صورة مجمعة
صورة مجمعة


قضية سالزبوري .. أزمة روسيا مع بريطانيا .. موجهة للعداء مع «أمريكا»

أحمد نزيه

الأربعاء، 28 مارس 2018 - 08:23 م

عُثر في يوم الرابع من مارس الماضي على عقيد الاستخبارات الروسي السابق، سيرجي سكريبال، الذي عمل جاسوسًا مزدوجًا لدولة بريطانيا، أثناء شغله وظيفة دبلوماسي لبلاده لدى إسبانيا، ملقى على الأرض بجوار مطعم بمدينة سالزبوري، جنوب إنجلترا، رفقة ابنته "يوليا"، ليتم إيداعه إحدى المستشفيات، وليتبين تعرضه لغاز أعصاب قاتلٍ، ألزمه فراش المرض هو وابنته إلى الآن، ولا تزال حالته عند المستوى الحرج.

ومن تاريخه، بدأت بريطانيا في شن هجومٍ على روسيا متهمةً إياها بالوقوف وراء تسميم سكريبال على أراضيها، ومتحدثةً عن استخدام موسكو غاز أعصاب محرم دوليًا لتسميم الجاسوس الروسي السابق في محل إقامته بسالزبوري.

وعوقب سكريبال من قبل بالسجن ثلاثة عشر عامًا في عام 2006، بعد أن انكشف أمره في عام 2004، وأمضى من سنوات سجنه أربع سنوات، قبل أن تتسلمه واشنطن في صفقة تبادل جواسيس بينها وبين موسكو عام 2010، لتقوم بتسليمه لبريطانيا، البلد الذي عمل جاسوسًا لها.

وفي أعقاب حادثة التسمم، اشتعلت الحرب الكلامية بين لندن وموسكو، ورفضت الأخيرة من جانبها الاتهامات البريطانية بالضلوع وراء تسميم الجاسوس الروسي، فيما واصل وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، انتقادات اللاذعة لروسيا، وصلت لحد وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالزعيم النازي أدلف هتلر، في طريقة تعامله مع كأس العالم المقبلة التي ستستضيفها روسيا خلال الفترة ما بين (14 يونيو – 15 يوليو) من العام الجاري.

المواقف الأوربية الأمريكية ضد روسيا

الولايات المتحدة دخلت على الخط، وأعلنت تضامنها مع بريطانيا، مطالبةً في تصريحاتٍ سابقةٍ على لسان الناطقة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرس، موسكو بالاعتذار أولًا عن واقعة تسميم الجاسوس الروسي، قبل الشروع في مباحثاتٍ حول الأزمة.

واتخذت بريطانيا خطوةً بطرد 23 دبلوماسيًا روسيًا من أراضيها، قالت عنهم بأنهم جواسيس تحت ستار الدبلوماسية، وأعلنت رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، مقاطعة بريطانيا متمثلةً في كبار مسؤوليها وأفراد العائلة المالكة، كأس العالم المقرر إقامته في روسيا.

وسارت نحو عشرين دولةً أوروبية على نهج بريطانيا، فقامت بإجلاء بعض الدبلوماسيين الروس من أراضيها، فيما استدعت كلٌ من سلوفاكيا والبرتغال ومالطة ولوكسمبورج سفرائها لدى موسكو للتشاور حول الأزمة.

ولم تفوت الولايات المتحدة الفرصة، فأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أول أمس الاثنين، بطرد 60 دبلوماسيًا روسيًا من الولايات المتحدة، وأغلق القنصلية الروسية في سياتل، في أقوى رد فعلٍ على الأزمة فاق الرد البريطاني نفسه.

لهجة لافروف الحادة ضد أمريكا

وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أكد أن بلاده سترد على طرد دبلوماسييها من نحو20 دولة، معتبرًا أن لا أحد يتحمل وقاحة واشنطن وابتزازها الذي وصل لمساومة الفلسطينيين على المساعدات، في إشارة منه لتخفيض الإدارة الأمريكية مساعداتها المقدمة للجنة "الأونروا" الفلسطينية، على خلفية رفض السلطة الفلسطينية الاعتداد بالقرار الأمريكي حول الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل.

ويقول لافروف، "الابتزاز يعتبر الآن الأداة الرئيسية لواشنطن في الساحة الدولية، سواء أكان هذا الوضع متعلقًا بقضية سكريبال، أم بالنسبة للمشكلة الفلسطينية، عندما يقول الأمريكيون مباشرة للفلسطينيين، إننا لن نمنحكم المال حتى توافقوا على تلك الفكرة التي لم نضعها بعد".

ومضى قائلًا، "عندما يهمسون لنا ويطلبون منا مغادرة هذا البلد أو ذاك، فنحن نعرف على وجه اليقين أن ذلك نتيجة للضغوط الهائلة والابتزاز، الذي يعتبر الأداة الرئيسية لواشنطن في الساحة الدولية".

أزمة سيرجي سكريبال أحيت الحرب الباردة التي عاشها العالم طيلة النصف الثاني من القرن الماضي، وتأتي في وقتٍ تتصف العلاقات الأمريكية الروسية بأنها في أدنى مستوياتها، الأمر نفسه ينطبق على العلاقات الأوروبية الروسية التي تشهد هي الأخرى حالة من الفتور.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة