اليوم العالمي للأرصاد الجوية
اليوم العالمي للأرصاد الجوية


العالم يحيي غدا اليوم العالمي للأرصاد الجوية

أ ش أ

الخميس، 22 مارس 2018 - 07:06 ص

 

تحيي منظمة العالمية للأرصاد الجوية، غدا الجمعة 23 مارس، اليوم العالمي للأرصاد الجوية لعام 2018 ، وهو اليوم الذي يوافق يوم 23 مارس من كل عام , ويأتي الاحتفال هذا العام تحت شعار" الطقس ومناخ: التدبير والتدبر " ، حيث يواجه سكان العالم المتزايدون مجموعة واسعة من المخاطر مثل الأعاصير المدارية العاصفة والأمطار الغزيرة وموجات الحرارة والجفاف وغير ذلك الكثير. 


ويؤدي تغير المناخ على المدى الطويل إلى زيادة شدة وتيرة الظواهر الجوية والمناخية ما قد يتسبب في ارتفاع مستوى سطح البحر وتحمض المحيطات ، الأمر الذي يتطلب من دول العالم أن تكون جاهزة لتغيرات الطقس ، خاصة وان التوسع الحضري وانتشار المدن الكبرى يعني أن أكثر الدول عرضة للخطر الآن أكثر من أي وقت مضى .


ولهذا السبب تتمثل إحدى الأولويات العليا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية ####(WMO) #### والمرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا ####(NMHSs) #### في حماية الأرواح وسبل العيش والممتلكات من المخاطر المرتبطة بالأحوال الجوية والمناخية والمياه. وبالتالي ، تدعم المنظمة وأعضاؤها جدول الأعمال العالمي للتنمية المستدامة ، والتكيف مع تغير المناخ والحد من مخاطر الكوارث. 


ولمواجهة أخطار التغيرات المناخية ، تقوم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والخدمات الوطنية للأرصاد الجوية بتصميم خدمات تشغيلية تتراوح بين التنبؤات الجوية اليومية والتنبؤات المناخية طويلة الأجل التي تساعد المجتمع على أن يكون جاهزاً للطقس وأن يكون ذا مناخ ذكي. كما تقوم بتقديم مزيد من الخدمات الهيدرولوجية الوطنية ضرورية للإدارة السليمة لموارد المياه العذبة للزراعة والصناعة والطاقة والاستهلاك البشري ، حتى نتمكن من المياه الحكمة. وتمكن هذه الخدمات من إدارة المخاطر واغتنام الفرص المتعلقة بالطقس والمناخ والماء.
وتحتفل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية #### (WMO) #### ومرافق الأرصاد الجوية فى جميع أنحاء العالم باليوم العالمي للأرصاد الجوية في 23 من مارس كل عام، وذلك تخليدا لذكرى دخول اتفاقية المنظمة حيز التنفيذ اعتباراً من 23 مارس 1950.


وبمناسبة الاحتفال ، أشار "بيتيري تالاس" الأمين العام لمنظمة العالمية للأرصاد الجوية في رسالة له، إلي أن الطقس والمناخ : التدبير والتدبر... هو الموضوع المختار لليوم العالمي للأرصاد الجوية 2018. وإذا أضفنا إلى هذا العنوان شعار "الحكمة في لتعامل مع الماء"، نكون قد أكملنا دائرة العناصر الأساسية التي هي وقود التنمية المستدامة. 


ويؤكد الأمين العام ، في رسالته ، أن الطقس والمناخ والماء عناصر حيوية لرفاه وصحة المجتمع، وأمنه الغذائي. لكنها يمكن أيضاً أن تكون مدمرة. وأضاف تالاس، إن الظواهر شديدة التأثير ، مثل الأعاصير المدارية والأمطار الغزيرة وموجات الحرارة والجفاف والعواصف الشتوية ودرجات الحرارة المنخفضة إلى حد التجمد ، قد تسببت في إزهاق الأرواح وتدمير سبل العيش على مر العصور. غير أن تغير المناخ يؤدي اليوم إلى زيادة شدة ووتيرة بعض هذه الظواهر . لقد تواصلت الظواهر المتطرفة في بداية عام 2018، استكمالاً لما شهده عام 2017، فاستمر الطقس المتطرف الذي أزهق الأرواح ودمر سبل العيش. وكان موسم الأعاصير عام 2017هو الأكثر تكلفة من أي وقت مضى بالنسبة إلى الولايات المتحدة ، كما قضى على ما أثمرت عنه التنمية خلال عقود في الجزر الصغيرة في منطقة البحر الكاريبي ، مثل دومينيكا.


وأشار تالاس إلي أن الفيضانات أدت إلى اقتلاع ملايين الناس من جذورهم في شبه القارة الآسيوية، بينما يساهم الجفاف في تفاقم الفقر وزيادة ضغوط الهجرة في القرن الأفريقي. ولا غرو أن تكون البيئة هي الشغل الشاغل، للعام الثاني على التوالي، لقادة العالم في تقرير المخاطر العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي. 


وأوضح أن هذه المخاطر تشمل المناخ المتطرف؛ وفقدان التنوع البيولوجي وانهيار النظم الإيكولوجية؛ والكوارث الطبيعية الكبرى؛ والكوارث البيئية الناجمة عن الأنشطة البشرية؛ وفشل التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه . وتعتبر الظواهر الجوية المتطرفة أهم هذه المخاطر ، وكان عام 2017 واحدا من أكثر ثلاث سنوات احتراراً في السجلات ، فضلا عن أنه أحر عام غير مصحوب بظاهرة النينيو.


وذكر تالاس إن تغير المناخ على المدى الطويل نتيجة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري يحكم على كوكبنا بمستقبل أكثر حرارة ، مصحوبا بمزيد من الطقس المتطرف والصدمات المائية . ويقول " يحدوني الأمل أن يتعامل جميع أعضاء المنظمة في نهاية المطاف مع " الطقس بالتدبير" ومع " المناخ بالتدبر" - وأيضاً مع الماء بالحكمة . وهذا ضروري لدعم برنامج العمل الدولي بشأن التنمية المستدامة ، والحد من مخاطر الكوارث ، والتكيف مع تغير المناخ". 


وأضاف " إننا نحتاج تحديداً إلى الاستعداد لمواجهة الظواهر الجوية والمناخية والمائية المتطرفة من خلال تحسين نظم الإنذار المبكر بالأخطار المتعددة ، وزيادة تنسيق وسائل التصدي. وتيسيراً لذلك ، تنشر المنظمة قائمة مرجعية بأنظمة الإنذار المبكر بالأخطار المتعددة ، باعتبارها أداة عملية هامة لتعزيز القدرة على الصمود. وينبغي أن تكون المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا قادرة على أن تقدم للجميع، من أفراد وجمعات وقطاعات الأعمال المختلفة ومقرري السياسات، خدمات دقيقة ومواتية زمنياً بأيسر العبارات فهما بشأن جميع الظواهر، من التنبؤ الآني إلى التنبؤ دون الموسمي ، والتنبؤ الموسمي بالطقس، والتنبؤ الأطول أجلاً بالمناخ".


وتابع تالاس قائلا ، في رسالته ، " إن الخطوة الأولى في بناء القدرة على مواجهة الظواهر الجوية والمناخية المتطرفة هي إنشاء شبكة رصد قوية. فوجود شبكة للرصد الموسع، في البر والجو والبحر وكذلك في الفضاء الخارجي، أمر لا غنى عنه لتقديم بيانات لدعم التنبؤ والإنذارات المبكرة بالظواهر الجوية والمناخية المتطرفة. وتعمل دوائر المنظمة على مساعدة الأعضاء المحتاجين إلى تحديث هياكل الرصد لديهم ، ولعل تطوير الخدمات المناخية يتيح فرصة جيدة في هذا المسعى".


أما الخطوة الثانية فهي ينبغي - حسب تالاس - تطوير قدرة المجتمع على مواجهة الظواهر الجوية والمناخية المتطرفة ، على أساس التقدم العلمي والتكنولوجي في التنبؤ. والانخفاض الهائل في الخسائر في الأروح الناجمة عن الظواهر الجوية القاسية في السنوات الـ 30 الماضية ، يعزى إلى حد بعيد إلى الزيادة الكبيرة في دقة التنبؤات والإنذارات الجوية ، وإلى تحسين التنسيق مع سلطات إدارة الكوارث. 


ويشير إلي أنه بفضل التطورات المحققة في التنبؤ العددي بالطقس، فإن تنبؤات اليوم بالطقس لمدة 5 أيام تماثل في جودتها التنبؤات لمدة يومين قبل 20 عاماً . وهذا التطور مستمر ويدعم الإنذار المبكر. فالإنذار المبكر هو في الواقع عنصر رئيسي في الحد من مخاطر الكوارث ، إذ يمكن بفضله الحيلولة دون وقوع خسائر في الأرواح والتقليل من الآثار الاقتصادية والمادية للظواهر الخطرة ، ومنها الكوارث. ولكي تكون نظم الإنذار المبكر فعالة، فلا بد لها من الجد في إشراك الأشخاص والمجتمعات المعرضة للخطر جراء مجموعة من المخاطر، وتيسير التثقيف العام والتوعية بالمخاطر، ونشر الرسائل والتحذيرات بفعالية ، والتأكد من استمرار حالة الاستعداد والتأهب. 


وأوضح أنه لهذا السبب، اتخذت المنظمة زمام مبادرة لإنشاء نظام عالمي موحد للإنذار بالأخطار المتعددة ، بالتعاون مع المرافق الوطنية في جميع أنحاء العالم. كما نعمل بنشاط مع الشركاء في مبادرة نظم المخاطر المناخية والإنذار المبكر، فضلا عن الإطار العالمي للخدمات المناخية ####(GFCS) #### ، لمساعدة الفئات الأكثر ضعفاً . وتشكل الخدمات الهيدرولوجية أيضاً جزءاً هاماً من معادلة القدرة على الصمود. ولهذا السبب، تشارك المنظمة في رعاية مؤتمر عالمي رئيسي للمياه في مايو: الرخاء من خلال الخدمات الهيدرولوجية. 


وقال في ختام سالته إن المنظمة تهدف إلي سد الثغرات في شبكات الرصد وتحطيم الحواجز التي تحول دون تقديم خدمات دقيقة وفي الوقت المحدد تتعلق بالتنبؤ والإنذارات على أساس الآثار بالمخاطر المتعددة، في كافة دولها وأقاليمها الأعضاء من أجل الإسهام في بناء مجتمع قادر على مواجهة الطقس والمناخ والماء . وستسهم المنظمة من خلال ذلك كله في التنفيذ الكامل لخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 ، وإطار سنداي للحد من مخاطر الكوارث: سنبني العالم الذي ننشده.

وتعتبر أنظمة نظم الإنذار المبكر والتدابیر الأخرى للحد من مخاطر الكوارث أمر حیوي لتعزيز قدرة مجتمعاتنا علی المقاومة ، فالخدمات المناخية يمكن استخدامها في اتخاذ قرارات مستنیرة بشأن التخفیف من آثار تغیر المناخ والتكیف معه . والمراقبة الهیدرولوجیة توفر البیانات اللازمة لتتبع كمیة الموارد المائیة ونوعیتها، وللاستعداد بشكل أفضل للفیضانات والجفاف.


ويتطلب التنبؤ بالطقس رصد البیئة على مدار الساعة وفي مختلف أنحاء العالم . وتضطلع المرافق الوطنیة ####((NMHSs #### بمعظم تلك الرصدات في إطار المراقبة العالمیة للطقس التابعة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية ، والتي تربط بشكل آني محطات الرصد بمراكز التنبؤ بالطقس والمناخ الوطنیة والإقلیمیة والعالمیة على مدى24 ساعة في الیوم. 


وتجمع المراقبة العالمیة للطقس بيانات الأرصاد الجوية والبیانات المناخیة والهیدرولوجیة والأوقیانوغرافیة من أكثر من 15 قمراً صناعياً ، و 100 عوامة مثبتة، و 600 محطة عائمة، و3000 طائرة، و7300 سفینة، وزھاء 10 آلاف محطة رصد سطحیة أرضیة القاعدة . ويجب أن تكون تلك البیانات قابلة للمقارنة وأن ترقى إلى مستوى المعايیر المحددة كي تكون قابلة للاستخدام من جانب مراكز التنبؤ في إطار نماذج التنبؤ العددي بالطقس التي تعد تنبؤات يومیة بالطقس وإنذارات مبكرة بالمخاطر الطبیعیة، من قبیل أعاصیر الهاريكین . وعلیه فإن المراقبة العالمیة للطقس تعد أيضاً المعايیر لقیاس البیانات المجمعة.


وتعمل مشاريع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية على إعادة ھیكلة مناهج العلوم بما يتماشى مع الاحتياجات الحالیة والمستقبلیة في ھذه المناطق، وعلى إقامة قنوات اتصال أكثر فاعلیة حتى يتسلم صانعو القرار- المزارعون والعاملون في قطاعي الصحة والمیاه وغیرھم من المهنیین والسیاسیین - الخدمات المناخیة التي يحتاجونها. وتعتبر الزراعة ھي واحدة من أكثر المجالات التي تتأثر بالمناخ. فموجات الجفاف، والظواھر المناخیة البطیئة تخلف الملايین من الضحايا. 


وتشكيل الخدمات المناخیة وعلم المناخ عنصرين ھامین في نظم الإنذار المبكر بالمجاعات. ويقدم أخصائیو الأرصاد الجوية الزراعیة توقعات للمزارعین لفترة تتراوح بین 6 و8 أشهر، وبفترات زمنیة أقصر مع اقتراب الموسم ثم بدايته. ويستخدم المزارعون الذين يتعاملون مع المناخ بذكاء ھذه المعلومات لتقرير ما ھي البذور التي يجب زرعها، وأفضل فترة لغرسها، وما إن كان الري لازما، وأفضل فترة للحصاد، فضلاً عن اتخاذ قرارات ھامة أخرى . 


وتساعد المنظمة أعضاءها على مراقبة مناخ الأرض على نطاق عالمي بحیث تتوافر معلومات موثوقة لدعم اتخاذ القرارات القائمة على الأدلة بشأن أفضل طريقة للتكیف مع تغیر المناخ، وإدارة المخاطر المرتبطة بتقلبیة المناخ وتطرفه. ولا غنى عن المعلومات المناخیة لمراقبة نجاح الجهود الرامیة إلى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، التي تساھم في تغیر المناخ، فضلاً عن تعزيز الجهود الرامیة إلى زيادة كفاءة استخدام الطاقة والتحول إلى اقتصاد محايد الكربون.


إن تغير المناخ والمد الحضري يؤديان إلي مزيد من الإجهاد المائي وزيادة تعرض المجتمعات والأصول لظواھر ھیدرولوجیة متطرفة، مثل الفیضانات والجفاف. ومن الأھمیة بمكان توفیر معلومات ونواتج الإنذارات المبكرة، والتي يمكن أن تساعد على تقلیل الخسائر في الأرواح والأثر على الاقتصادات. 


وتعتبر الفیضانات من الكوارث الطبیعیة الأكثر شیوعاً ، والتي تتسبب في خسائر ھائلة في الأرواح والممتلكات . وتشیر سجلات تأثیر الفیضانات إلى أن عدد الوفیات الناجمة عن الفیضانات آخذ في التناقص تدريجیا، ويرجع الفضل في ذلك جزئیا إلى تحسین الإنذارات المبكرة . غیر أن الخسائر الاقتصادية لا تزال تتزايد، بسبب عدم الاھتمام بالوقاية ، والنمو الاقتصادي، وسوء تخطیط استخدام الأراضي المعرضة للفیضانات. 


إن السلامة المطلقة من الفیضانات أسطورة، لكن من الممكن أن نتعايش مع الفیضانات إذا أعدننا لها العدة بشكل صحیح . فمن شأن دمج استخدام الأراضي والموارد المائیة وإدارة المخاطر في أحواض الأنهار، أن يساعد على تقلیل الخسائر في الأرواح الناجمة عن الفیضانات، وعلى تعظیم الفوائد الصافیة من السهول الفیضیة . 


وعوامل التفاقم، مثل الفقر والاستخدام غیر الملائم للأراضي تزيد التأثر بالجفاف ، وعندما يتسبب الجفاف في نقص المیاه والغذاء، يمكن أن يؤدي ذلك إلى آثار على صحة السكان، مما قد يزيد من الاعتلال ويؤدي إلى الوفاة .


وفي السنوات الأخیرة، حدثت معظم الوفیات المتصلة بالجفاف في بلدان تعاني أيضاً من اضطرابات سیاسیة ومدنیة. وفي الفترة من عام 1970إلي عام 2012، تسبب الجفاف في حوالي 680 ألف حالة وفاة بسبب الجفاف الشديد في أفريقیا في الأعوام 1975و 1983 و1984.


ويشير تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لعام 2018 ، إلي استمرار الاتجاه الطويل الأمد لتغير المناخ الناجم عن زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، فقد تأكد أن الأعوام 2015 و2016 و2017 هي أحر ثلاثة أعوام مسجلة. ويظل عام 2016 يحمل الرقم القياسي، بينما كان عام 2017 هو آخر عام دون مصاحبة ظاهرة النينيو التي يمكن أن ترفع درجات الحرارة السنوية العالمية. ويبين تحليل مجمع لقواعد البيانات الدولية الخمس الرئيسية، أجرته المنظمة أن متوسط درجات الحرارة السطحية العالمية في 2017 قد تجاوز نظيره في فترة ما قبل العصر الصناعي بزهاء 1.1 درجة سلسيوس. 


ويظل عام 2016 هو آخر عام مسجل (1.2 درجة سلسيوس فوق فترة ما قبل العصر الصناعي). وقد تجاوز متوسط درجات الحرارة السطحية العالمية في عامي 2017 و2015 مستويات فترة ما قبل العصر الصناعي بمقدار 1.1 درجة سلسيوس. ولا يمكن تقريباً التمييز بين العامين لأن الفرق بينهما يقل عن 0.01 درجة، وهو أقل من هامش الخطأ الإحصائي. 
وكان "بيتيري تالاس" الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية ، قد قال في وقت سابق " إن الاتجاه الاحتراري الطويل الأمد أهم بكثير من مجرد ترتيب السنوات المختلفة، وأن هذا الاتجاه تصاعدي. وأضاف تالاس ، أن هذا القرن قد شهد 17 عاماً من أحر 18عاماً مسجلة، وأن درجة الاحترار خلال الأعوام الـ 3 الماضية كانت غير عادية. وكان مستوى الاحترار ملحوظاً بشكل خاص في المنطقة القطبية الشمالية، الأمر الذي سيكون له تداعيات عميقة وطويلة الأجل على مستوى سطح البحار وعلى أنماط الطقس في أنحاء أخرى من العالم .


وقد كشف تقرير للمنظمة عن تجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية في 2017 المتوسط طويل الأجل للفترة 2010-1981 (14.3 درجة) بمقدار 0.46 درجة سلسيوس تقريباً. وتستخدم المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا ####(NMHSs)#### خط الأساس لهذه الفترة الثلاثينية لتقييم متوسطات وتقلبات المعاملات المناخية الرئيسية، مثل درجة الحرارة والهطول والرياح، وهي عوامل هامة للقطاعات التي تتأثر بالمناخ، مثل قطاعات إدارة المياه، والطاقة، والزراعة، والصحة. 


وإضافة إلى الاحترار العالمي الناجم عن ارتفاع مستويات غازات احتباس الحراري في الغلاف الجوي، فإن المناخ يشهد أيضاً تقلبية طبيعية بسبب ظواهر من قبيل النينيو، التي لها تأثير احتراري، والنينيا، التي لها تأثير مبرد. فقد أسهمت ظاهرة النينيو القوية في عامي 2016-2015 في تسجيل درجات حرارة قياسية في 2016. وعلى العكس بدأ عام 2017 بصحبة ظاهرة النينيا الضعيفة وهكذا انتهى العام أيضاً. 


ويشير التقرير إلي أن درجات الحرارة لا تمثل إلا جزءاً محدوداً من المشهد العام. فالاحترار الذي شهده عام 2017 كان مصحوباً بطقس متطرف في كثير من بلدان العالم. فشهدت الولايات المتحدة الأمريكية أشد عام كلفة من حيث كوارث الطقس والمناخ، بينما شهدت بلدان أخرى أبطأ معدل للتنمية، بل وانعكاس اتجاه هذه التنمية، بسبب الأعاصير المدارية والفيضانات والجفاف.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة