حضور نسائي بإحدى دور الثقافة بالرياض
حضور نسائي بإحدى دور الثقافة بالرياض


بضوابط شرعية.. «السينما» تعود إلى أرض الحرمين

ناريمان فوزي

السبت، 07 أبريل 2018 - 02:54 ص

تعيش السعودية مرحلة من النهضة والتطوير لم تعشها منذ عقود طويلة، فولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان يأخذ على عاتقه مهمة العودة ببلاده إلى ما قبل عام 1979 حيث كانت أكثر تمدينا وتحضرا ولم تكن تعرف التشدد أو التطرف أو لائحة الممنوعات التي لا تمت للدين بصلة.

عاشت السعودية عقودها الطويلة تمنع النساء من قيادة السيارات بينما يتركن برفقة سائقين أجانب، تمنع الاختلاط، تفرض زيا محددا، تمنع دور عرض الأفلام "السينمات" والمسارح، حيث كانت ترى أن الفنون بكل أنواعها درب من دروب الكفر والضلال وصارت هناك هيئة عليا تدعى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي كانت تمارس دورها بأريحية ولها كافة السلطات في تعقب المواطنين ومعاقبتهم تحت مرأى ومسمع من الدولة هناك التي تأثرت بفتاوى الشيوخ.

«سيخضع محتوى العروض للرقابة وفق معايير السياسة الإعلامية للمملكة»، كما أكدت بأن «العروض ستتوافق مع القيم والثوابت المرعية، بما يتضمن تقديم محتوى مثرٍ، وهادف، لا يتعارض مع الأحكام الشرعية، ولا يخل بالاعتبارات الأخلاقية في المملكة»..هذا ما أعلنته وزارة الثقافة والإعلام السعودية عقب الإعلان رسميا عن فتح أول دار عرض بالمملكة.

فبعد قرابة الـ40 عاما من المنع والحظر، أعلنت السلطات السعودية أنها بصدد افتتاح أول دار عرض سينمائي جديدة بالعاصمة الرياض، حيث وقعت شركة الترفيه للتطوير والاستثمار المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، اتفاقية مع شركة AMC الأمريكية لفتح وتشغيل ما قد يصل إلى 100 دار عرض في السعودية بحلول عام 2030.

وبحسب الاتفاقية سيتم افتتاح من 30 إلى 40 دار عرض في 15 مدينة سعودية خلال السنوات الخمس المقبلة، إضافة إلى افتتاح ما يتراوح بين 50 و100 دار عرض في 25 مدينة حتى العام 2030.

بالرغم من الوضع الاقتصادي ومستوى المعيشة المرتفع إلا أن المواطن السعودي عاش ما يقرب من 40 عاما لا يستطيع دخول دار عرض داخل بلاده لمشاهدة فيلم أو حضور عرض مسرحي وقد يظن الكثيرون أن السعودية عاشت طوال تاريخها في حالة التأخر تلك التي تسبب التشدد في فرضها،  لكن في الماضي كان الأمر مختلفا وهو ما يؤكد أن ما عاشته أرض الحرمين الشريفين لم يكن سوى فرض عقيدة سياسية غلفت بطابع ديني لسهولة التأثير والانتشار وهو ماتم للأسف والإسلام منه براء.

من سينما الأحواش وحتى «التحريم والمنع»

ساهم الموظفون الغربيون بشركة كاليفورنيا العربية خلال فترة الثلاثينيات في انتشار انتشرت دور السينما إلى 4 مدن سعودية، هي الرياض وجدة والطائف وأبها، حتى وصل عدد دور العرض في جدة وحدها إلى 30 دارًا، بأسعار تذاكر تتراوح بين 3 إلى 10 ريالات، بحسب عدد الأفلام المشاهدة في كل حفلة، وذلك نتيجة تواجد موظفيها على أرض المملكة ومتابعتهم للأفلام الأمريكية والأوروبية.

لم يقف دور شركة كاليفورنيا العربية على إنشاء دور السينما فقط، بل امتد إلى مرحلة الإنتاج، ومن أشهر الأعمال التي أنتجتها فيلم وثائقي عن تدشين أول بئر بترولي بالمملكة بحضور الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. وفي الرياض أطلق أهلها على أحد الأحياء اسم "حارة السينما"  حيث كان يشهد تجمعا، تجمع لعدد كبير لحضور الأفلام، ثم توالى بعد ذلك إنشاء أول حوش سينمائي بالمدينة المنورة، وتوالى انتشارها فب كافة أنحاء المملكة فيما بعد.

استمرت تلك الأحواش في الانتشار بصورة غير منظمة، إلا أن الأمور جرت على ما يرام وفي تقدم منذ بداية خمسينيات القرن الماضي وحتى نهاية السبعينيات، فظهر أول فيلم محلي عام 1950 و حمل عنوان "الذباب"، من بطولة حسن الغانم أول ممثل سينمائي سعودي.

واستمرت الأمور على تلك الشاكلة حتى افتتحت دور عرض سينمائية حتى السبعينيات حيث تغيرت الخريطة السياسية والاجتماعية للمملكة وجرى فرض العديد من الممنوعات وكان غلق دور العرض أحد أبرز تلك الممنوعات لتغلق حتى 2018.

ومن المقرر أن يتم عرض فيلم Black Panther أو النمر الأسود، ليكون أول فيلم تفتتح به صالات السينما في السعودية يوم 18 أبريل الجاري، وسيعرض الفيلم في صالة سينما تتسع لـ620 مقعداً في مركز الملك عبدالله المالي في الرياض، كما سيرافقه احتفالية خاصة تنظمها الشركة المشغلة AMC.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة