النظافة عند الفراعنة
النظافة عند الفراعنة


في يوم الصحة العالمي.. تعرف على طرق النظافة الشخصية عند الفراعنة

شيرين الكردي- ريم الزاهد

السبت، 07 أبريل 2018 - 04:23 م

يتحفل العالم في 7 أبريل من كل عام، بيوم الصحة العالمي، للفت نظر العالم لأهمية النظافة للصحة العامة، وحث المنظمات المسئولة عن الصحة في جميع أنحاء العالم،على توفير الحق في العلاج والرعاية الصحية لجميع البشر.

 


وعلى الرغم من احتفال منظمة الصحة العالمية بمرور 70 عاماً على يوم الصحة العالمي، إلا أن المنظمة لم تحقق شيئا مما ذكرته، ونسى العالم أن المصريين القدماء هم أول من اهتموا بالنظافة والصحة العامة، وأدركوا أن بناء الإنسان صحيا هو الأساس لبناء مجتمع جيد، فلولا الصحة الجيدة للمصري القديم ما بنى وشيد لنا كل هذه الحضارة التي مازالت تبهر العالم الحديث ومازال عاجزا عن فهم كثير منها، وأنه اهتم بالعلاج ووفره للعاملين في المشروعات القومية، فكيف اهتم المصري القديم بالصحة؟


كشف د. مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة الآثار لـ «بوابة أخبار اليوم»، حقيقة اهتمام القدماء المصريين بالصحة العامة، قائلاً  عن هيرودوت :« يتمتع المصريون بطقوس خاصة بهم وكذلك نهر النيل مختلف عن الأنهار الأخرى، لذلك عاشوا بطبيعتهم وأكلوا خارج المنازل اعتقاداً بأن بعض الأفعال تجري داخل البيت سرا وأشياء أخرى تجرى في الهواء الطلق».


وأضاف شاكر أن «ديودورس الصقلي»، قال إن كل أمور الحياة في مصر كانت منظمة، وكأنها رتبت بواسطة أخصائيين مدربين وليس مشرعي القانون.


النظافة الشخصية عند القدماء :


وصلت الأمور الصحية في مصر القديمة إلى أعلى درجات الكمال، وقد أبدى اليونانيون إعجابهم بعادة المصريين في غسل الأيدي وتعاطي ملينات كل شهر لتنظيف أحشائهم واستعمالهم ملح النطرون والرماد للتنظيف، لعدم معرفتهم بالصابون وكان الكهنة يحلقون شعورهم ويرتدون «الباروكة».


كيفية القضاء على مسببات الأمراض عند القدماء «الحشرات والحيوانات السامة»:


لم يتخيل البعض، أن قدماء المصريين استطاعوا ابتكار أدوية طاردة للحشرات من الخامات الطبيعية، فكانوا يواجهون مشكلات كبيرة بسبب ارتفاع درجة الحرارة ووجود الفيضانات الدورية وتحلل المواد العضوية سريعا ووجود البرك مما يؤدى لكثرة الحشرات والأمراض المعدية. 


ذُكر في بردية «إيبرس» وصفة لطرد البراغيث، عن طريق نثر ملح النطرون ثم رش بودرة الفحم النباتي مع رائحة الكلاب، ولطرد الذباب وصفة دهن طائر «جنو» وهو طائر يشبه العصفور. 


ولطرد البعوض الذي كان منتشرا في البرك والمستنقعات، أقاموا منازلهم في أماكن مرتفعة لمساعدة الرياح على طرد البعوض الصغير وكانوا ينامون داخل ما يشبه «الناموسية» واستعمال زيت أحد النباتات لطردها، أما عن السحالي فقاموا بالتخلص منها بوضعها على النار. 


أما الفئران فكانت أحيانا تأكل وأعطيت للأطفال كعلاج، ومازال هناك بعض الأجزاء في أوروبا تعطى الفئران للأطفال كعلاج للسعال الديكي وكان يستعملون دهان القط لإبعاد الفئران نظرا للكراهية المعروفة بينهما. 


ومن جانب آخر كان الفراعنة يواجهون مشكلة كبيرة مع العقارب، حيث كانت مشكلة يومية خطيرة نظرا لوجود الرطوبة والحجارة التي تختفي تحتها وخصصوا لها معبودة أسمها سرقت جعلوها للحماية كانت تصور كسيدة فوق رأسها عقرب وكان هناك الملك العقرب، وكان يتم علاج لدغاتها حسب بردية برلين بالتبخير وكانت هناك تعويذة خاصة للشفاء منها. 

 


 

أما الثعابين، فكانت تتواجد نظرا لارتفاع الحرارة ووجود نهر النيل والمستنقعات في مصر فكان هناك أنواع كثيرة من الثعابين أكثرها سمية هي «الكبرى المصرية» وكانت توضع على جبهة الملك للحماية وتصور بها الآلهة «رننوت» الخاصة بالزرع.


وصفها «هيرودوت» بالثعبان الطائر وفى نقش للملك «جت» من الأسرة الأولى كتب اسمه بثعبان «الكبرى» وكان المصريون يقدسونها واعتبروها رمزاً لتجدد الحياة بعد الموت لأنها تغير جلدها كل عام .


وذكر أنهم وضعوا سمكة بلطي جافة عند فتحة جحورها لمنع خروجها، وكانت هناك أسطورة مثيرة عن الإله رع وإيزيس في بردية «تورين» عن أن رع أعطى توت كلمات وتعاويذ ليحموا أنفسهم من عض الثعابين. 


وهناك بردية في متحف بروكلين بها أسماء الثعابين وألوانها وأحجامها والآلهة التي تنتسب إليها وطرق العلاج منها، حيث يشرط الجرح للحد من امتصاص السم مع الغيار والأدوية ووضع ملح النطرون.


«الإمداد بالمياه»:


كان القدماء المصريين يشربون من النيل في الوادي، وفى خارج الوادي فقد حفروا الآبار إذا حفر رمسيس الثاني  بئر في النوبة وكان وكانوا يحفرون الآبار على طرق التعدين والمحاجر وطريق حورس الحربي، واخترعت البكرات لرفع المياه عام ١٥٠٠ق م، وعرفوا الشادوف لرفع المياه ولم يعرفوا الساقية إلا في وقت متأخر وكانوا يعتقدون أن ماء المطر له أثر طبي وأن ماء الندى له خواص مفيدة. 

 


 

«التجهيزات الصحية»: 


كان لدى المصريين القدماء شعور قوى بأهمية الصحة، لذا عرفوا دورات المياه وكانوا يحددون مكانها في الجنوب الشرقي من المبنى عكس اتجاه الريح لان ريح مصر طوال العام شمالية غربية، وكان المرحاض عبارة عن جدارين منخفضين بينهما حفرة ممتلئة بالرمال وتجمع المواد البرازية في أوان فخارية كبيرة تلقى بعيدا في الرمال الجافة وكانت تقام بجوار غرف النوم.


عرف المصريين القدماء الحمامات الخشبية المرتفعة، وكذلك المتنقلة وكان هناك حمام آخر بجوار المرحاض للاستحمام أما بصب الماء من إناء أو إبريق ويقوم بنفسه أو عن طريق شخص آخر، وكان المصريون ينظفون أنفسهم بماء جار وليس مثل الرومان بماء آسن.


وفى العصر البطلمي، وجد  في الإسكندرية وحدها 4 آلاف حمام عام مزودة بأجهزة تسخين وكان هناك مواسير في المدن عبارة عن مجارى حجرية مكشوفة غير عميقة، لتصريف المياه وعثر على نموذج لذلك في «اللاهون» في الفيوم وكانت تستخدم لصرف مياه البيوت والمطر. 


كان المصريون القدماء لديهم رعاية صحية كاملة للعمال في المشروعات القومية، مثل بناء الأهرامات أو المعابد، أو بعثات التعدين والمحاجر وإرسال الجيوش كان يرافق كل هذا أطباء يقومون على رعاية العمال والجنود وكان ملحق بالمعابد أماكن الرعاية الصحية التي تقدم من الكهنة الأطباء أما أدوية أو تعاويذ والعلاج بالموسيقى، حيث كانت هناك معابد مخصصة لذلك النوع من العلاج.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة