محمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ40
محمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ40


ننفرد بأول حوار له..

حفظي: نجوم الخارج سبب خسارة مهرجان القاهرة.. وأطالب بوقت لتصحيح الأخطاء

منال بركات

الخميس، 12 أبريل 2018 - 05:32 م

مشكلة مهرجان القاهرة السينمائي ليست الميزانية ولكن الاستقلال بقرارات فريق الإدارة
المهرجان ليس سجادة حمراء ونجوم فقط وإنما جهد حقيقي
ماجدة واصف ناجحة.. ودورة سمير فريد استثنائية
لو بين يدي نصف ميزانية الجونة سنصنع مهرجانا رائعا
لست من هواة المزيكا والسينما عشقي الأول

 

«أمنيتي أن أصنع توافقا ما بين من سيأتون للتعاون مع مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ40 والفريق السابق وموظفي وزارة الثقافة للعمل كفريق واحد، وبدون هذا التوافق لن ينجح المهرجان».. بكلمات ملؤها الأمل فتح المنتج محمد حفظي، خزانة أسراره في أول حوار له بعد توليه رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي؛ حفظي، تحدث عن خططه ومشاريعه والمعوقات والحلول لأعرق مهرجان بالمنطقة.

 

في جعبته الكثير ومنها أنه سيعرض 150 فيلما، ويستضيف 80 ضيفا وسيهتم بالصناعة والإنتاج وقبل كل ذلك سيسعى لخلق كوادر وسيستم لإدارة المهرجان ليستمر مع من يخلفه في محاولة من جانبه أن يكسبه رونقا جديدا، وإلى نص الحوار:-

 

س: من دائرة المال والأعمال وصولا لرئاسة مهرجان القاهرة السينمائي كيف كان الطريق؟

 

ج: قصة طويلة بدأت أولى خطواتها منذ أكثر من 17 عاما عندما كنت أدرس الهندسة في إنجلترا، وكان لدي ميل للكتابة وحب شديد لمتابعة السينما والمسرح، ثم جاءت فرصة كتابة فيلم السلم، والثعبان على يد المخرج طارق العريان، وعبر هذه المرحلة قدمت ما يقرب من ثلاثين فيلما بين كتابة وإنتاج، وشراكة في الإنتاج.

 

س: وماذا عن شركة الموسيقى التي تمتلكها؟

 

ج: كنت شريكا مع المخرج طارق العريان، ومحمد عبد القدوس، ورجل الأعمال نجيب ساويرس، في شركة لإنتاج الموسيقى، والأغاني، والحقيقة لم يكن لي دور كبير، واستمرت هذه الشركة عاما واحدا فقط، وبصراحة؛ كمنتج لست من هواة "المزيكا"، واهتمامي وعشقي الأول السينما والدراما لأنني مؤمن جدا بالتخصص للوصول إلى النجاح. 

 

والطريف أن البعض اقترح على مثلا أن أخوض تجربة التمثيل أيضا، ولكنني أحب السينما والإنتاج والصناعة، ومن هنا شعرت أن من واجبي العمل على إعادة المنتج الفني الحقيقي الواعي الذي ينسق ما بين كل عناصر العمل ويساعد الناس في اختيار كل مفردات الفيلم تحت قيادة المخرج، وهذا النوع من المنتجين على عكس المنتج الذي اعتاد عليه البعض مؤخرا بوصفه صاحب رأس المال والممول، ومن هنا قررت أن أخوض مهنة الإنتاج والحمد لله حققت بعض النجاح فيها.

 

س: التقيت مؤخرًا وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم ماذا دار في اللقاء؟

 

ج:  أبرز ما دار بيننا أن استمع كل منا للآخر حول رؤيته للمهرجان وطموحه عن  هذه الفعالية الهامة، واستفسرت الوزيرة عن الأدوات التي من شأنها أن تساهم في  نجاح المهرجان، ومن جانبي كان أهم استفسار لدي ينحصر في شكل المهرجان ودور وزارة الثقافة وعلاقتها بإدارة المهرجان، وكذلك الميزانية المتاحة لنا، والإطار الذي اتحرك من خلاله لاختيار الفريق المعاون لي، وماهية العلاقة مع قناة الـ"دى إم سي" كل التفاصيل وكل التخوفات التي تراودني، وكل الأحلام التي أراها عرضتها بكل أمانة أمام الدكتورة إيناس عبد الدايم.

 

س: وما الذي توصلت إليه بعد هذا اللقاء؟

 

ج: الحمد لله، كان هناك توافق كبير في الأفكار، اتفقنا على أن المهرجان لابد أن ينفتح أكثر على العالم، ويكون لديه رسالة موجهة للخارج بوصفنا مهرجانا سينمائيا عريقا يهتم بالسينما وصناعها، ويلعب دورا بارزا في صناعة ودعم المشاريع السينمائية، ويحرص على مدار ليالي المهرجان العشر أن يكون هناك جديد كل يوم ولا ينحصر كل الاهتمام على حفلي الافتتاح والختام.

 

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى اتفقنا على أنه ليس بالضرورة أن ننفق كل الميزانية على النجوم العالميين الذين يكبدوننا ملايين الجنيهات، صحيح أن وجود هؤلاء النجوم يعطي دعاية وانطباعا جيدا للسياحة عن مصر - كما حدث في الدورة الأخيرة- ، لكن هذا الحدث لم يستغل إعلاميا بالقدر الكافي رغم إنه كان إيجابيا، وبالنسبة لي أرى أن المبلغ الذي تكبده المهرجان كان من الممكن أن يستفاد به في اتجاهات أخرى أكثر إفادة.

 

س: البعض يرى أن مهرجان القاهرة يعاني من مشكلة ما كيف تفسر هذا؟

 

ج: دعينا نقرأ الواقع بصراحة؛ مشكلة مهرجان القاهرة ليست المصادر المالية والميزانية فحسب، صحيح إنها عائق أمام كل من يتولى  المسئولية، لكن الحقيقة تتلخص في أن الميزانية يجب أن تكون تحت تصرف فريق إدارة المهرجان لتتحرك كيفما تشاء ومن ثم يكون هناك محاسبة وتسوية، وكان هدفي من اللحظة الأولى أن استقل بقرارات الإدارة، والحمد لله هذا ما توصلنا إليه مع الدكتورة إيناس عبد الدايم. 

 

س: ما شكل المهرجان الذي في مخيلتك وتسعى إلى تقديمه في الدورة الـ40؟

 

ج: أولا: لا يعنيني أن أعرض نفس الكم من الأفلام الذي تم عرضه في العام الماضي والذي بلغ نحو190 فيلما، طموحي أن  أعمل على العروض أكثر بمعنى أن يكون عدد الأفلام أقل ويتم عرضها على أكثر من شاشة، ولا تقتصر على دار الأوبرا فقط بل في شاشات وسط البلد وشرق، وغرب القاهرة، ونعزز عروض المهرجان حتى لا تكون صالات العرض خاوية من الجمهور وذلك بالترويج الجاد للأفلام.

 

ثانيا: نحاول أن نستقطب أفلاما أفضل ومخرجين أهم وكل هذا لن يحدث إلا من خلال جوائز مالية موازية إلى جوار الجوائز الرسمية التي يمنحها مهرجان القاهرة، وتكون هذه الجوائز مدعمة من شركات القطاع الخاص المصري، والمؤسسات التي لها علاقة بالسينما في مصر ودول الخليج لتكون حافز للمشاركين.

 

ثالثا: إلى جانب دور المهرجان في دعم الصناعة من خلال مشاريع دعم إنتاج الأفلام في مراحلها المختلفة وذلك من خلال ملتقى القاهرة السينمائي، لدينا توجه هذا العام أن ندعم فكرة سوق لدعم المشاريع الوليدة من خلال منتدى عن الصناعة يشارك به خبراء يتحدثون عن كل مشاكل الصناعة ويكون هناك مشاركة حقيقية للصناع السينما إلى جانب ورش ودروس في السينما "ماستر كلاس"master class"، وهو هدف في غاية الأهمية بالنسبة لي حتى يكون مهرجان القاهرة السينمائي فعالا، ويقدر أن يساهم في إنتاج أفلام تعرض في السنين التالية كعرض أول.

 

رابعا: وفيما يتعلق بالضيوف نحاول أن يكون هناك تجربة حقيقية ليحتك صناع السينما المصريين بالخبرات العالمية، وكذلك الصحافة العالمية التي يجب أن نوليها اهتماما أوسع وكذلك الصحافة العربية.

 

وأمنيتي أن أستطيع أن أعمل توافق ما بين الناس التي ستأتي للتعاون مع المهرجان ومع الفريق السابق وموظفين الوزارة، وبدون هذا التوافق لن ننجح لأنني أؤمن أن المهرجان ليس سجادة حمراء ونجوم فقط، إنما جهد حقيقي وأحداث أخرى تجري على مدار ليالي المهرجان. 

 

س: ما حجم الميزانية التي تم الاتفاق عليها للدورة الـ40؟

 

ج: الميزانية المعتادة من وزارة الثقافة 6 ملايين جنيه، والعام الماضي كان هناك دعم استثنائي من وزارة المالية قيمته عشرة ملايين جنيها، واتمنى أن يحدث هذا العام أيضا، وفى حالة أن تكون ميزانيتنا 16 مليونا إلى جانب المتبقي من ميزانية العام الماضي مليونان اتصور أنه رقم لا بأس به ولكن سنحتاج أيضا دعما آخرا لأن هذا الرقم قليل مقارنة بالمهرجانات الأخرى.

 

 وأتصور لو بين يدي نصف ميزانية مهرجان الجونة سوف نقدم مهرجانا لا يقل عنه على الإطلاق، وهدفنا أن نعرض هذا العام ما بين 140: 150 فيلما، وهو كم أقل من العام الماضي عن قصد للاستفادة من الميزانية في الصناعة ودعم المشاريع وملتقي القاهرة السينمائي.

 

وكما أن لدينا النية لدعوة 80 ضيفا من أهل الصناعة على مستوى العالم وليس عربا فقط لدعم المشاريع، وحتى تتفاعل مع أصحاب المشاريع العربية من المخرجين والمنتجين اللذين سيشاركون سواء كانوا مصريين أم عرب، ويستفيدون من وجود أهل الصناعة من موزعين ومبرمجين مهرجانات وجهات دعم وصناديق دعم منتجين مصريين وعرب وجهات إنتاج مشتركة وشركات خدمات إنتاجية وخلافه.

 

س: اختيارك للمدير الفني الناقد يوسف الشريف جاء من قبل وزيرة الثقافة أم من جانبك؟

 

ج: في الواقع سألتني الدكتورة إيناس، هل تحب تكمل مع الأستاذ يوسف، ورحبت بالأمر تماما لاني محتاج خبرته لإلمامه بكل كواليس المهرجان التي أجهلها، وهو رجل واضح تماما، ومتعاون وسينمائي قدير وشعرت أنه سوف يدفع بي للطريق الصحيح ويساعدني أن أنجح في مهمتي.

 

س: هل مهرجان الجونة منافس للقاهرة؟

 

ج: مهرجان الجونة بكل صراحة صديق والمنافسة شريفة ستكون على الأفلام لكن مصر في حاجة إلى أكثر من مهرجان على نفس هذا المستوى العالمي، وأتمنى أن يعود لمهرجان القاهرة بريقه ويحقق المتوقع منه، وبالمناسبة الدورات السابقة ليست كلها فاشلة اعتبر أن بها دورات ناجحة، وبها مجهود واضح وجيد سواء في فترة الدكتورة ماجدة واصف، وكذلك دورة الناقد سمير فريد، والتي تعد دورة استثنائية.

 

س: ماذا تقول للمعترضين على اختيارك رئيسا لمهرجان القاهرة؟

 

ج: أعطونا وقتا كافيا لأن الدورة القادمة لن تعالج كل الأخطاء لكن هذا المهرجان إذا صار في طريقه الصحيح بعد دورتين سيكون في مكانة أخرى ليس على المستوى العربي فقط.

 

س: هل تم الاتفاق على توليك رئاسة المهرجان لـ 3سنوات أسوة بمهرجان الإسماعيلية؟

 

ج: الاتفاق تم لمدة سنة واحدة ، وأنا واثق أن أي مهرجان كي يؤتي ثماره محتاج إلى تراكم خبرات وفريق يكبر يستمر الفري عدة أعوام.، وأتمنى من يأخذ التجربة سواء أنا أو غيري يأخذ الفرصة كاملة ليستطيع أن يقدم شيئا ناجحا.

 

س: هل تم اختيار الفريق المعاون لك؟

 

ج: أعمل على اختيار الفريق الآن وأستطيع القول أن معظم الأسماء غير معروفة،  ومنهم من يعمل بالفعل بالمهرجان مثل أحمد شوقي، نائب المدير الفني وماجي مرجان التي قدمت من قبل ملتقى القاهرة السينمائي 3 دورات، وسيكون هناك إضافات جديدة وخبرات جديدة قد لا يكونوا عملوا من قبل في هذا المجال داخل مصر ولكن كفاءتهم تشهد لهم، بعضهم عمل خارج مصر وآخرين يمكن يكونوا أول مرة يعملوا في إدارة المهرجانات، ولكنني أري فيهم المؤهل الذي يدفعني للثقة بهم في هذه الوظائف.

 

س: وهل المعيار سيكون على أساس الخبرة أم الثقة؟

 

ج: لن نجد ناس في مصر لديهم خبرة إدارة مهرجانات، بعيدا عن قطاع وزارة الثقافة من في مصر لديه هذه الخبرة، حتى مهرجان الجونة الذي اعتبره من أنجح المهرجانات، انتشال التميمي والفريق المصاحب له استعانوا بشباب لأول مرة يعملوا في مهرجانات، لازم نعتمد على الشباب الذكي، والمجتهد والمستعد للتعلم. لنبني كوادر جديدة.

 

وبالفعل بدأنا الاتفاق مع الشركة التي ستورد البرنامج الذي يضع "السوفت وير" المتخصص لإدارة المهرجانات، الذي تستخدمه المهرجانات العالمية الكبرى، في هذا التخصص، لأنه من الضروري أن تربط كل قاعدة البيانات على الشبكة واحدة من ضيافة لاختيار الأفلام الصناعة الطيران بحيث هناك نظام ثابت وواضح لمن بعدي.

 

س: ما هو الحال للبرامج الموازية؟

 

ج: سنكمل البرامج الموازية ولكن مع بعض التغيرات سنعلن عنها في حينها، والأكيد أن معظمها مستمرة، ولم نحسم بعد فكرة إن تلك البرامج ستقام وجوائزها ستقام من إدارة المهرجان أم بالتعاون مع جهات أخرى.

 

س: هل لديك تصور خاص لشكل الدورة الـ40 من مهرجان القاهرة السينمائي؟

 

ج: ستكون هناك احتفالية خاصة بمناسبة مرور 40 عامًا على المهرجان، تضم معارض وإصدارات تكشف تاريخ المهرجان، والأفلام المميزة التي شاركت عبر سنواته، وضيوف أكثر، وستكون هناك شراكات خاصة مع جهات مختلفة لتفعيل كيفية الاستفادة بدعمهم للمهرجان.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة