صورة مجمعة
صورة مجمعة


«بوتين» على خطى «هتلر» .. اتهام بريطاني عنوانه «كأس عالم بدوافع سياسية»

أحمد نزيه

الجمعة، 23 مارس 2018 - 09:38 م

"أعتقد أن ما سيحدث في كأس العالم في موسكو ستتم مقارنته بأولمبياد 1936، فبوتين سيستخدم كأس العالم بالطريقة التي استخدم بها هتلر الألعاب الأوليمبية" تصريحٌ خرج من وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، خلى من العبارات الدبلوماسية، ليصل إلى حد الهجوم المباشر على الرئيس الروسي، المعاد انتخابه قبل أيامٍ لولايةٍ رابعةٍ في حكم روسيا.

رئيس الدبلوماسية البريطانية تخلى عن دبلوماسيته بعدما توترت العلاقة بين بلاده وبين موسكو على خلفية أزمة تسميم الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال، عقيد الاستخبارات السابق بالجيش الروسي، الذي عمل جاسوسًا مزدوجًا لبريطانيا.

واتهمت لندن موسكو بالسعي وراء قتل سكريبال الذي كان يقضي فترة السجن في روسيا قبل أن يتم إطلاق سراحه عبر مقايضة تبادل الأسرى بين بريطانيا وروسيا عام 2010، إبان فترة حكم الرئيس الروسي السابق، ديمتري ميدفيديف، الذي يشغل حاليًا منصب رئيس الوزراء.

الرد الروسي على تصريح بوريس جونسون جاء من المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الذي لم يقل على مستوى التراشق اللفظي، فقد قال بيسكوف "إنه تصريحٌ مقززٌ تمامًا، ولا يليق بوزير خارجية أي بلد، إنه مهين وغير مقبول".

وقبل أكثر من سبع سنوات، فازت روسيا بشرف استضافة كأس العالم عام 2018 رفقة قطر التي فازت بشرف استضافة مونديال 2022، في حين تكبدت إنجلترا هزيمةً قاسيةً حينما خرجت من الدور الأول لعملية الاقتراع بعدما حظيت بصوتين فقط من أصل 22 صوتًا بالمكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا".

وبين تصريحات جونسون ورد بيسكوف، تبقى أولمبياد برلين عام 1936 في أذهان الجميع، وهي مستحضرةٌ اليوم من أرشيف الذكريات، بعدما جلبها وزير الخارجية البريطاني للحاضر من دفاتر ما قبل الحرب العالمية الثانية، في ظل أجواءٍ مشحونةٍ يتسم العالم بها الآن.

أولمبياد النازيين

دورة الألعاب الأولمبية عام 1936، كتب المراسل الأمريكي والمؤرخ الشهير وليام شيرر عنها في مذكراته قائلًا “أخشى من أن النازيين قد نجحوا في نشر دعايتهم، أولاً، نظم النازيون دورة الألعاب الأولمبية موفرين تمويلاً سخيًا لها لم يحدث من قبل في أي دورة أخرى، وقد راق ذلك للرياضيين المشاركين، ثانيًا، وضع النازيون واجهة جميلة أمام الزوار، وخاصة رجال الأعمال الكبار.

مسألة تطويع الرياضة لمآرب السياسة كانت نهج الزعيم الألماني النازي أدلف هتلر حينها، ونحن الآن على مشارف كأس العالم في ظل أجواءٍ مشحونةٍ بين روسيا من جهة وبريطانيا بشكلٍ أكبر، إضافةً إلى الولايات المتحدة وبريطانيا.

وتجدر الإشارة إلى أن بريطانيا قاطعت من قبل دورة الألعاب الأولمبية عام 1980، والتي جرت بموسكو، وذلك رفقة عددٍ كبيرٍ من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، إبان الحرب الباردة.

ويرى وزير الخارجية البريطانية أنه يجب انسحاب منتخب إنجلترا من كأس العالم حال ثبوت ضلوع روسيا وراء تسميم الجاسوس الروسي، كما أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، مقاطعة بلادها المونديال، حيث لن يذهب كبار رجال الدولة والعائلة الحاكمة إلى موسكو للمشاركة في إحياء عرس كرة القدم الذي يحدث مرة واحدة كل أربع سنوات.

العد العكسي لكأس العالم بدأ في الانطلاق، مثلما بدأت الأزمات السياسة تدب في عروق البلد المنظم للمونديال، مع بلدان دائمًا ما تتسم علاقاتها بها بالفتور، فإلى أي مدى ستلقي هذه الأزمات بظلالها على الحدث الكروي الأهم على وجه الأرض؟

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة