باراك أوباما ومارتن لوثر كينج
باراك أوباما ومارتن لوثر كينج


مارتن لوثر كينج .. المناضل الذي حوّل «أوباما» حلمه لحقيقة

أحمد نزيه

الأربعاء، 04 أبريل 2018 - 07:56 م

"لدي حلمٌ"، هكذا جسد مارتن لوثر كينج نضاله من أجل المساواة بين السود والبيض، بدأ دعوته بحلمٍ تمناه أن يتحقق، لم يرى بعينه الحلم يتحقق، لكن من بعده بات الحلم حقيقةً، وذكراه حاضرةً، فكان غائبًا حاضرًا، كما هو حاضرٌ اليوم في أذهاننا في اليوبيل الذهبي لذكرى اغتياله، فقد مر منذ ذاك اليوم خمسون عامًا.

لدي حلمٌ أنه في يوم ما على تلال جورجيا الحمراء سيستطيع أبناء العبيد السابقين الجلوس مع أبناء أسياد العبيد السابقين معًا على منضدة الإخاء، بأنه في يوم ما سيعيش أطفالي الأربعة بين أمة لا يُحكم فيها على الفرد من لون بشرته، إنما من ما تحويه شخصيته.

لدي حلمٌ بأنه في يومٍ ما ستنهض هذه الأمة وتعيش المعني الحقيقي لعقيدتها الوطنية بأن كل الناس خلقوا سواسية، سيكون قد اقترب هذا اليوم عندما يكون كل الأطفال الذين خلقهم الله، السود والبيض، اليهود وغير اليهود، الكاثوليك والبروتستانت قد أصبحوا قادرين على أن تتشابك أيديهم وينشدون كلمات أغنية الزنجي الروحية القديمة "أحرار في النهاية".

لدي حلمٌ أن يكون رئيس الولايات المتحدة ذاتٍ يومٍ ينتمي إلى السود، وأن أرى رئيسًا أسودًا لأمريكا، وهكذا كان أمنية مارتن لوثر كينج، التي كانت بعيدة المنال وقتما أسدى تلك الكلمات الخالدة.

كلماتٌ محفورةٌ في الذاكرة أطلقها عند نصبٍ للرئيس الأمريكي السادس عشر إبراهام لينكولن في الثامن والعشرين من أغسطس عام 1963، وقتما كان هذا الشاب البالغ من العمر 34 ربيعًا يجوب الأرض في واشنطن في مسيرةٍ تنادي بالحرية، وإنهاء التفرقة العنصرية وجعلها جزءًا من الماضي السيء لبلاده.

إبراهام لينكولن خاض أثناء رئاسته حربًا ضد في زمنٍ عُرفت فيه الولايات المتحدة الحرب الأهلية، فكان مصيره الاغتيال من قبل دعاة تمييز العرق الأبيض، والمفارقة أن اغتيال لينكولن كان في الرابع عشر من شهر أبريل، فهو ذات الشهر الذي تلوثت فيه يد البيض المتطرفين بدماء لوثر كينج.

تحقق الحلم

حلم مارتن لوثر كينج الذي ظل مستعصيًا طيلة تاريخ الولايات المتحدة رأى النور بعد اغتياله بأربعين عامًا بانتخاب الأمريكي من أصل كيني ذي البشرة السوداء، باراك أوباما رئيسًا أمريكا، ليصبح الرئيس الرابع بعد الأربعين في تاريخ أمريكا.

وحين اُنتخب أوباما رئيسًا لأمريكا، كانت كلمات الحلم لمارتن لوثر كينج حاضرةً وبقوةٍ في ذاك اليوم، فالحلم تحقق، ومن سخر من قبل من تحقيق ذلك، خفض رأسه منكسًا إياها، إن كان على قيد الحياة.

يمضي التاريخ ويبتلع بين طياته أناسًا لم يثروا تاريخ البشرية بشيءٍ، لا أحد يتذكر اسم قاتل مارتن لوثر كينج(جيمس إيرل راي)، ولو بحثه عنه سيكون فقط حينما يريدون أن يسردوا قصة المناضل ذي البشرة السوداء، وسيحكون ويتحاكون لسنواتٍ وعقودٍ، وستظل الأسماء التي أثرت التاريخ بنضالها باقيةً لقرونٍ من الزمن، والتي من بينها رجلٌ يُسمى مارتن لوثر كينج.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة