الثلاثاء، 10 أبريل 2018 - 09:06 م

جلست الأم العجوز القرفصاء فوق سريرها، وبعين مغرورقة بالدموع، ووجه تملؤه مسحة حزن شديد، تراود مخيلتها تصرفات زوجة ابنها التي لم تتذكر لها صنيعًا طيبًا أو معروفًا.

يتردد على مسامعها مشادات ابنها الكلامية مع زوجته بسبب وجودها وإقامتها معهما في عش الزوجية، وإحساسها بعدم الرغبة في تواجدها، ومعاملتها كخادمة، تقوم بإعداد الطعام، وأكوام من الملابس تنتظر يداها الهزيلتين لتنظيفها، ليس ذلك فحسب بل كانت زوجة الابن تسيء معاملتها، وتختلق المشاكل، وكثيرة الشكوى للابن على أتفه الأسباب، تهدده بالانفصال والطلاق، وإيجاد حل وتوفير سكن للأم بمفردها.

انقلبت حياتهما إلى جحيم، وحاولت الأم العجوز التقرب منها، وبنفس مكسورة لكسب حب الزوجة طمعًا في أن تعتبرها مثل والدتها، وتلتمس لها العذر وتتحملها، وتقديرًا لظروفها الخارجة عن إرادتها، بعدما طردها صاحب العقار من شقتها بعد وفاة زوجها، بسبب تراكم الإيجار، وهي لا تملك غير المعاش الذي يتعدى مئات الجنيهات، ولا تجد مأوى غير منزل ابنها الذي حملته في أحشائها، ورفضت الزواج من أجله، ولم تتخل عنه وساعدته بكل ما أوتيت من قوة ومال حتى تسعد بزواجه كأي أم وترى أحفادها، لم تبال الزوجة المتحجرة القلب، وازدادت في عنادها وسوء معاملتها، ولم تراع ضعفها وهوانها وشيخوختها، وتعمد إهانتها، وإذلالها.

تحملت الأم فوق طاقتها، وأثقلت رأسها بالتساؤلات، واكتفت بالصبر والدعاء لها بالهداية، لكن حدث ما لم تتوقعه أو يحمد عقباه.

جحظت عيناها، وتقطعت أنفاسها، وعلت وجهها علامات الذعر والهلع، تضع يدها فوق شفتيها تكتم أنفاسها، وتطلق صرخات مكتومة، عندما وجدت ثعبانًا يزحف بسرعة شديدة نحوها، استندت إلى جوار حائط غرفتها، وبخطوات مرتعشة، تجر قدميها جرًا، وتقتلعها بين الخطوة والأخرى، في محاولة للهرب والخروج، لكن باءت محاولتها بالفشل، وأطلقت صرخة مدوية هرول على إثرها الجيران ليجدوها ممددة فوق الأرض، حيث تمكن الثعبان من لدغها، وهرولوا جميعا وسارعوا بنقلها إلى المستشفى.

وما إن تماثلت للشفاء، لم تجد أمامها سبيلاً غير التوجه إلى قسم شرطة روض الفرج، وتقدمت بتحرير محضر ضد زوجة ابنها الأفعى تتهمها فيها بمحاولة قتلها، عن طريق ثعبان وضعته لها داخل غرفتها.

وبعمل التحريات المكثفة، تبين أن زوجة الابن استعانت بأحد المسجلين خطر الذي أحضر لها الثعبان للتخلص من الأم نهائيا، وأحُيل المحضر إلى النيابة التي تولت التحقيق.