السبت، 14 أبريل 2018 - 11:10 م

ابتكر المصريون القدماء علي مدار تاريخهم وسائل عديدة لتوصيل مياه الري إلي أراضيهم الزراعية، وكان من ضمن الوسائل المستخدمة في الري ما أسماه المزارعون بـ »الزوافة»‬ وهي آلة تجذب المياه من الأسفل إلي الأعلي يجرها »‬حمار أو بقرة» حتي تروي الأرض الزراعية، ومع مرور الوقت استحدثت وسائل أخري كان أخرها الماكينات التي تعمل بالسولار وتجذب المياه من الأسفل إلي الأعلي، ولكن في الفيوم ورغم قدم »‬الزوافة» واعتبارها وسيلة بدائية لري الأراضي الزراعية إلا أن هناك بعض المزارعين مازالوا يستخدمونها ولهم حججهم في ذلك ومنها أن المياه تخرج ببطء دون تدفق ما يُمكن الأرض من الأرتواء الكامل.
ففي أرض زراعية تقع بقرية منشأة عبدالله بمدينة الفيوم لفت نظرنا تواجد الزوافة وبجوارها صاحبها ومواشيه.
يقول لنا جمال رجب محرم 49 سنة »‬مزارع» ولدت ووجدت آبائي وأجدادي يروون أراضينا الزراعية بـ »‬الزوافة» أو الساقية كما تسمي في الدلتا وهي تخرج المياه من الأسفل إلي الأعلي عن طريق »‬هوداية» توضع في نهايتها وهي عبارة عن عرق خشبي يمكنها من الدوران، ثم يقوم بوضعها علي البقرة أو الحمار وتركيبها في »‬الحنط» أي حلقة توضع فوق البقرة أو الحمار حتي تسير بها.
ويشير إلي أنه رغم استحداث وسائل ري جديدة ومتعددة إلا أنني مازلت أروي أرضي الزراعية بالزوافة لأنها تشبع أرضي كما ينبغي ولا تغرقها مثل ماكينة رفع المياة التي تشفط المياه وتتسبب أحيانًا في تلف الزراعات لكثرة المياه التي تجلبها من الأسفل إلي الأعلي، لافتا إلي أن الزوافة مكونة من قطع حديدية متصلة بقطعة خشبية يتم صيانتها كل 6 أشهر عن طريق الحداد والنجار حتي تعود لوضعها الطبيعي، مؤكدًا أن الزوافة الموجودة في أرضهم الزراعية ولد وشاهدها ولم تتغير ما يدلل علي تاريخها، وعلي أنها لا تتسبب في مشاكل للأرض الزراعية كالغمر بالمياه بل هي وسيلة آمنة للري.
ويتابع »‬الزوافة» من الممكن أن تروي 25 فدانا يوميًا بالطريقة العادية وحينما نروي الأرض لوقت طويل نضطر إلي أن نعصب عيني الماشية حتي لا تصاب بالدوار والهياج وتتوقف عن العمل، مشيرًا إلي أنه الوحيد في المنطقة الذي يروي أرضه بالزوافة وجميع المحيطين به يروون من خلال ماكينات رفع المياه.
ويضيف أن محصول أرضه الزراعية لا يختلف عن الآخرين كثيرًا ولكنه يهتم به سواء من ناحية الري أو من وضع السماد له في أوقاته ولذلك فدائما محصوله مميز عن غيره .