صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


سيجارة الخلع

علاء عبدالعظيم

الأحد، 01 أبريل 2018 - 06:54 م

 

مستديرة الوجه، شعرها الأسود الفاحم ينسدل على كتفيها كأنه مغسول بماء سحري، تتابع بعين زائغة، مكتب أعضاء تسوية المنازعات بمحكمة الأسرة، تنفث سيجارتها التي يتطاير دخانها، وكأنها مدمنة.

تعبر من خلالها عن ضغوط نفسية، أو للترويح عما بداخلها، وبابتسامة خفيفة تفسح لعقلها الطريق، ويجول بخاطرها تصرفات زوجها الذي كان مثالًا للزوج المتحرر الأرستقراطي حيث وعدها بالسماح لها بالتدخين كيفما شاءت، وفي أي وقت.
وقبل أن تسبح في بحر ذكرياتها معه، ألقت بسيجارتها على الأرض تدهسها بحذائها في غيظ وحنق، وبخطوات يشوبها وقار وثقة، اتخذت مقعدها أمام أعضاء هيئة التسوية، وبصوت يشوبه غلظة قالت: لقد ارتبطت بزوج متخلف، له عقلية رجعية، حيث تبدلت كل أحواله معي بعد الزواج، وأصبح يختلق المشاكل ومحاصرتي في كل شيء، لدرجة أنه يمنعني من التدخين الذي كان يسمح لي به أثناء فترة الخطوبة، ووعده لي واتفاقي معه بعدم اعتراضه عليه.
والآن أصبح هذا الزوج يتحكم في كل شيء، ويختار ما ارتديه من ثياب، وعدم خروجي أو زيارة أيا من صديقاتي، غير أنه "يتلكك" لي على أي تصرف عفوي يصدر مني، وبصراحة لم أشعر بأنني زوجة؛ بل سجينة أفكاره الرجعية، وتشدده الذي ظهر فجأة بعد زواجنا.

تنفست الزوجة الصعداء: قائلة حاولت مرارًا أن أذكره بوعده لي واتفاقه معي، إلا أنه لم يبال بل يزداد في تعنيفي، وتنشب بيننا مشادات كثيرة بسبب تدخيني للسجائر، إلى أن وصلت معه إلى طريق مسدود، واكتشفت أن هناك عدم توافق فكري، وتربوي بيننا، لذا تقدمت برفع دعوى خلع لاستحالة العشرة بيننا.

باءت كل محاولات أعضاء هيئة تسوية المنازعات في الصلح بينهما إلا أن الزوجة أصرت على الخلع، وأحالت الدعوى إلى المحكمة التي قررت بالتفريق بينهما، ورفض الزوجة لمحاولات الصلح.
 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة