الكاتب أحمد خالد توفيق
الكاتب أحمد خالد توفيق


بروفايل| أسطورة العراب «أحمد خالد توفيق»

نادية البنا

الإثنين، 02 أبريل 2018 - 11:43 م

«وداعا أيها الغريب.. كانت إقامتك قصيرة، لكنها كانت رائعة.. عسى أن تجد جنتك التي فتشت عنها كثيرا.. وداعا أيها الغريب.. كانت زيارتك رقصة من رقصات الظل.. قطرة من قطرات الندي قبل شروق الشمس.. لحنا سمعناه لثوان من الدغل.. ثم هززنا رؤوسنا و قلنا أننا توهمناه.. وداعا أيها الغريب».. بهذه الكلمات رثا أحمد خالد توفيق أحد أبطال رواياته، وكأن لسان حاله هو رثاءً لنفسه.

 

غيب الموت الكاتب الكبير أحمد خالد توفيق، اليوم الاثنين 2 أبريل، عن عالمنا، تاركًا خلفه جيلًا كاملًا تربي على كلماته وتأثر بقصصه وشخصياته.

 

«أتمنى أن أبكي وأرتجف, التصق بواحد من الكبار, لكن الحقيقة القاسية هي أنك الكبار! .. أنت من يجب أن يمنح القوة والأمن للآخرين!»

 

كان كبيرا ووقف وقفة لا تليق إلا بالكبار بوجوده وكتاباته، بجانب قراءه وأصدقائه، ولكن اليوم الاثنين 2 أبريل 2018، ترك الجميع يبكي ويرتجف من هول الصدمة فقد قرر الرحيل.

 

ولد أحمد خالد توفيق، في 10 يونيو 1962، عمل طبيبا بجامعة طنطا ولكن الأدب أخذه ليصبح أول كاتب عربي في مجال أدب الرعب، والأشهر في مجال أدب الشباب والفانتازيا والخيال العلمي حيث يلقبه محبوه بـ «العراب».

 

في مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية، كان محل ميلاده والسواد الأعظم من تفاصيل حياته، تزوج من زميلته د. منال التي تعمل هي الأخرى طبيبة متخصصة في الصدر بكلية طب جامعة طنطا، وأثمرت شجرة حياته عن وردتين كان لهما التأثير الأكبر على حياته وهما ابنه «محمد» وابنته «مريم».

 

تخرج «توفيق» من كلية الطب جامعة طنطا عام 1985 م وحصل على الدكتوراه في طب المناطق الحارة عام 1997.

 

بدأ حياته الأدبية بالعمل في المؤسسة العربية الحديثة عام 1992 ككاتب متخصص في أدب الرعب لسلسلة «ما وراء الطبيعة» حيث تقدم بأولى رواياته أسطورة مصاص الدماء، ولم تلقَ في البدء قبولاً في المؤسسة، حيث نصحه أحد المسئولين هناك في المؤسسة أن يدعه من ذلك ويكتب أدباً بوليسياً.

 

لكن مسئولٌ آخر هناك هو أ. أحمد المقدم، اقتنع بالفكرة التي تقتضي بأن أدب الرعب ليس منتشراً وقد ينجح لأنه لونٌ جديد.

 

ورتب له مقابلة مع الأستاذ حمدي مصطفى، مدير المؤسسة، الذي قابله ببشاشة، وأخبره أنه سيكوّن لجنة لتدرس قصته، وانتظر «د. أحمد» اللجنة التي أخرجت تقريرها بأن الأسلوب ركيك، ومفكك، وتنقصه الحبكة الروائية، بالإضافة إلى غموض فكرة الرواية.

أصيب «د.أحمد خالد» بإحباط شديد، ولكن أ. حمدي مصطفى أخبره أنه سيعرض القصة على لجنة أخرى، وتم هذا بالفعل لتظهر النتيجة: الأسلوب ممتاز، ومترابط، به حبكة روائية، فكرة القصة واضحة، وبها إثارة وتشويق.

 

وكانت نقطة البداية، لينطلق بعدها أحمد خالد توفيق في الحياة الأدبية ويذيع خبره في الوطن العربي لتحقق رواياته وكتبه الأعلى مبيعًا حتى أنها تخطت مبيعات أديب نوبل الكاتب الكبير نجيب محفوظ.

 

وها هو فارق جسده دنيانا، مساء اليوم الاثنين 2 ابريل، ولكن اعماله الأدبية ستظل خالدة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة