ترامب وكيم جونج أون
ترامب وكيم جونج أون


الكرة في ملعب «أمريكا» لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية

أحمد نزيه

الأربعاء، 28 مارس 2018 - 03:51 م

حط الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، الرحال سرًا إلى العاصمة الصينية بكين، في أول زيارةٍ يقوم بها الزعيم الكوري الشمالي منذ استلامه مقاليد الحكم في البلاد عام 2011، خلفًا لوالده كيم جونج إيل، الذي وافته المنية في ذلك العام.

زيارة الزعيم الكوري الشمالي، الأولى من نوعها، قال عنها كيم جونج أون إنها كانت من أجل تقديم تهنئةٍ شخصيةٍ للرئيس الصيني، شي جين بينج، بمناسبة إعادة انتخابه رئيسًا في الجمهورية الصينية الشيوعية.

الزيارة لم يتم الكشف عنها إلا اليوم الأربعاء 28 مارس، بعد انقضائها، وذلك من قبل وكالة الأنباء الرسمية في الضين "شينخوا"، بعدما بدأت زيارة الزعيم الكوري الشمالي يوم الأحد الماضي 25 مارس، واستمرت لأربعة أيام إلى غاية اليوم.

الزيارة بعلم أمريكا

غير أن المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرس، أكدت أن بلادها كانت على علمٍ بزيارة الزعيم الكوري الشمالي إلى بكين، مشيرةً إلى أن الصين أبلغت الولايات المتحدة بهذه الزيارة، من خلال رسالةٍ بعثها الرئيس الصيني إلى نظيره الأمريكي، دونالد ترامب.

زيارةٌ تأتي في وقتٍ يشهد العالم فيه تحريك لمياه الثلج الراكدة في مسار المفاوضات مع كوريا الشمالية إزاء برامجها النووية والصاروخية، إضافةً إلى التقارب بين الكوريتين في الآونة الأخيرة، حيث تبادل البلدان زيارات وفود رسمية رفيعة المستوى خلال الأشهر الماضية، وشارك الكوريتان تحت علمٍ واحدٍ خلال أولمبياد بيونج تشانج الشتوية.

شروط بيونج يانج لنزع السلاح النووي

وأبدى الرئيس الصيني خلال استقباله الزعيم الكوري الشمالي رغبة بلاده في نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، فيما يشترط كيم جونج أون على واشنطن وسيول اتخاذ إجراءاتٍ تدريجيةٍ ومتزامنةٍ لتحقيق السلام.

ويقول الزعيم الكوري الشمالي "إنه يمكن حل مشكلة نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، في حال استجابت كل من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لجهودنا ووفرتا الأجواء المناسبة للسلام والاستقرار، مع اتخاذ إجراءات تدريجية ومتزامنة من أجل تحقيق السلام".

وطالما سببت التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، والتي تُجرى بين الحين والآخر، قلقًا بالغًا لكوريا الشمالية، والتي تعتبر تلك التدريبات خطوةً استفزازيةً من قبل سيول وواشنطن.

وتعتبر الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أنفسهما في حالة حربٍ مع كوريا الشمالية، حيث أفضت حرب الأربع سنوات في شبه الجزيرة الكورية خلال الفترة ما بين (1950 – 1953) إلى اتفاق هدنة دون أن يتم توقيع اتفاق سلام إلى الآن.

خطوات التقارب

أولى خطوات التقارب بين الجانبين المتناحرين، كان التوصل لاتفاقٍ لعقد قمةٍ مشتركةٍ بين الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الكوري الجنوبي، مون جيه إن، ستُعقد أواخر شهر أبريل المقبل.

كما أبدى الزعيم الكوري الشمالي استعداده للجلوس مع الرئيس الأمريكي ترامب على طاولة مفاوضاتٍ واحدةٍ، وهو العرض الذي قبل به ترامب، معتبرًا دعوة بيونج يانج للحوار إيجابية، وجاءت نتيجة الضغوط التي مُورست ضد الدولة المنعزلة في شبه الجزيرة الكورية.

خطوات استباقية قام بها الزعيم الكوري الشمالي توحي برغبته في التخلي عن سياسة العداء تجاه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، فإلى أي مدى سيكون مستعدًا للتخلي أيضًا عن طموحات بلاده النووية والصاروخية لنزع فتيل الأزمة في شبه الجزيرة الكورية بصورةٍ كبيرةٍ؟

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة