صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


«الحائط».. كشف خيانتها

علاء عبدالعظيم

الأحد، 22 أبريل 2018 - 08:29 م

زوجة من ضعاف الأنفس، نسيت الله فأنساها نفسها، بعد أن فتحت لها الدنيا ذراعيها، وأفاض الله عليها من فضله، ورزقت بطفلين، وزوج مثالي، لم يجرحها يومًا، ومنحها ثقة عمياء.

فما كان منها إلا أن سلكت طريق الغواية، بحثًا عن الحب المحرم، معتقدة بأنها ستفلت من عقاب السماء، وغير مبالية بسمعة زوجها الذي اعتاد الجميع مجالسته لما لمسوا فيه من طيبة القلب، ودماثة الخلق.

هدىء الزوج من روعها وهي تحاول معاقبة أحد طفليها بالضرب، عندما أمسك بهاتفها المحمول يعبث به، تصدر تعليماتها لهم بعدم الاقتراب من خصوصيتها، أو العبث بمقتنياتها، علت وجه الزوج الدهشة من تصرفاتها، واحتضن طفله الصغير مداعبًا إياه، وإعطاءه هاتفه في محاولة لرسم البسمة على وجهه، وامتدت يده تمسح دموعه التي تتساقط بخوف ورهبة من الأم التي يعلو صوتها تهدده بعقاب أشد إذا حاول فعل ذلك مرة أخرى.

استرخى الأب فوق سريره بغرفة النوم، تراود مخيلته تصرفات زوجته، وبلسان حال يدعو لها بالهداية، يكظم غيظه، وبعين تائة تجوب غرفة النوم لفت نظره جملة مكتوبة بخط صغير على الحائط، وهي «بحبك يا سلوى»، انتفض من فوق سريره، وأخذ يحملق، ويفرك عينيه لفك لغز حروفها، وبأنفاس متقطعة، يتدفق على إثرها الدم في عروقه ساخنًا، يسأل طفليه ويمني نفسه عما إذا كان قد كتب أحدهما تلك الكلمات إلا أنهما أكدا له وبخوف شديد خشية أن يعاقبهما أيضًا، بأنهما لم يقوما بكتابتها.

 تملكته حيرة شديدة، حيث هداه تفكيره وبهدوء شديد قرر عدم مواجهة الزوجة بما اكتشفه، وأخذ في مراقبتها عن كثب، وكانت الطامة الكبرى عندما اكتشف خيانتها، وعلاقتها بأحد الشباب الذي كان يتردد على شقته أثناء غيابه، وطفليه خارج المنزل، انقض عليها كالأسد المجروح، ووجه لها اللكمات والركلات، وأحكم قبضة يده على رقبتها في محاولة لقتلها، وسط عويل الطفلين، وصرخاتهما التي تجمع على إثرها الجيران، وأنقذوها من بين براثنه، وانطلقت كلمات السباب والشتائم كالمطر يتهمها بالخيانة والغدر، وطردها من المنزل، وهرول مسرعًا بحثًا عن الشاب لقتله أيضًا، لولا أن تدخل أحد العقلاء، ونجح في إثناءه عن ارتكاب جريمة سيذهب ضحيتها الطفلين اللذان سيلاحقهما العار.

اتخذ الزوج القرار وتوجه إلى محكمة الأسرة بزنانيري، وقام برفع دعوى خلع، بعد أن تقدم بتحرير محضر يتهم فيه الزوجة المتمردة بالخيانة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة