الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الأمريكي
الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الأمريكي


نزع السلاح النووي في «كوريا الشمالية» .. غاية أمريكية يشوبها «الحذر»

أحمد نزيه

الأحد، 22 أبريل 2018 - 02:08 ص

أعلن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، وقف بلاده أنشطتها النووية خلال الفترة المقبلة، كخطوةٍ يهدف بها زعيم الدولة المنعزلة في شبه الجزيرة الكورية، إلى إظهار حسن النوايا قبيل الدخول في مفاوضاتٍ مباشرةٍ مع الرئيس الكوري الجنوبي، مون جيه إن، في السابع والعشرين من الشهر الجاري، إضافةً إلى لقائه المحتمل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وكلا الرئيسين رحبا بخطوة زعيم كوريا الشمالية، فاعتبر ترامب الأنباء القادمة من بيونج يانج بالجيدة لكوريا الشمالية والعالم، فيما أوضح الرئيس الكوري الجنوبي أن جارته الشمالية أعربت عن رغبتها للمجتمع الدولي في نزع السلاح النووي بالكامل.

ويعتبر المحك الحقيقي الآن بالنسبة للإدارة الأمريكية على وجه التحديد، هو مدى جدية بيونج يانج في خطوتها، في ظل أحاديث داخل الأوساط الأمريكية عن ضعف احتمالية رضوخ كوريا الشمالية للمطالب الدولية بنزع السلاح النووي من أراضيها.

وأجرت كوريا الشمالية ست تجارب نووية، كان أشدها في بداية سبتمبر من العام الماضي، حينما أطلقت بيونج يانج قنبلةً هيدروجينية أحدثت زلزالين في شبه الجزيرة الكورية، لكنها توقفت بعدها عن إجراء التجارب النووية.

احتفاء كوري

صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قللت من فرص تخلي كوريا الشمالية عن ترسانتها النووية نهائيًا، وقالت الصحيفة إنه على الرغم من تعهد الزعيم الكوري الشمالي بأن تغلق بلاده مواقع التجارب النووية وتعلق اختبارات الصواريخ الباليستية إلا أنه ألمح إلى أنه لا ينوي التخلي عن مشروعه النووي، على الأقل في الوقت الراهن، كما أنه لم يعلن إيقاف إنتاج الصواريخ والأسلحة النووية.

ودللت الصحيفة الأمريكية على صدق تكهنها، وقربه للتحقق على أرض الواقع، باحتفاء كيم جونج أون خلال خطابه، باكتمال البرنامج الصاروخي النووي لكوريا الشمالية، والذي وصفه بالنصر الإعجازي الذي تحقق في مدةٍ زمنيةٍ قصيرةٍ هي خمس سنوات.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولٍ أمريكيٍ بالبيت الأبيض، لم تسمِه، قوله، إن البيت الأبيض كان سعيدًا بإعلان زعيم كوريا الشمالية، بيد أن خطابه لم يتضمن أي إشارة بأن بيونج يانج ستتوقف عن إنتاج الصواريخ أو الأسلحة النووية أو تعليق خطط إطلاق قمر صناعي، كما لم يشر في خطابه إلى أن بلاده ستخطو تجاه نزع السلاح النووي.

تحرك تكتيكي

ومن جانبها، رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الخطوة التي أقدم عليها زعيم كوريا الشمالية تُعد مجرد تحرك تكتيكي يضع الولايات المتحدة في موقفٍ دفاعيٍ قبل بدء المحادثات حول نزع السلاح النووي الكوري الشمالي، مشيرةً إلى أن المسؤولين الأمريكان يتعاملون مع الوضع بحالة مختلطة من الرضا والحذر، وأضافت أن كيم يونج أون لم يذكر في تصريحاته الأخيرة مسألة تفكيك الأسلحة النووية وبرنامج الصواريخ طويلة المدى التي أسسته بيونج يانج بالفعل، بل على العكس، أبدى رغبته في احتفاظ بلاده بالأسلحة.

وتحدثت الصحيفة عن أن الخطوة الكورية الشمالية قد تعد محاولة من كيم جونج أون للوقيعة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وذلك منذ أن أولى الرئيس الكوري الجنوبي، مون جيه إن، صاحب الجذور الكورية الشمالية، اهتمامًا كبيرًا لإنهاء النزاع الذي دام لأكثر من ستة عقود في شبه الجزيرة الكورية.

وستظل الأمور معلقةً إلى غاية انتهاء اللقاءين المهمين الذين سيجمعان زعيم كوريا الشمالية برئيسي أمريكا وكوريا الجنوبية، وقتها سيتضح معالم تبدو ضبابية الآن بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة