أمير قطر
أمير قطر


«نظام تميم » .. خصومٌ في الداخل .. وآخرون في الخارج

أحمد نزيه

الأحد، 25 مارس 2018 - 01:22 ص

يومًا بعد الآخر، يواجه أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خصومًا سياسيين يتكاثرون بين الحين والآخر، سواء في الداخل القطري أو في محيطها الخليجي والإقليمي، بعدما قادت سياساته المنتهجة إلى تعرض بلاده لما هو أشبه بالعزلة عن دول الجوار، التي تفرض حصارًا شاملًا على الدوحة، وتشاطرها القطيعة منذ الخامس من يونيو الماضي.

اتهامات من كل حدبٍ وصوبٍ مسلطة تجاه النظام القطري من دعمٍ للإرهاب وإيواء عناصر متطرفة على أراضيه، إلى استخدامه أدواته الإعلامية في نشر الأكاذيب تجاه أشقائه وزعزعة استقرار بلدان الجوار.

وتتنصل الدوحة من جُل هذه الاتهامات، وتدفع ببراءتها مما تعتبره مزاعم دعمها للإرهاب، بل وتتهم البلدان العربية المقاطعة لها بمحاولة النيل من سيادة قطر، عبر فرض إملاءاتٍ على الدوحة.

هجوم المعارضة القطرية على تميم

بيد أن حسابًا منسوبًا للمعارضة القطرية على تويتر، قال يوم الجمعة 23 مارس، إن الخدع والممارسات التي يقوم بها النظام القطري لن تنطلي على أحد، وما يدعيه من خطوات للظهور أنه يساهم في مكافحة الإرهاب هي عمليات تجميلية شكلية من أجل إخفاء التخبط الذي يعيش فيه النظام.

وأكدت المعارضة القطرية أن هدفها الأساسي يتركز في السعي نحو إسقاط أمير البلاد، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وتقديمه للمحاكمة هو وحاشيته.

وقال الحساب الناطق باسم المعارضة القطرية " في حال كان يراهن هذا النظام على أن الدول والشعوب الشقيقة في المنطقة ستعطيه ثقتها، فهو واهمٌ"، مضيفًا "الأضرار والنزاعات والتدخلات والعمليات الإرهابية التي يقوم بها خدمة للفرس (في إشارة لإيران)، والعثمانيين الجدد (في إشارة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظامه) لم تتوقف، بل إنها في تزايد، خاصة في القرن الإفريقي والمغرب العربي وبلاد الشام".

وتابع الحساب، "ضباط أمن تميم وحاشيته، مازالوا يغدقون الأموال والعطايا على خلاياهم وعملائهم في الإقليم، ويطمئنون قادة هذه المنظومات أن ما قد يشاهدوه أو يقرءوه من قرارات يُحتمل أن تصدر عن النظام في مجالات الإرهاب أو العلاقة مع تنظيم حسن البنا وسيد قطب ليست إلا للترويج الإعلامي".

خصوم داخل الأسرة الحاكمة

ولا تتوقف المعارضة داخل الدولة القطرية عند حد المعارضة التي تتستر وراء شبكات التواصل الاجتماعي خشية الملاحقات الأمنية من قبل السلطات القطرية، فهي تمتد إلى داخل الأسرة الحاكمة في البلاد.

الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، نجل أول وزير خارجية لدولة قطر وابن عم أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أصبح يشكل صداعًا في رأس أمير قطر بتصريحاته النارية، الذي دأب أن يصوبها تجاه نظام تميم.

الشيخ سلطان بن سحيم طل في السابع من مارس على قناة "العربية" الإخبارية، ووصف بلاده بالمحتلة جراء حكم من أسماه «نظام الحمدين»، في إشارة لأمير قطر السابق ونجله، قائلًا إن مستقبل قطر بعد رحيل هذه السلطة، كمستقبل أمة تحررت من الاحتلال، معتبرًا أنها الآن محتلة من قبل تنظيم يحكمها، حسب وصفه.

وقد تحدث الشيخ سلطان عن أنه وجه النصح أكثر من مرة لأمير قطر الشيخ تميم دون جدوى، فوجده يسير على نهج والده الشيخ حمد، الذي اتهمه بالتحريض على قتل الزعيم الليبي معمر القذافي، وتدبير محاولة اغتيال للعاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز.

الشيخ سلطان تحدث بمقتٍ شديدٍ عن التواجد التركي في الدوحة، قائلًا إنه لن يقبل بهذا الوجود التركي على الأراضي القطرية، خاصة بعد ما قدمه الأجداد من دماء وشهداء لتحرير قطر من الأتراك، والآن يتم تسليمها للمحتل بفعل أميرها.

وسمحت الحكومة القطرية بتواجد قواتٍ تركيةٍ في قاعدةٍ عسكريةٍ لتركيا بالدوحة، وذلك بعد أيام من فرض الحصار عليها من الدول الأربع، حيث كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من بين الداعمين للدوحة في تلك الأزمة.

وإلى جانب الشيخ سلطان بن سحيم، يتواجد الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، شقيق الشيخ أحمد بن علي آل ثاني حاكم قطر الأسبق الذي سلبه الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني (جد تميم) حكم البلاد عام 1972، في طليعة الرافضين لسياسات تميم في حكم البلاد، وتصرفاتها تجاه جيرانها.

الشيخ عبد الله أصدر بيانًا في السابع عشر من شهر سبتمبر الماضي، دعا خلاله عقلاء الأسرة الحاكمة، وأعيان الدولة القطرية إلى الاجتماع من أجل التباحث لحل الأزمة القطرية التي تجمعها بجيرانها من الدول الخليجية رفقة مصر.

وفي اليوم الموالي، ربط الشيخ سلطان بن سحيم على دعوة الشيخ عبد الله، وقال حينها إن السكوت على ممارسات النظام القطري المتمثل في حاكمه تميم بن حمد أمرٌ بات مستحيلاً.

ولعب الشيخ عبد الله دورًا مهمًا في التوسط لدى المملكة العربية السعودية للسماح للحجاج القطريين بأداء فريضة الحج في العام الماضي، وهو ما وافق عليه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، على الرغم من الخلافات مع قطر.

قبيلة الغفران

وإلى قبيلة الغفران القطرية، فقد أعلنت القبيلة في التاسع من مارس اعتزامها تجديد شكوى لدى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بخصوص انتهاكات النظام القطري بحق أبناء عشيرتها.

انتهاكاتٌ بحق القبيلة، كشفها أحد وجهائها، جابر عبد الهادي الغفراني، الذي تحدث عن أن ما يربو على ستة آلاف شخصٍ بالقبيلة تعرضوا للتهجير القسري من البلاد بعد سلب الجنسية منهم، كما لم تكتفِ السلطات بذلك، بل قامت بمصادرة أموالهم أيضًا، دون أي وجه حق.

ودعمت القبيلة عام 1996 الشيخ خليفة بن حمد بعد الانقلاب الناعم الذي دبره نجله الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وبعدما فشل الأب في استرجاع الحكم من ولده، تعرضت القبيلة لانتهاكات متواصلة من النظام القطري، فطالها عقوق حمد بن خليفة الذي طاله والده.

خصوم الجوار

وخلاف خصوم تميم داخل الدولة القطرية، فإنه يواجه خصومةً على المستوى القطري، تتمثل في مقاطعة أربعة بلدان هي مصر والسعودية والإمارات والبحرين للدوحة، والتي تخطت حاجز التسعة أشهر.

وعلى الرغم من عرض الدول الأربع على قطر إنهاء القطيعة مقابل الموافقة على عدة مطالب أهمها إغلاق قناة الحزيرة الإخبارية، وخفض العلاقات مع إيران، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية بالدوحة، فإن الدوحة رفضت تلك المطالب، والتي كانت ضمن جهود الوساطة الكويتية لإنهاء الأزمة، معتبرة تلك المطالب تمس سياسة قطر.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة