صورة مجمعة
صورة مجمعة


في ذكرى ليالي «بغداد» الأليمة .. «دمشق» آيلة للسقوط

أحمد نزيه

الأحد، 15 أبريل 2018 - 12:10 ص

ربما تكون صدفةً أو إحدى مفارقات التاريخ، في مثل هذه الأيام قبل خمسة عشر عامًا سقطت بغداد ليلة التاسع من أبريل عام 2003 بعد أيامٍ من دخول القوات الأمريكية صحبة نظيرتها البريطانية أراضي بلاد الرافدين، بعدما استجدى الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج دبليو بوش، الحرب مع العراق والنظام البعثي بزعامة صدام حسين، فدفعت العراق بشتى أراضيها ثمن تلك الحرب، التي كانت تحت ستار القضاء على الأسلحة النووية التي يتملكها صدام حسين.

نحو عشرة أيامٍ وتسع ليالٍ بين الثالث من أبريل والثاني عشر منه كانت بغداد في قبضة المحتل الأمريكي، ووقعت تحت إمرته بدءًا من يوم التاسع من أبريل لتنهار المدينة ومؤسساتها، ويتكبد اقتصادها أوضاعًا لا زالت البلاد تعاني منها إلى الآن.

أما سوريا فهي تعيش اليوم على وقع عدوانٍ ثلاثيٍ أشبه بالذي تعرضت له مدن القناة المصرية عام 1956، مع اختلاف المآرب بين العدوانين، إلا أن المنفذ هنا وهناك كان واحدًا، أمريكا وبريطانيا وفرنسا عادوا من جديد متحدين في حربٍ واحدةٍ بعد اثنين وستين عامًا.

بداية العدوان

وفي ساعةٍ متأخرةٍ من مساء يوم الجمعة 13 أبريل في واشنطن، المتزامن مع فجر السبت بالشرق الأوسط، طل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ليعلن عن بدء تنفيذ عمليةٍ عسكريةٍ في سوريا، بالتعاون مع حلفائه في فرنسا وبريطانيا.

وتذرع ترامب بالهجوم الكيميائي المزعوم حدوثه في مدينة دوما السورية، حيث تتهم واشنطن نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، باستخدام غاز الكلور، المحرم دوليًا، في هجماتٍ على المدينة الواقعة قرب دمشق يوم السابع من أبريل الجاري، في حين تتنصل دمشق من تلك الاتهامات.

ويقول نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، إن بلاده متأكدة من استخدام غاز الكلور في دوما، من قبل النظام السوري، متوعدًا دمشق بأن تدفع ثمن قتل الأبرياء في سوريا، حسب وصفه.

الصبغة الدولية للعدوان

العدوان الأمريكي الفرنسي البريطاني أصبح مباركًا من قبل الأمم المتحدة، بعدما رفض مجلس الأمن الدولي مشروع قرار روسيٍ بإدانة الضربات الثلاثية الأمريكية البريطانية الفرنسية على الأراضي السورية.

لواء 105 ومواقع فى جبل قاسيون ومطار المزة العسكرى ومركز البحوث العلمية، أبرز المناطق التي استهدفها العدوان الثلاثي بدمشق، خلال غاراتٍ جويةٍ فجر السبت استمرت نحو تسعين دقيقةً.

الرئيس الأمريكي ترامب أعلن في وقتٍ لاحقٍ ظهر يوم السبت إنجاز المهمة بإتقانٍ شديدٍ، مثنيًا على ما قام به الجيش الأمريكي، ومبديًا شكره على التعاون المشترك من قبل بريطانيا وفرنسا خلال تلك الضربة العسكرية.

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستنسبرج، قال إن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة أطلعت باقي أعضاء الحلف على نتائج الضربات العسكرية بدمشق، وهو ما يظهر الدعم الغربي لتوجيه ضرباتٍ لسوريا، ومن بينها تركيا، التي باركت العدوان الثلاثي اليوم، رغم أنها ترعى مفاوضات مناطق خفض التوتر، كأحد الدول الضامنة إلى جانب روسيا وإيران.

والأخيرتان رفضتا بشدة العدوان العسكري في سوريا فجر السبت، ورأى نائب الرئيس الأمريكي بأنهما يقفان على الجانب الخاطئ من التاريخ، مطالبًا إياهما بالانضمام إلى الحلف المعادي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

هواجس مصير بغداد أن يطال دمشق ستبقى باقيةً، حتى لو لم تستمر البلدان الثلاثة (أمريكا وبريطانيا وفرنسا) في عدوانهما بالأراضي السورية، فمن قبل كانت القوات الأمريكية رفقة البريطانية كافيتين لإسقاط عاصمة بلاد الرافدين، واليوم دخلت القوات الفرنسية على الخط إلى جانبهما، فالعدوان متشابهٌ في المرتين، وأرض العرب هي الهدف.

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة