صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


«جاحدة».. وهبها الحياة فسلبت حريته

علاء عبدالعظيم

الأحد، 08 أبريل 2018 - 07:34 م

 

انهار الزوج فوق أقرب مقعد، وأغمض عيناه بعدما اهتزت أمامه كل المرئيات، يعبر البرزخ الفاصل بين الحياة والموت الذي اعتبره أحب إليه من الضنى والشقاء، فمقاييس الناس اختلت، والمال عندهم أصبح كل شيء، والأنذال كُثُر، والطيبون كالماس في الندرة.

 

 

أفاق الزوج على صوت طفلتيه الصغيرتين يخترق مسامعه، وتتساقط الدموع على وجنتيه كأنها حمم بركانية تكاد أن تلهب وجهه، وبخطوات يشوبها خزي، وحزن شديد يبعثر في دولاب ملابسه بغيظ وحنق، يجول بخاطره تصرف زوجته التي تجردت من مشاعر الإنسانية، وتقدمت برفع دعوى خلع منه، بعدما ضحى بجزء عزيز وغالي من جسده لينقذها من عذب الألم والمرار الذي كانت تعيش فيه ليلا ونهارا.

 

 

جحدت بمعروفه، بعد عشرة دامت ٩ سنوات، لم تذكر له صنيعا طيبا أو معروفا، حيث اشتد عليها المرض، وأصيبت بفشل كلوي، صال وجال ما بين جمع المال والذهاب والعودة يحتضنها بدموع أثناء عمليات الغسيل، وما إن أخبره الأطباء بأنها تحتاج إلى زرع كلية، لم تراوده نفسه ولو لبرهة وكان أول المتبرعين، فهي زوجته وأم طفلتيه اللتين خشيا عليهما أن تتركهما وتودع الحياة ليعيشا يتيمي الأم، وبالفعل نجحت الجراحة وتبرع بإحدى كليتيه، وعاشا تجربة صعبة، وما إن تماثلت للشفاء حدث ما لم يحمد عقباه.

 

 

فوجئ بها وبعد مشادة كلامية بينهما تهجر منزل الزوجية مصطحبة طفلتيها طالبة منه الطلاق والانفصال، ليس ذلك فحسب بل تقدمت بتحرير محضر ضده اتهمته فيه بتبديد منقولاتها، وحرمته من رؤية طفلتيه، تعاظمت الدهشة على وجهه، وامتدت أصابعه يمسح بها دموعه التي انهمرت تعتصر قلبه، وأصابته برودة شديدة بعد زوال الدفء الذي كان يحيط به من كل جانب.

 

 

فما كان منه إلا أن توجه إلى محكمة الأسرة، ليروي مأساته مع الزوجة الجاحدة، وتقدم بمستندات طبية أفادت بإجراء جراحة تبرعه بكليته للزوجة، وعدم تبديد منقولات عش الزوجية، وأنهما كأي زوجين يحدث بينهما خلافات لكنه لم يتخيل أبدًا بأنها تقبل رفع تلك الدعاوى ضده، دون سبب واضح لتلك التصرفات، أو أن تكون سببًا في سلب حريته والحكم عليه بالسجن بعد أن وهبها الحياة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة