الكسندر فورونكوف
الكسندر فورونكوف


مؤكدا توريد الوقود النووي طوال فترة التشغيل..

حوار| مدير «الروسية للطاقة»: 2000 مصري سيعملون بمحطة الضبعة

عمرو جلال

الأربعاء، 04 أبريل 2018 - 10:59 م

- الانتهاء من إجراء البحوث الهندسية قريبًا

- 2000 مصري سيعملون بالضبعة.. وهذه مواعيد التدريب للموظفين والفنيين

- إطلاق أول وحدات الطاقة الأربعة للمحطة ٢٠٢٦

- استخدامات «الضبعة» سلمية.. ومصر ملتزمة بمنع الانتشار النووي

- موسكو ستزود القاهرة بالوقود النووي لمدة ٦٠ عامًا

 

ثلاثة عقود لم تتمكن مصر من ترجمة مشروع الضبعة النووي إلى حقيقة ملموسة.. المبهج الآن أن الحلم أصبح في حيز التنفيذ..الجانب الروسي يؤكد أن البحوث الهندسية أوشكت على الانتهاء وأن عام ٢٠١٨ لن ينتهي إلا وقد تم بناء ما يسمى بـ «قواعد الإنشاءات الصناعية» أو «قواعد البناء و التركيب» للمحطة النووية والتي تعد البذرة الأولى لأي محطة كهرونووية في العالم.. البذرة تحتاج على الأقل ٨ أعوام من العمل الشاق حتى تتمكن مصر من قطف أول الثمار وتشغيل المحطة الأولى ضمن أربع محطات في عام ٢٠٢٦.. أسئلة عديدة حملتها «بوابة أخبار اليوم» إلى الكسندر فورونكوف - أحد رجال روسيا المهمين حاليا في مصر والمنطقة العربية والأفريقية- حيث يعمل مديرا عاما للمؤسسة الروسية للطاقة النووية «روساتوم» بالشرق الأوسط وأفريقيا.


وتقع محطة الضبعة النووية ضمن أحد أهم مسؤوليات الرجل لإنجاز هذا المشروع العملاق بالتعاون مع مصر كما يعمل الكسندر على تطوير ودعم الأنشطة العلمية للمؤسسة الحكومية الروسية للطاقة النووية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولديه خبرة واسعة في العلاقات الدولية وتطوير الأعمال.


- العلاقة الإستراتيجية بين مصر وروسيا وصلت إلى ذروتها مع توقيع اتفاقيات إنشاء ٤ محطات نووية في الضبعة.. ما هو دور تلك المحطات في تطوير الطاقة الكهربية في مصر؟
 
تعتبر محطة الضبعة للطاقة النووية أكبر مشروع مشترك بين روسيا ومصر إضافة إلى كونها صفقة قياسية في تاريخ الصناعة النووية في العالم.


لدينا مع مصر تاريخ طويل من التعاون في المجال النووي. ما يقرب من 60 سنة . فقد تم بناء المفاعل النووي الروسي للبحوث في عام 1961 في مركز البحوث في أنشاص شمال شرق القاهرة، حيث كانت الخطوات الأولى في تطوير برنامج نووي سلمي مستقبلا في مصر. كما أن بعض المتخصصين النوويين المصريين في ذلك الوقت كانوا قد ذهبوا للمدارس البحثية والعلمية السوفيتية.


وتفتح محطة الطاقة النووية في الضبعة فصلا جديدا في تاريخ العلاقات الروسية المصرية. كما أنها ستكون أول محطة للطاقة النووية في القارة، بتكنولوجيا الجيل 3+, وبذلك تصبح مصر رائدة إقليمية للتكنولوجية والبلد الوحيد في المنطقة الذي يمتلك محطة للطاقة النووية بأحدث أنظمة الأمان والتي تلبي جميع متطلبات الأمان لما يعرف بوضع فوكوشيما.


سيكون لبناء محطة "الضبعة" للطاقة النووية أثر إيجابي كبير في قطاع الطاقة والاقتصاد المصري بأكمله.

 

- لديكم خبرة طويلة في مجال إنشاء المحطات الكهرونووية في عدد من الدول ..كيف تساهم تلك المحطات في تطوير مجتمعاتها؟

بكل تأكيد دورها ومهم وحيوي وسيسمح بناء محطة الضبعة للطاقة النووية بدء تطوير المنطقة الشاسعة بأكملها حول محطة الطاقة النووية في المستقبل. حاليا إذا نظرتم إلى الخريطة فسترون أنها منطقة من الأراضي خالية تماما رغم أننا نتحدث عن أراضي تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط بمعنى أن لها إمكانات استخدام ضخمة للغاية. وستسمح الطاقة الكهربائية التي ستولدها محطة الطاقة النووية لنا بالبدء في تطوير هذه المنطقة كمنطقة سياحية جديدة, وسيكون من الصعب حساب المكاسب الاقتصادية والاجتماعية التي ستجنيها مصر.

هناك شيء هام أيضا هو أن روسيا سوف تقوم بتوريد الوقود النووي الروسي طوال فترة تشغيل محطة الطاقة النووية في مصر. وهذا يضمن التكلفة التنافسية للطاقة في مصر لمدة 60 سنة. حيث من وجهة نظر الاقتصاد والتكلفة فإن الوقود النووي مقارنة مع مصادر الطاقة الهيدروكربونية لا يتأثر عمليا بالتقلبات في أسعار السوق العالمية لأن مكون الوقود في تكلفة الكهرباء لمحطات الطاقة النووية هو من 4% إلى 5% بينما عند استخدام المواد الخام الهيدروكربونية يكون حوالي من 60% إلى 70%. وهذا يحافظ على تكلفة الكيلووات/ ساعة النووي من تقلبات الأسعار في أسواق المواد الخام وبالتالي يضمن التنمية المستدامة والاستثمار في المشاريع الصناعية التي تحتاج إمدادات مستقرة من الكهرباء بأسعار قابلة للتنبؤ وجذابة لعقود مقبلة.
 
 

- أعلنتم أن المشروع سينتهي بحلول عام 2029.. لماذا من الضروري أن يستغرق تنفيذه 12 عاما؟.. وهل من الممكن أن يتم تشغيل محطة الطاقة النووية قبل هذا الوقت؟


إن محطة الطاقة النووية هي واحدة من المنشآت ذات التقنية والبنى التحتية الأكثر تعقيدا في العالم. فبناءها إضافة لعملية البناء نفسها يتضمن مجموعة كاملة من الأعمال التحضيرية وكذلك الحصول على التصاريح اللازمة وإلخ..

وستتضمن محطة الضبعة للطاقة النووية أربعة من وحدات الطاقة لذلك فان المدة المعلنة لا تتجاوز ما نخطط له لاستكمال البناء وتتفق تماما مع حجم الأعمال. وستكون مراحل العمل الرئيسية هى: الاستكشاف والتصميم وتشييد القاعدة والطرق والهياكل المؤقتة التي ستستخدم في تشييد المباني الكبرى والفترة التحضيرية بما في ذلك أعمال الحماية الهندسية للموقع والأرض والحفر ثم فترة البناء الرئيسية والإطلاق الاختباري وفترة الاختبارات.
 
 

- متى يبدأ البناء ويتم تشغيل محطة الطاقة النووية الأولى؟

سيبدأ البناء بعد الحصول على جميع التصاريح اللازمة ومن المقرر إطلاق أول وحدات الطاقة الأربع في سنة 2026.. حاليا يتم إجراء البحوث الهندسية و يجب أن يبدأ في سنة 2018 بناء ما يسمى «قواعد الإنشاءات الصناعية» أو «قواعد البناء والتركيب».
 
 

- كيف سيتم تنظيم التعامل مع النفايات النووية في محطة الطاقة النووية ؟
 
أولاً وقبل كل شيء يجب الإشارة إلى أن الوقود النووي المستنفذ لا يعتبر من النفايات النووية. وعلى النقيض من النفايات المشعة ويستخدم الوقود النووي كمادة ثمينة للحصول على الطاقة النووية ونحن نقدم قاعدة آمنة ومستقرة ومفيدة للاستخدام على المدى الطويل في محطات توليد الكهرباء. ويجب تخزين الوقود النووي المستهلك بعد التفريغ من المفاعل لعدة سنوات في أحواض إلى جوار المفاعل في محطة الطاقة النووية. بعد ذلك يتم تحميل الوقود في حاويات خاصة مزدوجة الغرض محكمة الإغلاق.


والحاويات الخاصة المزدوجة الغرض لديها خصائص واقية عالية نووية وإشعاعية وخصائص عالية لإزالة الحرارة من الوقود المستنفذ والقدرة على تحمل التأثيرات الديناميكية الخارجية الخطيرة هذا يضمن الآمان للوقود المستنفذ ونتيجة لذلك تكون السلامة البيئية العالية وموظفي محطة الطاقة النووية ومرافق التخزين.


تعكس الحلول التقنية التي يقدمها الخبراء الروس في النطاق والتكامل أحدث المتطلبات الدولية ومعايير السلامة وتستخدم بنجاح في روسيا.


وهكذا فإن المخزن الذي يجري إنشاؤه ليس منشأة لتخزين النفايات النووية ولكنه منشأة لبنية تحتية حديثة.

 

- هل بدأ العمل في إعداد الكوادر المصرية الذين سيعملون في فريق إدارة محطة الطاقة النووية؟.. وما عددهم الآن وتخصصاتهم؟

في إطار المشروع من المقرر تدريب جميع العاملين في محطة الضبعة للطاقة النووية. إجمالي عددهم قد يصل إلى ألفي شخص.

من المقرر بدء تدريب موظفي التشغيل في عام 2021 وسيبدأ تدريب موظفي عمليات الإصلاح بحلول سنة 2024.

هناك أيضا برنامج لتعليم الطلاب المصريين في الجامعات الروسية الرائدة منذ سنة 2014. حتى هذا الوقت كان عدد الطلاب النوويين الذين يدرسون ويجري تدريبهم في روسيا حوالي 50 طالبا معظمهم في التخصصات الهندسية.

 

- هل من الممكن أن يحدث تسرب للإشعاع في محطات الطاقة النووية مثلما حدث في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية وفوكوشيما ؟

احتمال تكرار سيناريو حادث تشيرنوبيل أو فوكوشيما مستحيل لعدد من الأسباب. أولا التكنولوجيات المعروضة لمصر اليوم هي تكنولوجيات جيل مختلف جوهريا بالمقارنة مع تلك المستخدمة في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية المنطقة النشطة للمفاعل لديها "حماية ذاتية داخلية" بسبب معامل التفاعل السلبي بمعنى أن أي زيادة غير منضبطة في الطاقة (كما حدث في أثناء حادث محطة تشيرنوبل للطاقة النووية) هو أمر مستبعد.


ثانيا النظم الأمنية لوحدات الطاقة في محطات الطاقة النووية الروسية الحديثة تستند على مجموعة من المبادئ الأعمال النشطة والسلبية. أن هذا يسمح بضمان سلامة محطات الطاقة النووية دون تدخل المشغل لفترة طويلة بما فيه الكفاية عند بدايات أسوء الحوادث ( مثل انقطاع الكهرباء لفترة طويلة كما حدث في محطة فوكوشيما للطاقة النووية).


مشروع الجيل 3+ مصمم بأنظمة الأمان الأكثر تقدما في الوقت الراهن وتلبي جميع متطلبات اللوائح الوطنية للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يشهدون بها وخاصة أن أكثر من 20 بعثة خاصة تابعة للمنظمة حضروا اختبار وحدة توليد الطاقة السادسة بمفاعل طراز VVER-1200 في محطة نوفوفورونج -2 للطاقة النووية. ويستخدم المشروع تدابير أمنية إضافية وضعت مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج اختبارات الإجهاد لذي جرى في المحطة في سنة 2012. وفي إطار اختبارات الضغط تم تعيين ظروف أكثر تطرفا مقارنة بما حدث في محطة فوكوشيما للطاقة النووية.
 


- ما هي كميات الكهرباء التي يمكن إنتاجها في وحدات محطة الضبعة للطاقة النووية ؟

يبلغ إجمالي الطاقة التصميمية الكلية لوحدات الطاقة الأربع في محطة الضبعة للطاقة النووية 4800 ميجاوات وهو مايشكل تقريبا أكثر من ضعفي إنتاج السد العالي من الكهرباء ١٩٨٥ ميجاوات في اليوم.


- هل من الممكن استخدام هذه الوحدات في إنتاج وقود للاسلحة النووية ؟

بالطبع لا.. إنه ببساطة أمر مستحيل. لان اليورانيوم المنخفض التخصيب المستخدم في الوقود النووي غير ملائم أساسا لإنتاج أسلحة نووية.

كما أن روسيا ومصر من الدول التي انضمت إلى معاهدة عدم نشر الأسلحة النووية. ان تعاون روسيا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يكمن في الوفاء بالالتزامات الدولية. وهو المبدأ الأساسي لأنشطة روسيا الدولية في المجال النووي.

 

- هناك بعض المخاوف بشأن تأثير المحطات النووية على السكان وخاصة أهل منطقة الضبعة... فهل توفر التكنولوجيا 3+ مستوى كاف من الأمان؟

وحدات الطاقة من طراز VVER-1200 والتي سيتم استخدمها في الضبعة هي عبارة عن تقنية متطورة تستخدم أكثر أنظمة الأمان والسلامة تقدما وقادرة على ضمان سلامة المحطة حتى في أقصى الظروف. ان روسأتوم حين تقدم للسوق الدولية وحدات الطاقة من طراز VVER-1200 من أحدث جيل 3+ لا تقدم فقط تكنولوجيا مبتكرة بل التكنولوجيا التي لديها بالفعل مراجع وتعمل بنجاح في روسيا حيث تم وضع أول وحدة طاقة في العالم مع مفاعل الجيل 3+ في التشغيل التجاري في محطة "نوفوفورونج" للطاقة النووية وتم في ديسمبر 2017 كما تم بدء التشغيل الفعلي لوحدة توليد الطاقة الثانية في العالم من طراز VVER-1200 من الجيل 3+ في محطة "لينينجراد – 2" للطاقة النووية.

وتطابق تكنولوجيا وحدات الطاقة من طراز VVER-1200 جميع معايير السلامة لما يعرف بوضع فوكوشيما. وقد نجحت وحدة الطاقة السادسة في محطة "نوفوفورونج" للطاقة النووية في اجتياز العديد من اختبارات الإجهاد والتي وضعت فيها ظروف أكثر تطرفا بكثير من الحادث الذي وقع في محطة "فوكوشيما" للطاقة النووية أي أن تكنولوجيا وحدات الطاقة من طراز VVER-1200 كانت من الأصل مصممة مع الأخذ بعين الاعتبار جميع السيناريوهات الحرجة المحتملة.  
 


- هل هناك تدابير ستتخذ لرفع مستوى الوعي العام بشأن محطة الطاقة النووية ؟

سنعمل على زيادة القبول العام للسكان جنبا إلى جنب مع الجانب المصري لقد تراكمت لدينا سنوات عديدة من خبرات  العمل في هذا الاتجاه إننا نطبق أفضل الوسائل العالمية ونحن على استعداد لتقديم الدعم الكامل للجهود التي يبذلها الجانب المصري لزيادة القبول العام للطاقة النووية وإعلام الجمهور حول مزايا الطاقة النووية

 

- أخيرا ..ما الذي يميز محطات الطاقة النووية الروسية ويجعلها الأفضل في العالم؟

روساتوم هى الرائدة في عدد الوحدات قيد الإنشاء في ذات الوقت في العالم منها 33 وحدة في 12 بلدا خارج روسيا إن شركائنا يثقون بنا في جميع أنحاء العالم من فنلندا إلى الصين. وتعتبر وحدات الطاقة من طراز VVER الروسية التكنولوجيا واحدة من الأكثر أمانا في العالم ولها الآلاف من ساعات العمل خالية من المتاعب. حاليا في العالم تعمل بنجاح ما يقرب من 60 وحدة طاقة طراز VVER في 11 بلدا.  

كما أن جميع التقنيات التي نقدمها شركاءنا الأجانب لديها مراجع في روسيا بما في ذلك أحدث جيل من تكنولوجيا المفاعل طراز VVER-1200 من أحدث جيل 3+ و الذي سيستخدم في محطة "الضبعة" للطاقة النووية. حيث تم في أغسطس سنة 2016 تشغيل أول وحدة طاقة في العالم من طراز VVER-1200 من أحدث جيل 3+ في محطة "نوفوفورونج" للطاقة النووية (الوحدة السادسة) وفي ديسمبر سنة 2017 تم إطلاق الوحدة الثانية في محطة "لينينجراد – 2" للطاقة النووية و في سنة 2017 تم منح وحدة الطاقة السادسة لمحطة "نوفوفورونج" للطاقة النووية جائزة مجلة ا Power المرموقة باسم "أفضل محطة". ونعتقد أن هذه الحقائق تتحدث عن نفسها.
 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة