أرشيفية
أرشيفية


دية الابن.. مهر العروس

علاء عبدالعظيم

الجمعة، 06 أبريل 2018 - 09:00 م

 

 


جلست الأم ابنة الـ٣٠ عاما فوق إحدى درجات سلم محكمة الأسرة بزنانيري،  متشحة بإشارب أسود، تحتصن أطفالها الصغار، وتسيطر على قلبها أحزان الخيبة، وعذابات العوز والجوع،  تدغدها تارة، وتعصرها تارة أخرى.

تتساقط قطرات الدمع من عينيها، خوفا، وعطفا، وإشفاقا عليهم، وتشحنها أيضا بالكره والنفور من تصرف  الأب الذي تجرد من كل مشاعر الأبوة، والإنسانية، وظلمهم وإياها، حيث تركهم، وذهب بحثا عن نزواته وغرائزه الحيوانية ليتزوج بمال ودية ابنه الكبير الذي راح ضحية حادث اصطدام سيارة.

وبنظرات غيظ وحنق قالت: لقد مر على زواجنا أكثر من ٨ سنوات، تحملت خلالها كل أنواع الشقاء وارتضيت بالعيش معه داخل غرفة صغيرة أسفل بير سلم إحدى العمارات، لم اشتكى يوما، وكنت سندا له وظهرا، وفي أحد الأيام صدمت ابني الكبير سيارة، وتوفي في الحال، حمدت الله على قضاءه وقدره، اتجرع ألم فراقه.

لم يتذكر الأب لي صنيعا طيبا أو معروفا، بل تناسى كل شئ، بعدما عرض عليه صاحب السيارة التي صدمت ابني مبلغ كبير من المال كعوض ودية، باءت كل محاولاتي معه بالفشل لرفض تلك الأموال، وأن الله سبحانه وتعالى سيعوضنا خيرا في أولادنا الصغار، إلا أن المال أعمى بصره، ليتك ذلك فحسب بل تركنا وذهب وتزوج من فتاة صغيرة دفع مهرها من دم ودية ابنه الكبير.

وانهارت في بكاء يدمي القلوب، تتحسس أطفالها الثلاثة قائلة: ما ذنب هؤلاء كي يدفعوا ثمن غباءه وقسوة قلبه ليتركنا دون أن يفكر حتى بالسؤال علينا، ضاربا بعرض الحائط كل مشاعر الأبوة والحنان، ولم يبادر بإرسال أية نقود لهم،  وتجرد من الضمير والأخلاق.

فلم أجد أمامي غير محكمة الأسرة كي أطالبه بنفقة لهم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة