدها ، تظل هذه الإصابة عنصر ربط مستمر بينها وبين الثورة التي منحت الشباب فرصة لتشكيل حزب سياسي ليبرالي إلا أن كوثر تدخل في صدامات عنيفة مع أفكار زملائها في الحزب بل ترفض إنضمام بعض الوجوه اعتراضًا على أفكارهم السياسية .

هذا الصراع الذي نشب بين أبناء التربة السياسية الواحدة يثير رغبة الإخوان في تفتيت الجبهات السياسية الأخرى عبر "الخلايا النائمة" التي تلعب دور الصوت العلماني وتشجع الشباب على اعتناق أفكار اكثر تحررًا وسط مخطط يهدف إلى تكفير الناس بالحرية القادمة على أجنحة الثورة ، هنا يظهر دور الدكتور "علي" الذي يلعب دوره محسن محي الدين وهو طبيب نفسي قادم من بريطانيا يستعين به حزب الإخوان في وضع خطة إعلامية وسياسية للتسويق للحزب قبل الإنتخابات تتركز خطة هذا الطبيب على نقطتين هامتين ، الأولى ترهيب الشارع وإخافته من التيارات السياسية الأخرى خاصة الليبرالية ، وثانيًا تقديم الحزب الإسلامي باعتباره الفصيل الأقرب لطبيعة الشارع المصري ، ومن هنا ينطلق البحث عن نماذج تصلح لاستغلالها كحالات متطرفة في دعواتها للأفكار المتحررة ، يقنع  الدكتور "علي" كوثر بأفكاره التي تدفعها إلى خلع الحجاب ويوحي لها أن هذه الخطوة تخدم الإسلام أكثر من أي شيء آخر ، فتصور كوثر فيديو لها وهي تحرق حجابها وتبثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار الدعوة لتحرر المجتمع تبدأ بخلع الحجاب ، الموقف الذي يتحول إلى ظاهرة عامة بدفع الفتيات لخلع الحجاب يحقق الانتصار الاول في المخطط الإخواني بإخافة الناس من دعوات الحرية وأفكار الثورة وبالتالي الإرتماء في أحضان التيار الإسلامي الذي سيحافظ على قيم المجتمع المصري المحافظ !

تواصل "كوثر" حملتها وتدعوا لمؤتمر كبير يضم أغلب القوى السياسية لدعمها بعد ان تفاجأ برفع دعوى ازدراء اديان عليها ولكن المؤتمر يتحول إلى معركة بين أنصار كل فريق ويشهد أحداث عنف.

يطرح المخرج والمؤلف محمد أمين نموذجًا آخر ليكمل الصورة من خلال شخصية الدكتورة "خديجة" التي تجسد دورها ليلى علوي وهي سيدة مطلقة ومقدمة برامج معروفة وواحدة من الكوادر الهامة في حزب سياسي إسلامي – قٌل الحرية والعدالة- .

تتولى "خديجة" حملة الهجوم على أفكار "كوثر" المتحررة ، وترى أن دعوتها لحرية الاعتقاد والتحرر الجنسي ليست وسيلة لعلاج مشاكل المجتمع المتمثلة في الكبت والتطرف والإزدواجية بل هي محاولة لتشويه هوية المجتمع المصري ، خط درامي يذكر المشاهد بما فعلته قنوات الإخوان وإعلامهم عقب الثورة عندما اتهموا التيارات "الليبرالية" بأنها  "هتقلع أمك الحجاب" !

تقود خديجة مظاهرات مع شباب حزبها ضد كوثر وتطالب بتطبيق حد الشريعة عليها ، في حين تتورط في الزواج من "مراد" أحد كوادر الحزب الوطني المنحل والذي يطاردها املًا في التقرب من النظام الجديد الذي يفرض نفوذه يومًا بعد الآخر إلا أن خديجة تشترط أن يظل الزواج سريًا وهو القرار الذي يعصف بمستقبلها السياسي بعد كشفه .

محمد أمين مخرج ومؤلف الفيلم اكد أن العمل استغرق عامًا ونصف من الكتابة قبل التعاقد على تصويره والاتفاق مع الأبطال ، موضحًا أن الفيلم يهدف بالأساس لإلقاء الضوء على الصراع السياسي والاجتماعي الذي عاشته مصر منذ ثورة يناير وحتى ثورة 30 يونيو .

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة