أرنو بلترام
أرنو بلترام


أرنو بلترام.. حين تكون «الحياة» ثمنا للشهامة

ناريمان فوزي

السبت، 24 مارس 2018 - 06:28 م

 

لا يمتلك الإنسان أغلى من حياته، وبشكل عام يرتكب أقسى أنواع الشرور فقط كي يحافظ على نفسه وتمسكا بالحياة، ولكن أن يضحي إنسان بحياته لا لشيء سوى لإنقاذ حياة آخرين هو أمر يظهر أن الحياة لم تعد للسيئين فقط، بل أصبح هناك متسع لذوي الشهامة والشجاعة.

 

بالأمس، شهدت مدينة تريب الواقعة جنوب فرنسا حادث إرهابي بإحدى المتاجر، حيث اقتحم مسلح داعشي المكان حاملا معه أسلحة وقنبلة يدوية، ثوان معدودة وأصبح صوت الطلقات يعلو على الجميع ثم قام باحتجاز العشرات كرهائن مطالبا بالإفراج عن زميلا له كان سبقه بتنفيذ هجمات إرهابية في 2015.

 

قامت فرنسا بإجراءاتها المعتادة في مثل تلك الأحداث، حيث سارعت القوات الأمنية إلى موقع الحادث، وقامت طائرات الهليكوبتر بتطويق المكان جوا، كما توجه وزير الداخلية إلى هناك، ونجحت بالنهاية القوات الأمنية في تحرير الرهائن عدا واحد لقي مصرعه على يد المهاجم.

 

هكذا نقلت وسائل الإعلام العالمية النبأ مع تحديثات على مدار الساعة لنقل الوضع كاملا، ولكن اللقطة الأخيرة كانت قيام المسلح باحتجاز رهينة واحدة فقط، ليظهر ضابطا من قوات الأمن ويقوم بتقديم عرض للإرهابي وهو أن تتم مبادلته مع السيدة، ليصبح أسيرا في قبضة إرهابي لا يعرف الرحمة تركه جريحا حتى توفي صباح اليوم.

 

هو أرنو بلترام، ضابط الشرطة الفرنسية البالغ من العمر 44 عاما، والذي دفع حياته ثمنا لإنقاذ رهينة، وتصدر اسمه عناوين الصحف ونشرات الأخبار.

 

كان «بلترام» واحدا من ضباط الشرطة المكلفين بالتواجد في محيط متجر سوبر يو بمدينة تريب جنوب فرنسا، حتى آتاه خبر قيام أحد المتشددين بالاستيلاء على المتجر وحبس المتواجدين بداخله كرهائن، ليقوم بعدها بدوره البطولي الذي كلفه حياته.      

 

انضم «بلترام» إلى قوات النخبة الخاصة للشرطة في عام 2003، كما خدم كعضو في الحرس الرئاسي وحصل في عام 2012 على واحدة من أعلى مراتب الشرف الفرنسية وهي وسام الاستحقاق.

 

فيما يخص حياته الشخصية، كان «بلترام» يستعد للزواج يونيو المقبل من حبيبته التي كان قد تعرف عليها في 2016 خلال جولة بأحد الأديرة، ولكن عقب إصابته البالغة تزوجا في مستشفى كاركاسون حيث نزل هناك «بلترام» عقب إصابته وحتى وفاته.

 

استقبلت فرنسا والعالم أجمع نبأ وفاة بلترام بالحزن الشديد، حيث وصفوه بـ«البطل»، كما نعاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قائلا «لقد مات أرنو بلترام في خدمة الأمة التي كان قد خدمها بالفعل، لقد دفع حياته في سبيل إنهاء خطة الإرهابيين، لقد سقط كبطل».

 

من جهته أيضا نعاه وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب حيث قال «مات من أجل بلاده، لن تنسى فرنسا أبدًا بطولته وشجاعته وتضحياته».

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة