نيكولاي جلوشكوف وسيرجي سكريبال
نيكولاي جلوشكوف وسيرجي سكريبال


من «سكريبال» إلى «جلوشكوف» .. لعبة المناورات الدبلوماسية بين «روسيا» و«بريطانيا»

أحمد نزيه

الأحد، 08 أبريل 2018 - 01:47 ص

أثارت روسيا يوم السبت 7 أبريل قضية مقتل المدير السابق لشرطة آيروفلوت الروسية للطيران، نيكولاي جلوشكوف، الذي لقى حتفه في منتصف الشهر الماضي في بريطانيا، في خطوةٍ يبدو أن موسكو تسعى من خلالها رد الكرة البريطانية عليها في مسألة تسميم الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال.

وقالت السفارة الروسية في بريطانيا، يوم السبت، إن مقتل المدير السابق لشرطة آيروفلوت الروسية للطيران جلوشكوف، في بريطانيا ذو دوافع سياسية، مشيرةً إلى عدم تلقيها لمعلوماتٍ مفيدةٍ من لندن حول القضية.

ونيكولاي جلوشكوف هو رجل أعمالٍ ومعارضٌ روسي للرئيس فلاديمير بوتين، نال اللجوء السياسي من بريطانيا عام 2010، وقد عُثر على جثته ميتًا في 12 مارس الماضي في مدينة سكتلنديارد البريطانية، قبل أن يتبين للشرطة أنه تعرض للقتل عن طريق الخنق.

أبعاد سياسية

وذكرت السفارة في بيانها أنها تلقت ردًا من وزارة الخارجية البريطانية حول وفاة جلوشكوف، مضيفة أن السفارة ممتنة لحصولها على الرد، لكنه لم يقدم أية معلومات باستثناء إحالتها إلى شرطة لندن في حالة وجود أية استفسارات، كما تابع بيان السفارة أنه بالنسبة إلى روسيا، فإن هذه الجريمة ليست ذات أبعاد جنائية فحسب، بل لها أبعادٌ سياسيةٌ كذلك.

وتواجه موسكو حملة غربية قوية جراء مزاعم بريطانية حول ضلوع القيادة الروسية في تسميم عقيد الاستخبارات الروسية السابق، سيرجي سكريبال، الذي عمل جاسوسًا مزدوجًا لبريطانيا، أثناء عمله الدبلوماسي بسفارة بلاده لدى إسبانيا.

صراع دبلوماسي

وطردت أكثر من عشرين دولة أوروبية نحو مائة دبلوماسيٍ روسيٍ، وقد ردت موسكو بإجراءاتٍ مماثلةٍ، وسط توتر العلاقات بين روسيا ونظيراتها في الاتحاد الأوروبي رفقة الولايات المتحدة، وتسبب قضية سالزبوري في اتساع فجوة الخلاف بين روسيا من جهة وأمريكا وحلفائها من جهةٍ أخرى.

وهنا يطرح السؤال حول مدى إمكانية استغلال روسيا قتل أحد مواطنيها في تحقيق ردة الفعل المناسبة لقضية تسميم الجاسوس الروسي التي تنفي موسكو مرارًا وتكرارًا أي علاقة لها بهذا التسميم.

وتعزي روسيا الاتهامات المصوبة لها بشأن تسميم سكريبال وابنته عن طريق غاز أعصاب محظور دوليًا باعتباره سلاحًا كيميائيًا إلى مساعٍ غربيةٍ للحيلولة دون مشاركة موسكو في مباحثات استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا من قبل النظام المدعوم من روسيا.

وأحبطت روسيا عدة مشاريع لإدانة نظام الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام غاز السارين المحظور على خان شيخون قبل عامٍ، متحدثةً عن عدم استخدام النظام لتلك الأسلحة نهائيًا منذ بداية الصراع هناك، وهو ما تؤكده دمشق، وتتنصل من أية اتهامات في هذا الشأن.

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة