سيرجي سكريبال
سيرجي سكريبال


سيرجي سكريبال .. الدبلوماسي العسكري «خائن قُلد أرفع الأوسمة»!

أحمد نزيه

الأحد، 25 مارس 2018 - 02:16 ص

دائمًا ما يتنصل الإنسان من تهم الخيانة، ينكرها حينما يُرمى بها، ويلعن غيره حينما تلصق تلك التهمة به، وأشد أنواع الخيانة هي خيانة الأوطان، لكن ما حدث مع عقيد الاستخبارات العسكرية الروسي سيرجي سكريبال كان مغايرًا.

نبدأ من حيث انتهى الأمر مع سكريبال، فقد عُثر عليه مسمومًا إلى جوار مطعمٍ هو وابنته يوم الرابع من مارس الجاري، في مدينة سولسبري جنوب إنجلترا، ليتحول هذا الرجل الذي خفت بريقه عن الأضواء، كعادته طيلة حياته، إلى رجلٍ سلط الأضواء نحو إحدى أكبر الأزمات السياسية بين بريطانيا وبلده الأصل روسيا.

محاكمته في روسيا

في عام 2004، وقف سكريبال في قفص الاتهام أمام قاضٍ روسيٍ، يدلي باعترافٍ حول اتهاماتٍ موكلةٍ إليه، بالاتصال مع عملاء بريطانيين لدى سفارة بريطانيا لدى موسكو، ليقر العقيد السابق بالاستخبارات الروسية بإبلاغ عملاء جهاز الاستخبارات البريطانية أسماء نحو 300 عامل سري بجهاز الاستخبارات الروسية، مفصحًا عن أن مدينة أزمير التركية كانت مسرح لقاءاتٍ بالعملاء البريطانيين.

السجن ثلاثة عشر عامًا كان مصيره عام 2006، أمضى منهم أربع سنواتٍ فقط، قبل أن تتسلمه بريطانيا، في إطار صفقة تبادل الجواسيس بين روسيا والولايات المتحدة، أُبرمت بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما وديمتري ميدفيديف.

الطرد من الوطن كان مصير سكريبال بعدما كان حبيس سجنه، وهو الذي تخرج من الأكاديمية الدبلوماسية العسكرية في موسكو، ليكون دبلوماسيًا وعسكريًا لبلاده فأوفدته إلى مالطة ثم إلى إسبانيا، والتي كانت بداية تعاملاته مع عملاء الاستخبارات البريطانية.

تكريمه في بريطانيا

اختار سكريبال مدينة سولسبري ليعيش هناك فيما أشبه بالمنفى الاختياري بعيدًا عن وطنه الأصل، ليخلع رداء الوطن الروسي، بحلةٍ جديدةٍ في بريطانيا، ليعمل هناك محاضرًا في الأكاديمية العسكرية الملكية البريطانية، فكان يلقي محاضرات حول أساليب عمل المخابرات الروسية.

وتقاعد سكريبال في عام 2016، ومنحته سلطات المملكة وسام الإمبراطورية البريطانية، وهو وسامٌ رفيعٌ في بريطانيا، لتكافئه لندن على إسهاماته لها، حتى وإن كانت تلك الإسهامات كانت على أنقاض خيانته لوطنه.

وتنعت ابنته يوليا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتصفه بالديكتاتور الذي تتمنى محاكمته على جرائمه التي ارتكبها، حسب زعمها، وتتبادل بريطانيا وروسيا الاتهامات حول تسميم سكريبال وابنته، اللذين يصارعان الموت في تلك الأيام، وحالتهما لم تستقر بعد ولا تزال عند الوضع الحرج.

 

 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة