محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: سوريا بين التربص.. والغيبوبة !!

محمد سعد

السبت، 14 أبريل 2018 - 09:28 م

 

ما أشبه اليوم بالبارحة.. نفس التربص ونفس الغيبوبة.. نفس المؤامرات ونفس العقول البلهاء.. التاريخ لا يعيد نفسه ولا يكرر كتابة صفحاته.. لكنه مستمر ومتواصل بنفس آلياته.


الغرب الكاره للعرب والمسلمين.. يتربص ويحيك مؤامرته الواحدة تلو الأخرى.. ليوقع بكل دولة عربية قوية.. والعرب والمسلمون يلدغون من ذات الجحر مرات ومرات.. نفس الدائرة الشيطانية.. مركزها الغرب اللعين.. ومحيطها حلفاؤه بالعالم ودول مارقة وحاقدة بالمنطقة.. هو نفسه ما حدث مع محمد علي عندما بني مصر الحديثة.. فكان وقوف الغرب مع الباب العالي العثماني رغم أنهما كانا عدوين.. لكن جمعتهما مصلحة وقف نمو مصر كزعيمة بمحيطها.. ونجحوا في كسر شوكة محمد علي والجيش المصري الوليد.


نفس السيناريو القذر تكرر في تحالف اللدودين باريس ولندن أيضا ضد استقلال مصر.. ثم صفقة الأسلحة الفاسدة وبعده العدوان الثلاثي علي مصر معهما الكيان الصهيوني البلطجي المجرم الذي زرعوه بالمنطقة لزوم "العمليات القذرة".. ثم نكسة 67.. وصولا إلي جر نظام صدام حسين لاحتلال الكويت الشقيقة ليكون بداية لانهيار العراق وتقسيمه والذي تم بحجة "كيماوي" نظام صدام الذي ثبت بعد تفكك العراق وتشرذمه أنه كان وهما من خيال العم سام فهوي بالعراق والعراقيين. وهذا هو الهدف!!


اليوم التربص ببغداد يتكرر في دمشق.. وبنفس الحجة.. الكيماوي.. وبدأت الضربات فجر أمس تنهال علي السوريين.. من عدوان ثلاثي غاشم.. بين محور الشر الثلاثي «أمريكا - إنجلترا - فرنسا»‬.. ويجد الأشقاء السوريون أنفسهم تحت حصار داخلي وخارجي يزداد إحكاما وتدميرا.. فمن الداخل هناك نظام دكتاتوري مجرم.. لا يمنعه شيء عن التنكيل بشعبه.. وسجله الإجرامي ممتلئ.. يواجهه جماعات إرهابية هدفها الرقص على جثة سوريا الممزقة وأشلاء السوريين.


وفي محيط حدودها.. هناك الكيان الصهيوني البلطجي.. وضرباته العلنية والسرية لا تتوقف في سوريا.. والطاووس التركي أردوغان الحليف الأقرب لإسرائيل والغرب.. والذي لم ينتظر الضربات وانتهك بقواته منذ شهور حرمة الحدود السورية في عفرين وغيرها.. وإيران التي لن تترك المسرح السوري دون دور لها ليس لصالح السوريين بالطبع إنما لأطماعها التوسعية.. ومعها حزب الله الذي أصبح يمتلك ميلشيا وقوات منتشرة بالأراضي السورية بمباركة نظام بشار ودعم طهران.. يبقي الدب الروسي.. ويخطئ من يظن ان الروس همهم بشار ونظامه او مصلحة السوريين.. فكعادتها دائما.. تستغل روسيا كل مواجهة بين الغرب ودول المنطقة لتحقيق أقصي مكاسب لها من الجانبين.. لتقف مساندة لحلفائها بالكلمات.. وهو ما اكشفه مبكرا الشهيد العبقري أنور السادات.. وأستبعد ما يردده البعض أن حربا عالمية ستجري على أرض سوريا.. فالعرب أقل من أن تنشب بسببهم حرب بين كل هؤلاء الأشرار.. فهم كم مهمل وخارج الحسابات بل هناك تعمد لاستمرار غرس القهر والإحساس بالضعف داخل العرب بدليل توقيتات تلك المخططات.


أين دور العرب في هذه الخريطة المعقدة؟ إذا بدأنا بالحكومات نجد أنه لا بوادر لتغيير.. فالتغيير الحقيقي لن يأتي إلا من وحدة الصف والكلمة.. وأين تأتي وطائرات الغدر انطلقت من قواعد أمريكية بدول عربية وسط ترحيب البعض.. حجتهم حماية الشعب السوري من بطش الأسد.. لكن هل هذا هو هدف دول العدوان؟.. وهل تهتم الدول المعتدية بالشعوب.. فلنراجع ما حدث للعراق وأشقائنا به.


أما على مستوى الشعوب.. فالأمر معقد.. هل تقف الشعوب العربية مع النظام السوري.. وله كما قلنا ماض وحاضر في قتل شعبه.. أم تقف ضده فتضيع وتتقسم وتتشرذم سوريا.. هل نقبل باغتيال السوريين في حرب بين نظام دكتاتوري وجماعات إرهابية ؟.. أم نقبل بذبح وتقسيم سوريا علي يد العدوان الغاشم.. وكما كان الوضع في العراق وغيرها يتكرر في سوريا.. تضيع الشعوب والبلدان بغباء وظلم الحكام.. وتربص الأعداء.. مخططات محكمة ومستمرة.. ستظل الشعوب هى ضحايها طالما استمر التربص.. والغيبوبة !!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة