الحوت الأزرق
الحوت الأزرق


ومن اللعب ما قتل.. الملف الأسود لـ«الحوت الأزرق»

محمد جمعة

السبت، 07 أبريل 2018 - 03:04 م

أثارت حادثة انتحار بعض الشباب والمراهقين في مصر وبعض دول العالم، ردود فعل واسعة النطاق في مصر، لاسيما بعد أن تم الكشف عن سبب الانتحار، والذي تمثل في مشاركتهم في لعبة الموت المعروفة بـ«الحوت الأزرق» والتي تستهدف الأطفال والمراهقين في ظل ضعف أو غياب الرقابة الأسرية أو المجتمعية.

أخطر الألعاب

لعبة «الحوت الأزرق» واحدة من أخطر الألعاب الالكترونية التي انطلقت من روسيا إلى مختلف دول العالم، ومن بينها بعض الدول العربية، وخـلال السنوات الثلاث الماضية حصدت هذه اللعبة عددا كبيرا من أرواح الضحايا أغلبهم من المراهقين، حيث نجحت اللعبة فى استقطابهم من خلال تطبيقات الكترونية سهلة عبر الهواتف الذكية.

 

افتراس العقول

لعبة الحـوت الأزرق الـذي يفترس عقول الشباب ويزهق أرواح المراهقين دفعت العديد من المؤسسات في مصر إلى التحرك لاتخاذ خطوات جادة من أجل التصدي لمثل هذه الألعاب الخطيرة، وفى ضوء هذا الأمر تدرس لجنة الاتصالات بمجلس النواب إضافة مادة إلى مشروع قانون مكافحة الجريمة الالكترونية تقضى بغلق جميع التطبيقات والألعاب الالكترونية التي تشكل خطرًا على الأمن القومي المصري.

وفى الملف التالي، تستعرض «أخبار اليوم» ملامح وأبعاد لعبة الموت وسبل مواجهتها.

 

الضحايا العرب والأجانب

حصدت لعبة «الحـوت الأزرق» أرواح عدد من المراهقين، في العديد من البلدان العربية منها: الجزائر، المغرب، مصر، الكويت، السعودية، وكذلك بعض الدول الأجنبية مثل روسيا وأوكرانيا، بعدما انتشرت من نطاقها المحلى فى روسيا إلى العالم بشكل سـريـع، وسـيـطـرت على عـقـول ضحاياها وتحدتهم لدرجة الانتحار.

الــروســي «فـيـلـيـب بـوديـكـين» والذي يبلغ من العمر ٢١ عاما، هو من ابتكر اللعبة، وكـان قد بدأ محاولاته فيها باستدراج الأطفال والمراهقين عام ٢٠١٣ ،بصفتها واحـدة من أسماء ما يسمى «مجموعة المـوت» من داخـل الشبكة الاجتماعية فكونتاكتي، وانتهى من تجسيدها فى نهاية ٢٠١٤، حيث لقيت انتشارا واسعا في روسا عام ٢٠١٥، وكانت أولى ضحاياه فى نوفمبر من نفس العام، وبعدها انطلقت اللعبة كالنار فى الهشيم إلى عدد من دول العالم في عام ٢٠١٦.

 

50 مهمة للهواتف

خصصت اللعبة التي تتكون من ٥٠ مهمة للهواتف الذكية، وتستهدف المراهقين بين ١٢ و١٦ عاما، وتطلب من مستخدميها قبل خوض التحدي نقش رمز «٥٧٪» أو رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة، ومن ثم إرسال صورة للمسئول للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلا، بعد ذلك تبدأ في إعطاء اللاعب أمرا بالاستيقاظ في وقت مبكر، عند 4:20 فجرا، ليصل إليه مقطع فيديو مصحوب بموسيقى غريبة تضعه في حالة نفسية كئيبة، وتستمر المهمات التي تتضمن مشاهدة أفـلام رعـب والصعود إلـى سطح المنزل أو جسر بهدف التغلب على الخوف، وتتسبب للشخص في مزيد من الجــروح، إلى أن يصل لليوم الخمسين الذي تطلب منه فيه الانتحار إما بالقفز من النافذة أو الطعن بسكين. تحـتـاج اللعبة إلــى الاتـصـال بالإنترنت، وينبغي على اللاعب إرسـال صورة أو فيديو يدل على إتمـام المهمة لكي يتابع التحدي التالي، ورغــم عـدم ظهور بعض التحديات على أنها مؤذية كرسم الحوت على ورقة أو الاستماع إلى موسيقى حزينة في الليل، فإن بعضها الآخر يدعو إلى الضرب والخـدش وهو ما يثير الكثير من القلق، والأسوأ من هذا كله هو التحدي الأخير الذي يدعو إلى الانتحار.

 

الانسحاب من اللعبة

وإذا ما حـاول الشخص الانسحاب من اللعبة، فإن المسئولين عنها يهددونه ويبتزونه بالمعلومات الـتـي أعطاهم إيـاهـا لمحـاولـة كسب ثقتهم، كما يهددونه بقتله هو وأفــراد عائلته.. ويشكل أهم عامل جـذب للأطفال تجـاه اللعبة أنها توهمهم بتأمين مـكـان افـتـراضـي خــاص بهم يمكنهم من خلاله إثبات أنفسهم فيه، خاصة الأطفال غير المندمجين مع محيطهم، وبعد أن تشعرهم بالانتماء وبأنهم أشخاص لهم أهمية وسلطة، تجذبهم نحو الانتحار.

 

الحوت.. والتحريض

عرفت لعبة الحوت الأزرق في روسيا عام ٢٠١٦ اسـتـخـدامـا أوســع بـين المـراهـقـين بعد أن جلبت الصحافة الانتباه إليها من خـلال مقالة ربطت العديد من ضحايا الانتحار بها، وخلق ذلك موجة من الذعر الأخلاقي فى روسيا، وفى وقت لاحق ألقي القبض على بوديكين وأدين بتهمة التحريض ودفع ما لا يقل عن ١٦ فتاة مراهقة للانتحار.

ولم ينكر التهمة الموجهة إليه، بل قال إن ضحايا لعبة الحوت الأزرق مجرد نفايات بيولوجية، كان يجب تخليص المجتمع منهم، وأنهم كانوا سعداء جدا بخوض هذه التجربة وسعوا إلى الموت، ومازال إلى الآن فى سجن كريستى فى سان بطرسبرج.

 

انتحار الأطفال

وكان من ضحايا هذه اللعبة، انتحار طفلين فى الجزائر بعد أيام من الإدمان على اللعبة، وطفلة روسية تبلغ من العمر ١٢ عاما، ألقت بنفسها من الطابق الــ١٤، وطفلة من أوكرانيا ١٥ عاما، كما توفيت فى السعودية الطفلة خلود سرحان العازمى 12 عاما.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة