جانب من الصورالمنتشرة على وسائل التواصل
جانب من الصورالمنتشرة على وسائل التواصل


مجزرة دوما.. مسرحية أمريكية بطلها «الكيماوي»

أحمد الشريف

الإثنين، 09 أبريل 2018 - 05:53 م

«مسرحية مُعدة مسبقا، حرب تشويه تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، محاولات لشيطنة الدولة السورية وإثارة الرأي العام العالمي ضد الجيش السوري».. ملخص سريع لكنه كارثي لما تجدد في الملف السوري.

 

الرؤية السابقة رسمها بعض العسكريين والمتابعين لما حدث في دوما، وسط مزاعم قصف بغاز الكلور السام على مدينة دوما في الغوطة الشرقية، والتي أكدت المعارضة السورية أنه سقط فيها حوالي 180 قتيلا ونحو 1000 حالة اختناق، وأذاعت على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا صادمة لعائلات أبيدت بالكامل في منازلها.

 

لكن في المقابل، نفت الحكومة السورية بشكل قاطع استخدامها غاز الكلور في الهجوم على المدينة. وأكد مركز المصالحة الروسي أن هذه المزاعم غير صحيحة، وأن بعض الدول الغربية تستخدمها لعرقلة انسحاب فصيل جيش الإسلام من المدينة.

 

وتأتي مزاعم استهداف دوما بالكيماوي؛ بعد أيام من إقحام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إدارته في حالة من الضبابيّة بعد إعلان رغبته في سحب جنوده من سوريا، ليقفز إلى الأذهان تساؤل حول المستفيد من استهداف المدنيين بالكيماوي في هذه المرحلة؟، وسط اتهامات متبادلة بين الحكومة والمعارضة السورية.

 

حروب الجيل الرابع
اللواء محمد عباس؛ نائب مدير الأكاديمية العسكرية العليا في سوريا سابقا؛ وصف في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم» عبر الهاتف من العاصمة دمشق، أن ما يحدث في سوريا، وخاصة دوما في الغوطة الشرقية هي حرب مستمرة ضد الشعب السوري باستخدام جيوش أمريكية بديلة تحمل عقيدة تكفيرية.


واعتبر اللواء عباس أن هذه الأوضاع تشكل نموذجا لحروب أمريكا الجديدة، والتي تُسمى بحروب الجيل الرابع، والتي تهدف إلى تحريض الشعب ضد الدولة والجيش وتشويه وشيطنة الدولة السورية ودورها، وتحريض المواطنين ضد الجيش الذي يعمل على تحرير الشعب السوري من الإرهاب الموجود على مساحات كبيرة في الغوطة وإدلب ودرعا وغيرهم.

 

الخوذ البيضاء
عباس أكد أيضًا أن الجيش السوري مستمر في تنفيذ مهامه رغم كل محاولات الشيطنة والتشويه والشلل والإنهاك وإفشال الدولة السورية، ومزاعم استخدام الكيماوي باعتباره أحد أشكال الشيطنة واستخدام الأخبار والصور الكاذبة والملفقة التي تقوم بها المجموعات الإرهابية خاصة الخوذ البيضاء التي تمتلك خبرة كبيرة في قتل المواطنين السورية.

 

فبركة الصور
واستطرد قائلا إن اللافت في الأمر أن فبركة الصورة تشير إلى أن بناء واحد هو الذي تم استهدافه والذي كان به أطفال؛ متهكما بقوله إنه يبدو أن هذا النوع من الكيماوي لا يصيب إلا الأطفال والنساء، حيث لم يظهر بالصورة أي مصاب من العناصر المسلحة والإرهابية.


وتساءل: «لماذا يستخدم الكيماوي في هذه المرحلة وهو الأقل فعالية خاصة لقوات تنفذ أعمال هجومية وليست في موقف الدفاع، ما هي الجدوى من استخدامه إلا إن كان سيحشد رأيا عالميا ضد الدولة السورية».
وأوضح أن مجلس الأمن يجتمع اليوم بدعوة من الدول التي قامت بتسليح قواتها البديلة بالكيماوي وهي تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الهدف منها التحريض ضد الدولة السورية وإظهار سوريا على أنها تمارس أعمال عدوانية.


وتوقع الاستمرار في عملية التشويه والشيطنة في ظل غياب التحقيق النزيه والمنطقي والمهني والاحترافي والدليل ما حدث في خان عسل وخان شيخون وعين ترما ودوما؛ مبينا أن هذا يعني أن الباب مفتوحا لكل أنواع الافتراء والكذب، وأن الغاية منه دفع الإرهابيين نحو مزيد من القتال والتعنت ضد الدولة السورية والتورط أكثر في قتل السوريين.

 

ضريبة الطمع
ولفت إلى أن العدوان الأمريكي مستمر على سوريا بالتعاون مع دول الجوار الإقليمي، وأن أصدقاء سوريا لن يتخلوا عن وقفتهم إلى جانب سوريا؛ مشددا على أن المواطن السوري يدفع ضريبة حرب أمريكية متواصلة للسيطرة على خطوط الغاز و البترول واحتياطات سوريا من الطاقة في البحر المتوسط وفي شمال شرق سوريا يضاف إليها الموقع الجيوبوليتيكي لسوريا.

 

واختتم عباس تصريحاته بأن الحرب تتوقف وتنزع صور الألم والحرمان عندما تقرر أمريكا رفع يدها عن الحرب وتتوقف الأصابع التركية والقطرية والإسرائيلية عن التدخل في الدولة السورية، مؤكدا أن سوريا تنتصر والدليل أنه في هذه اللحظات يتم إرغام المسلحين على إطلاق سراح المخطوفين والذين يقدر عددهم بنحو 5 آلاف مواطن سوري ويتم إخلاؤهم إلى قصر الفيحاء الرياضي.


وشدد على أن دوما والغوطة ستعود آمنة، وأن الدولة السورية سوف تنتصر لأن إرادة الشعب السوري فوق كل إرادة، وأن الإرهاب لن يحقق سوى الخزي والعار.

 

دحض فكرة الكيماوي
العميد هيثم حسون الخبير العسكري والإستراتيجي، أكد في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم» عبر الهاتف من العاصمة السورية دمشق، أنه لم يحدث أن تم استخدام سلاح كيماوي في دوما، مبينا أنه تم عرض مسرحية معدة مسبقاً من قبل الإرهابيين الذين أرادوا وبتعليمات من مشغليهم ابتزاز الدولة السورية باتهامها باستخدام هذا السلاح لإجبار الدولة السورية على إيقاف العملية العسكرية لتحرير مدينة دوما.

 

وأشار إلى أنه أي ضابط في سلاح الحرب الكيميائية وصاحب خبرة متواضعة، يستطيع إثبات إن الصور التي تم عرضها في العديد من الوسائل الإعلامية مصنعة وليست حقيقية، متسائلا: كيف يمكن التصديق أن ضربة بسلاح كيميائي لا تقتل سوى الأطفال والنساء، ولماذا لم يتضرر من السلاح الكيميائي الإرهابيين أنفسهم؟ كيف يصدق أي مبتدأ أن جيشا يستخدم سلاح كيميائي في منطقة أبعد نقطة عن جنوده لا تبعد أكثر من واحد ونصف كلم.

 

وأضاف حسون، أن صور الأطفال والنساء ستبقى تستخدم طالما أن الإرهاب قادر على استخدام وتوظيف هذه الصور، وطالما أن تحالف الدول الراعية للإرهاب وعلى رأسها العدو الصهيوني والتركي يعتقدون أنهم قادرون على تحقيق أهدافهم بتدمير الدولة السورية بعد أن فشلوا في إسقاط منظوماتها السياسية والعسكرية.

 

وفيما يتعلق بجلسة مجلس الأمن المقرر لها اليوم، أكد حسون، أن دول الاستعمار القديم بإدارة أمريكية فقدت قدرتها على توظيفه لتدمير الدولة السورية كما فعلت بليبيا، وبالتالي ستكون جلسة استعراض إنساني منافق.

 

ذريعة الكيماوي
الكاتبة الصحفية السورية شذى عواد؛ قالت في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم» عبر الهاتف من ولاية كنتاكي الأمريكية، إنه بات من المكشوف أن حلف الحرب والعدوان على سوريا الذي تتزعمه الولايات المتحدة لم يعد يمتلك إلا ورقة وذريعة استخدام السلاح الكيماوي من قبل الجيش السوري الذي يحقق الانتصارات النوعية على أدواتهم من الإرهابيين والمسلحين وهذا ما حدث في دوما، فمن المنطقي أن نسأل لماذا يستخدم الجيش السوري الذي يحاصر مسلحي جيش الإسلام في دوما من كل الجهات السلاح الكيماوي ويستفز المجتمع الدولي، في حين أن انتصاره محقق دون الحاجة إلى استخدام الأسلحة المحرمة التي لا يمتلكها أصلاً باعتراف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية. 

 

وأضافت شذى أنهم يتهمون الجيش السوري هذه الاتهامات الباطلة ودون الاستناد إلى دلائل لاستخدامها كذريعة لمنع الجيش من الانتصار على الإرهاب الذي يعصف بسوريا منذ سبع سنوات ولإدامة الحرب وصولا لتحقيق أهدافهم في تدمير سوريا وإضعافها وتقسيمها خدمة لمشاريعهم العدوانية.

 

تحقيق دولي
وترى أن جلسة مجلس الأمن اليوم ستتوصل إلى اتفاق على إجراء تحقيق دولي حول مزاعم استخدام الجيش السوري الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في دوما ولن تقبل روسيا والصين أي اتهام للحكومة السورية بهذا الشأن دون تقديم الدليل، مشيرة إلى أن روسيا كانت قد حذرت مرارا من أن المجموعات المسلحة ستقوم بتنفيذ مسرحيات وفبركات لتعرض مدنيين لأسلحة كيماوية في دوما وغيرها.

 

وأوضحت أن المجتمع الدولي وخاصة الغرب وبعض العرب وتركيا الضالعين في الحرب على سوريا يواصلون ومنذ سبع سنوات تضليل الرأي العام بأن ما يحدث في سورية هي ثورة للإصلاح والحرية والعدالة وليست حربا وعدوانا ينفذونه على الشعب السوري من خلال دعمهم لعشرات بل مئات الآلاف من الإرهابيين التكفيريين الذين أحضروهم من كافة بقاع العالم تحت اسم داعش والنصرة ومئات المسميات لجهاديين تكفيريين ارتكبوا ومازالوا آلاف المجازر والمذابح التي يندى لها جبين الإنسانية بحق الشعب السوري ودمروا البنية التحتية للدولة السورية ومقدراتها الاقتصادية وشردوا وهجروا الملايين من بيوتهم، وقد تجاهل المجتمع الدولي كل ذلك وقام بقلب وتزييف الحقائق وتصوير الأمر على أن الجيش العربي السوري ينفذ كل هذه الجرائم وذلك لمنعه من القيام بواجباته بالدفاع عن وطنه وشعبه وطرد الإرهاب من أرضه.

 

واختتمت شذى تصريحاتها بأنه كان الأحرى بمن يذرفون دموع التماسيح على الشعب السوري أن ينطقوا بكلمة حق واحدة حول المجازر الدموية بحق المدنيين الفقراء في اليمن أو ما يجري من جرائم  وعدوان على الشعب الفلسطيني في غزة وقتل العشرات لمجرد أنهم يطالبون بمسيرات سلمية بحقوقهم المشروعة في العودة إلى أرضهم وممتلكاتهم وزوال الاحتلال الإسرائيلي عن وطنهم.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة