الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي


خلال افتتاح المؤتمر القومي للبحث العلمي

السيسي : بالعلم يمكن التغلب على الكثير من مشاكلنا

محمد هنداوي

السبت، 24 مارس 2018 - 02:06 م

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر لن تستطيع أن تأخذ مكانتها إلا بالبحث العلمي والمعرفة، مشددا على أن الدولة ستفعل كل ما يمكن عمله في هذا الاتجاه لتحصل على المكانة الحقيقية التي تستحقها في مصاف دول العالم.

 

جاء ذلك في كلمة الرئيس السيسي اليوم أمام المؤتمر القومي للبحث العلمي المنعقد تحت شعار "إطلاق طاقات المصريين"، والذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، بحضور شريف إسماعيل رئيس الوزراء، والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي وعدد من الوزراء وكبار المسئولين وباحثين وعلماء مصريين من الداخل والخارج، ومن المعاهد البحثية والجامعات المصرية.

 

 وقال الرئيس إن الدولة المصرية ستكون أشد حرصا الآن وفي السنوات المقبلة على بذل كل الجهد لكي تقفز على الزمن لتحقيق النتيجة، معربا عن ثقته الكبيرة في قدرات المصريين، ومؤكدا أن مصر بها عقول نيرة كثيرة تحتاج فقط من الدولة والحكومة الدفع بهم للاستفادة من علمهم وأبحاثهم.

 

وأضاف الرئيس السيسي أن الدولة مازالت بحاجة لمجهودات المجتمع لدعم مساعي الدولة للارتقاء بمجال البحث العلمي والابتكار، قائلا: "أيها المجتمع المفكر المثقف نحن بحاجة إليكم وإلى عقولكم وأبحاثهم للتغلب على مشاكل مصر".

 

وقال الرئيس إن مصر تتحرك بجهد ومواجهة حقيقية لتأخذ مكانها الذي تستحقه، مضيفا: "أننا لا نبحث عن الترتيب فقط بل هو مؤشر على مدى جودة التعليم والمعرفة الذي نقدمه بيننا وبين الآخرين".

 

وأشار الرئيس إلى أنه منذ عام 2007 تعمل مصر على مشروع الفضاء المصري وحتى الآن ، ما يعني أن دعم البحث العلمي ليس بتنفيذ كافة الأفكار ولكن بالتركيز على الأفكار الحقيقية التي تدعم تقدم وتنمية الدولة.

 

وأشار الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أهمية البحث العلمي في معالجة قضايا مثل تلوث المياه والصرف الصحي والبحيرات، متسائلا: "لو أننا متقدمون، هل سيكون حالنا في بحيراتنا في المنزلة والبرلس وأي بحيرة أخرى داخل مصر؟"

 

وقال الرئيس إن مصر تواجه تحديات عديدة في المرحلة الراهنة، فرضتها ظروف دولية وإقليمية وداخلية ما بين الإرهاب الذي أطل بوجهه القبيح خلال السنوات الماضية أو حالة عدم الاستقرار السياسي التي شهدتها مصر بعد عام 2011، أو فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية التي كانت في أمس الحاجة للتدخل العاجل.

 

وأضاف "لقد استندت مواجهاتنا في هذه التحديات إلى منهج شامل ومتكامل، فقد سعينا أولا: لتثبيت أركان الدولة المصرية، وتقوية وترسيخ مؤسساتها واستعادة الاستقرار الذي بدونه لا يمكن المضي قدما في معالجة مشكلاتنا" .

 

وتابع الرئيس السيسي قائلا "ثانيا..قمنا بوضع إستراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب تتضمن أبعادا ثقافية واجتماعية بجانب الأبعاد العسكرية والأمنية، وفي هذا السياق تم إطلاق العملية "سيناء 2018" التي تنفذها القوات المسلحة والشرطة وتحقق نجاحات كبيرة تطمئننا أننا على الطريق الصحيح نحو محاصرة الإرهاب والقضاء عليه..ولعل الدماء الطاهرة التي سالت من شهداء وأبطال وأبناء مصر تكون لنا دوما نبراسا منيرا ودافعا قويا لتحقيق ما استشهد هؤلاء الأبطال من أجله".

 

وأضاف الرئيس أن المنهج الثالث الذي تم إتباعه للتعامل مع التحديات الجسام التي واجهت مصر خلال السنوات الماضية هو النهوض بأوضاع الاقتصاد الذي تضرر بشدة من حالة عدم الاستقرار بعد عام 2011، قائلا : "لم نلجأ لمسكنات ضررها أكبر من نفعها، ولم نروج للوهم والآمال الكاذبة بل عمدنا لمصارحة الشعب بالحقائق كما هي".

 

وأكد الرئيس قائلا : "تعاهدنا جميعا على تحمل فواتير الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الحقيقي، الذي وإن كانت له تكلفته فإنه الطريق السليم والوحيد لبلوغ آمالنا الكبيرة لوطننا الذي عاهدنا الله أن نضعه في مصاف الأمم والمجتمعات المتقدمة، بجهودنا المشتركة وتضحياتنا جميعا بالعرق والجهد والدم".

 

وأشار الرئيس إلى أن نشاط البحث العلمي يأتي في القلب من معركة الإصلاح والتحديث الشامل التي تخوضها الدولة، بالإضافة إلى دعم الابتكار والمبتكرين، وتمكين الشباب وربط البحث العلمي بخطة الدولة للتنمية، ودعم المشروعات القومية الكبرى، وبدء جني ثمار تطبيق مخرجات البحث العلمي في مجالات الطاقة والمياه والزراعة والغذاء والصحة والدواء، مما يدعو للثقة بالنفس والفخر، والتفاؤل بالمستقبل، مستندين في ذلك إلى رؤيتنا الواضحة للتنمية 2030.

 

وأضاف أن الإستراتيجية الوطنية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، تولي أهمية قصوى لتنويع مصادر الدخل ومحاربة الفقر وتعزيز اقتصاد المعرفة، من خلال تنمية الموارد البشرية والابتكار، وريادة الأعمال وتعميق التصنيع المحلي، ونقل وتوطين التكنولوجيا، وبناء جسور للتعاون الفعال بين علماء مصر في الداخل والخارج .

 

وأوضح الرئيس أن البحث العلمي يعد خيارا استراتيجيا لتجاوز مختلف الصعوبات التي تعترض خطة التنمية، خاصة أن التنمية التي لا تتأسس على مقومات علمية تدعمها وتطورها تظل تنمية هشة، مفتقدة لأسس متينة، كما أن الاعتماد على معطيات ونتائج البحث العلمي، وتلافي الارتجال والعشوائية في اتخاذ القرارات ينعكس بالإيجاب على تطور المجتمع وتنميته بشكل مستدام ومستقر.

 

وأضاف أن أهمية الاستثمار في مجالات البحث العلمي والتطوير والابتكار تأتي كأداة إستراتيجية من شأنها المساهمة في تحقيق التنمية الشاملة .

 

وفي هذا السياق، أكد الرئيس حرص مصر على بذل أقصى الجهد لتجعل من العلم مرفقا عاما للناس جميعا، مشيرا إلى أن الدولة قضت في ذلك خطوات كبيرة، وكانت في كل خطوة إضافة جديدة تزيد من قوة البناء العلمي، فأنشئت الهيئات والمؤسسات العلمية والبحثية التي كانت لها إضافات مهمة أدت لرسوخ الإيمان بأهمية البحث العلمي والتكنولوجي في بناء الأمة ونهضتها، وفي السنوات الأربع الأخيرة أولت مصر البحث العلمي أهمية خاصة رغم كل التحديات .

 

وأضاف الرئيس قائلا : "بقراءة سريعة لإجمالي الدعم الذي قدمته الحكومة لمشروعات البحث العلمي ودعم الابتكار والمبتكرين، نجد أنه اقترب من 3 مليار جنيه، حيث شمل ذلك تطوير المعامل بحوالي 500 مليون جنيه، ودعم البحوث الأساسية بحوالي 540 مليون جنيه، ودعم المبتكرين والنشء وشباب الباحثين بحوالي 100 مليون جنيه".

 

وأشار الرئيس إلى أن الدولة دعمت أيضا مشروعات بحوث وتطوير في مجالات الطاقة والمياه والزراعة، وتعميق التصنيع المحلي، وربط البحث العلمي بالصناعة، والحاضنات التكنولوجية، بإجمالي تمويل تجاوز 600 مليون جنيه، والتعاون الدولي بأكثر من 240 مليون جنيه، وإتاحة قواعد البيانات والمجلات والمراجع العلمية من خلال بنك المعرفة المصري بحوالي مليار جنيه، بالإضافة إلى الحصول على منح مشروعات بحثية ممولة من الاتحاد الأوروبي بحوالي 500 مليون جنيه.

 

وقال الرئيس إن العصر الذي نعيشه الآن هو عصر التحدي العلمي والتكنولوجي، وهو عصر يعتمد على المشاركة العالمية، ولا نفاذ فيه إلى الأسواق الخارجية إلا من خلال الإبداع والتعليم عالي الجودة والتدريب الراقي، مشيرا إلى أن السباق الحضاري هو أحد سمات العالم المعاصر الذي يعتمد على ما تنتجه الشعوب من ثقافة وعلوم وتكنولوجيا، وما يرتبط بها وما يقوم عليها من نمو اقتصادي عملاق.

 

واختتم الرئيس كلمته بتقديم خالص التحية والتقدير لعلماء مصر الأجلاء من الباحثين والمبدعين والمخترعين، مؤكدا لهم ثقته وثقة الشعب المصري في قدراتهم وإمكانياتهم وإخلاصهم، لتحقيق طموحات وآمال الشعب المصري العظيم في بناء وطن حديث متقدم، ينعم بالازدهار والرخاء والسلام.

 

وصرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن  د.خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي ألقى كلمة في هذه المناسبة، استعرض خلاله أولويات البحث العلمي بمصر في إطار رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030 والإستراتيجية القومية الموحدة للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، والتي تهدف إلى ربط البحث العلمي باحتياجات الدولة والمجتمع، فضلاً عن عرض جهود الحكومة في تطوير البحث العلمي في مصر، مؤكداً أنه يتم بذل كل الجهد في سبيل النهوض بمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي بما يليق بمصر ويحقق آمال وطموحات شعبها، مشيراً إلى أن خطة الحكومة ركزت على تهيئة بيئة محفزة لتوطين وإنتاج المعرفة، وربط تطبيقات البحث العلمي ومخرجاته بأولويات الدولة، كما ركزت أيضا على تفعيل وتطوير نظام وطني متكامل للابتكار، والعمل على زيادة أعدد الباحثين وإعداد تشريعات جديدة لتنظيم منظومة البحث العلمي في مصر، والعمل على تطوير البنية التحتية للبحث العلمي.

 

كما أشار الوزير إلى أن موازنة البحث العلمي من الدولة زادت من 17 مليار جنيه في الأعوام السابقة إلى 21 مليار جنيه، فضًلا عن تمويل من عدة مصادر أخرى من المجتمع الصناعي أو الدخول في شراكات لتمويل البحث العلمي محلية ودولية ومع الهيئات العالمية.

 

كما استعرض الوزير جهود الحكومة في تحسين جودة التعليم العالي، فضلاً عن جهود تحسين ترتيب الجامعات المصرية عالمياً.

 

وعقب ذلك، أجرى الرئيس زيارة تفقدية لمعرض البحث العلمي والمشاريع القومية، والذي يتم تنظيمه على هامش المؤتمر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة