صورة من المؤتمر
صورة من المؤتمر


«وزير البترول»: تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز بنهاية ٢٠١٨

حسن هريدي

الثلاثاء، 17 أبريل 2018 - 12:25 م

أكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، على أهمية انعقاد الدورة التاسعة من مؤتمر ومعرض دول حوض المتوسط «موك 2018» في مدينة الإسكندرية كأحد المنصات البترولية المتميزة التي يلتقي خلالها الخبراء ورؤساء الشركات وصناع القرار في صناعة الغاز والبترول محلياً وإقليمياً وعالمياً لتبادل الآراء والتوقعات والفرص.

وأوضح الملا، أن الدورة الحالية من المؤتمر تُعقد تحت شعار "إكتشاف إمكانات البحر المتوسط – الانطلاقة الثانية" ويعد شعار المؤتمر ذو أهمية خاصة، حيث أن البحر المتوسط يتمتع بإمكانيات هائلة يمكن توظيفها لتعزيز التعاون والعلاقات الاقتصادية بين البلاد المتشاطئة بما يحقق مصالحها وطموحات شعوبها في التنمية والرخاء.

جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية للمؤتمر بحضور الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية والفريق احمد خالد قائد القوات البحرية واللواء على عادل العشماوي قائد المنطقة الشمالية العسكرية وقيادات قطاع البترول واينوسينزو تيتونى رئيس الدورة القادمة من المؤتمر " OMC 2019 " والذي سيعقد بمدينة رافينا الإيطالية.

وأشار الملا، إلى أن البحر المتوسط شهد على مر التاريخ، العديد من الاكتشافات، وأن السنوات الأخيرة لعبت دوراً هاماً في كشف إمكاناته، وأن كشف ظهر العملاق في المياه العميقة بالبحر المتوسط غير المشهد العالمي للغاز وجعل من منطقة البحر المتوسط "حوض غازي من الطراز العالمي"، وأن تأثير حقل ظهر تخطى الحدود المصرية وفتح الباب لتكثيف أعمال البحث والاستكشاف وتحقيق اكتشافات جديدة في المياه العميقة بمناطق الامتياز المجاورة لحقل ظهر.

وأوضح الملا، أن السنوات القليلة الماضية شهدت تغييرات كبيرة لقطاع البترول والغاز المصري عاصرها مؤتمر موك، حيث تم في الدورة الـسابعة عام 2014 مناقشة التحديات العديدة إلى تواجه قطاع البترول وكيفية مواجهتها والتغلب عليها، وفى عام 2016، تم استعراض بعض النجاحات التي تحققت ومنها اكتشاف حقل ظهر ، وكان عام 2017 عاماً استثنائياً لقطاع البترول والغاز في مصر، حيث تم تحقيق العديد من الأرقام القياسية العالمية، كان البحر المتوسط جزءًا كبيرًا منها ، ومن أهمها وضع 4 مشروعات رئيسية لتنمية اكتشافات الغاز ووضعها على الإنتاج خلال عام واحد لأول مرة وهى ( حقول شمال الإسكندرية "غرب دلتا النيل" ، نورس ، أتول وظهر)، بإنتاج يقدر بحوالي 1.6 مليار قدم مكعب يومياً ، ونعمل حالياً على الوصول لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول نهاية عام 2018 ، مشيراً إلى أن قطاع البترول استطاع بنجاح تأمين الطلب المحلي على الطاقة لجميع القطاعات وعلى رأسها قطاع الكهرباء مما أدى إلى التغلب على نقص الطاقة الكهربائية.

وأشار وزير البترول، إلى أن عام 2017 شهد إطلاق مشروعين رئيسيين للمسح السيزمى بالتعاون مع شركتين عالميتين في مناطق البحر الأحمر وصعيد مصر، لأول مرة، باستثمارات تتعدى 750 مليون دولار من قبل شركات دولية متخصصة، كما بدأت الاستعدادات لإطلاق الطرح العام لأسهم 11 شركة بترول وغاز كجزء من برنامج لتحسين إدارة القطاع، هذا بالإضافة إلى إصدار قانون تنظيم سوق الغاز الجديد وتشكيل جهاز مستقل لتنظيم شئون الغاز تم بالفعل عقد أول اجتماعاته في فبراير الماضي.

وأشار الملا، إلى أنه يتم أيضاً مواصلة برنامج إصلاح دعم الطاقة المعلن من الحكومة، فضلاً عن حل العديد من قضايا التحكيم الدولي ضد قطاع البترول بشكل ودي، كما نجحت مصر في خفض المستحقات المتأخرة للشركاء الأجانب مع انتظامها الكامل في سداد المستحقات الدورية.

وأكد الوزير، على أن مصر، بالإضافة لموقعها الاستراتيجي المتميز، تمتلك المقومات لأن تكون مركزاً إقليميا لتجارة وتداول البترول والغاز وذلك بهدف استغلال كل الإمكانات المتاحة في منطقة شرق المتوسط وقامت فعلياً باتخاذ خطوات جريئة من خلال العمل على عدة محاور مختلفة من أهمها تشكيل لجنة حكومية تضم كافة الجهات المسئولة في الدولة لإعداد إستراتيجية محددة لتحويل مصر لمركز إقليمي وأضاف أنه على المستوى السياسي

هناك تعاون وثيق مع الاتحاد الأوروبي لتحويل مصر لمركز إقليمي من خلال عدة برامج دعم فني وبرامج تمويل، ومن المقرر توقيع مذكرة تفاهم في هذا الشأن الأسبوع المقبل خلال زيارة مفوض الاتحاد الأوروبي لشئون الطاقة لمصر ، بالإضافة إلى استمرار الحوار والتفاوض مع شركات البحث والاستكشاف فى المنطقة والذي أدى مؤخراً للتوصل لاتفاقية بين إحدى شركات القطاع الخاص مع شركات البحث والاستكشاف لاستقبال الغاز من الحقول البحرية " تمار وليفاثيان".

وأضاف الملا، أن الهدف من تحويل مصر إلى مركز إقليمي للغاز والبترول هو جزء لا يتجزأ من مشروع تطوير وتحديث قطاع البترول والذي يهدف إلى كشف الإمكانات الكاملة للقطاع بحلول عام 2021 كمحرك أساسي للتنمية المستدامة ونموذج يحتذي به لمصر الحديثة، وتحويله إلى قطاع اقتصادي في إدارة البترول والغاز بما يحقق قيمة مضافة أكبر تعزز مساهمته كمحرك للنمو الاقتصادي.

وأشار الوزير، إلى أن مصر تشهد صحوة غير مسبوقة وفتحت آفاقاً واسعة من التطلعات المستحقة نحو حياة أفضل وأن قطاع البترول وضع خططه وإستراتيجيته الشاملة في ضوء رؤية الدولة نحو تحقيق التنمية المستدامة بحلول عام 2030 ، كما أشاد بدور شركاء القطاع من شركات البترول العالمية والعاملين بقطاع البترول الذين عملوا بوعي كبير وإدراك للظروف الاستثنائية التي مرت بها البلاد ، مشدداً على أن وزارة البترول على استعداد لاتخاذ كل الخطوات الضرورية لتشجيع وتحفيز الشركات العالمية للمشاركة في تنمية قطاع البترول والغاز، وحرصها على الاستفادة من المؤتمرات الدولية ومنها مؤتمر موك في العمل على تعزيز التعاون الإقليمي لضمان توفير إمدادات الطاقة الآمنة والمستدامة والحصول عليها.

من جانبه أكد محافظ الإسكندرية، على جاهزية المدينة لاستضافة هذا الحدث البترولي الهام وتوفير كافة المقومات اللازمة لنجاحه تنظيمياً في ظل التعاون المستمر والمثمر مع قطاع البترول والذى نتج عنه مشروعات بترولية متميزة في مجالات الغاز والتكرير والبتروكيماويات تدعم الاقتصاد الوطني وتقوم بمسئولياتها المجتمعية والتنموية بالمحافظة على أكمل وجه.

وأشار المهندس، أسامة البقلي رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر في كلمته إلى أهمية التواصل المباشر والحوار وتبادل الخبرات والأفكار في إثراء صناعة البترول والغاز وأنه فرصة مثالية لمناقشة مستجدات وتحديات هذه الصناعة الحيوية الحالية والمستقبلية وأنه أصبح علامة بارزة في أجندة شركات البترول الدولية والخبراء والمستثمرين يحرصون على التواجد فيه والاستفادة منه ، معرباً عن أمله في أن تشهد المناقشات والجلسات الفنية للمؤتمر أفكاراً مثمرة كعادة المؤتمر تسهم في تدعيم الجهود المستمرة لتطوير صناعة البترول والغاز وتحقق استفادة قوية للمشاركين.

وأضاف البقلي، أن المعرض المصاحب للمؤتمر الذي تشارك فيه شركات البترول المصرية والعالمية فرصة جيدة لاستعراض أحدث التكنولوجيات في صناعة البترول والغاز والتي لها أهمية كبرى في تطوير صناعة البترول والغاز.

وأعرب اينوسينزو تيتونى رئيس الدورة القادة من المؤتمر " OMC 2019 " عن سعادته بالتواجد في الإسكندرية وحضور المؤتمر ووجه الدعوة للحضور بالمشاركة في الدورة القادمة بمدينة رافينا الإيطالية وأن تشهد جلسات الدورة الحالية نقاشات مفيدة ومثمرة وتخرج بنتائج وتوصيات طيبة تثرى صناعة البترول والغاز كما تعودنا على مدار انعقاد المؤتمر منذ دورته الأولى في مارس 2000 ، مشيراً إلى أن الاكتشافات الأخيرة للغاز في البحر المتوسط فتحت الباب أمام مصر لتكون مركزاً إقليمياً يدعمها امتلاكها لبنية أساسية قوية وأن سيناريو الطاقة في المتوسط يتجه نحو الأفضل رغم بعض الصعوبات السياسية والاقتصادية ، وتوقع استمرار أسعار البترول عند المستويات الحالية العامين القادمين ولكن التنافسية تكمن في توفير إمدادات الطاقة وتكلفتها.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة