اللواء محمد الغباري
اللواء محمد الغباري


اللواء الغباري: عنصر «المفاجأة» سبب رئيسي لنجاح نصر أكتوبر

محمد محمود فايد

الثلاثاء، 24 أبريل 2018 - 05:07 م

عيد تحرير سيناء الذي يوافق 25 أبريل من كل عام، وهو اليوم الذي استردت فيه مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد، وفيه تم استرداد كامل أرض سيناء ما عدا مدينة طابا التي استردت لاحقا بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989 م. 

 

وبهذه المناسبة «بوابة أخبار اليوم» التقت اللواء محمد الغبارى، مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق بأكاديمية ناصر العسكرية ومستشار أكاديمية ناصر، وكان لنا معه هذا الحوار. 


فترة الإعداد للحرب

 

في البداية قال اللواء محمد الغباري، إن فترة إعداد الدولة المصرية لحرب العاشر من رمضان ضد إسرائيل بدأت عقب حرب يونيو 1967 مباشرة، وذلك من خلال سعي مصر السياسي والدبلوماسي إلى المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، وإلى الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وقد حققت مصر مكاسب دبلوماسية من هذه التحركات تمثلت فى إدانة العدوان الإسرائيلى على مصر والأراضى العربية، وإصدار القرار رقم 242 من الأمم المتحدة الذى يطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضى المحتلة، الا أن اسرائيل لم تنفذ القرار واستمرت فى الاحتلال . 


وأضاف "الغباري" خلال حديثه، أن مصر بدأت فى تجميع القوى العربية للضغط على المجتمع الدولى وتوصلت الى شعار «ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة» فى توصيات مؤتمر القمة العربية فى الخرطوم، الذى عقد فى 29 أغسطس 1967، بمشاركة رؤساء إحدى عشرة دولة عربية، هى دول المواجهة "مصر والأردن وسوريا" وهى الدول التى هزمت فى الحرب. 

 

دور «السادات» في توحيد الصف العربي


وعن دور الرئيس السادات في توحيد الصف العربي قبل نصر أكتوبر 73، كشف اللواء محمد الغباري الخبير العسكري، ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن الرئيس الراحل أنور السادات قام بدور دبلوماسى كبير واستطاع أن يوحد القوى العربية فى تحالف واحد قوي والتنسيق لتنفيذ الحرب واستعادة الأرض فى ظل تعنت إسرائيل ورفضها لكل سبل السلام، وتجلت تحركات السادات وعصمت عبدالمجيد فى الأمم المتحدة وكواليسها للتغطية على استعدادات مصر للحرب. 

 

بناء القوات المسلحة

 

وتحدث «الغباري» عن مرحلة بناء القوات المسلحة استعدادا للحرب، حيث أوضح أن مصر استطاعت أن تعيد بناء القوات المسلحة، وإدخال نظم تدريب على كل ما هو أساسي للحرب، بالإضافة إلي شراء أسلحة استعداد لمعركة النصر والاهتمم بالتدريب والفرد المقاتل، وكذلك التدريب على مسارح مشابهة لمسرح عمليات الحرب، عن طريق إنشاء "سواتر ترابية" مماثلة لخط بارليف على ضفة النيل وتدريب القوات على عبورها. 

 

كما تم تطوير أسلحة المشاة واستبدلت الدبابات القديمة بالدبابات الحديثة وكذلك تم إحلال المدفعية القديمة بأخرى متطورة وتم شراء طائرات حديثة وأسلحة دفاع جوى وإدخال طرازات جديدة من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى مثل sam إلى جانب الصواريخ طويلة المدى وكذلك تطوير معدات المهندسين العسكريين وأجهزة الكشف عن الألغام وإدخال أسلحة غير تقليدية ابتكرها مهندسون مصريون مثل قاذفات اللهب المحمولة على الأكتاف ومسدسات المياه التى استخدمت فى هدم خط برليف الرملي. 

 

إعداد الفرد المقاتل


وبالنسبة لإعداد الفرد المقاتل، قال اللواء الغباري إن القيادة العامة للقوات المسلحة أصدرت توجيهاتها قبل نصر أكتوبر، بالتدريب على العمليات بدءا من إعداد الجندي للقتال حتى إعداد الوحدة والوحدة الفرعية للتشكيل للحرب، والتدريب على أسلوب اقتحام الموانع المائية والنقاط القوية المشرفة على حمايتها، وأسلوب الدفاع عن مناطق التمركز والوحدات والمعسكرات. 

 

كذلك إجراء المشروعات سواء على مستوى القيادة التعبوية والإستراتيجية، أو المشروعات التكتيكية للجنود على موضوعات الهجمة المنتظرة من العدو، واستمرار وتكرار هذه المشروعات ضمن ما سمى بـ «خطة الخداع الاستراتيجي» التى وضعها المشير محمد عبدالغني الجمسي والتى أوحت للعدو وقتها بعدم جدية مصر فى اتخاذ قرار الحرب. 

 

الاقتصاد وقت الحرب


وعن الاقتصاد المصري خلال تلك الفترة، كشف اللواء محمد الغباري المستشار بأكاديمة ناصر العسكرية العليا، أن الاقتصاد المصري تحول قبل نصر العاشر من رمضان الي «اقتصاد الحرب» ويعنى تعبئة جميع المصانع ومنتجاتها لاستيفاء احتياجات القوات المسلحة أولا، كاشفا أن الدولة لجأت ضمن خطتها فى خداع العدو إلى توقيع تعاقدات دولية لتوريد السلع الإستراتيجية مثل القمح على مديات زمنية غير منتظمة حتى لا تلفت انتباه العدو إلى أن الدولة تقوم بتخزينها، وقد تم تحقيق الاحتياطي اللازم من هذه السلع ليكفى احتياجات الدولة لمدة 6 أشهر قبل الحرب مباشرة. 

 

مسرح العمليات


وتحدث اللواء محمد الغباري، عن مرحلة إعداد مسرح العمليات من أجل الحرب، حيث أوضح أنه تم إعداد أراضى الدولة كمسرح لعمليات للحرب من خلال إنشاء الطرق اللازمة لتحرك القوات، وكذلك إنشاء التحصينات على أرض المعركة وزرع الألغام اللازمة لتأمين مسرح العمليات من العدو، كما تم إنشاء مطارات عسكرية جديدة وتحصينها بـ «الدشم» وإنشاء شبكات المواصلات السلكية واللاسلكية وخطوط الإمداد بالوقود والمياه فى مسرح العمليات لتسهيل عملية العبور الى الضفة الشرقية، وإنشاء الملاجئ للمدنيين فى المدن والقرى لحمايتهم من تأثير نيران العدو حول الأهداف الحيوية التى قد يستهدفها فى تلك المناطق. 

 

هزيمة إسرائيل


واسترجعنا معه لحظة الهجوم "المصري – السوري" علي إسرائيل، حيث قال اللواء الغباري إن عُنصر "المفاجأة"، هو سبب رئيسي لنجاح نصر أكتوبر 1973 حيث قامت القوات المصرية والسورية بالهجوم علي قوات العدو الإسرائيلي في توقيت واحد على الجبهتين وكانت الهزيمة الكبرى للجيش الإسرائيلى، وكان حجم الخسائر الضخمة فى القوات الإسرائيلية أحدث انزعاجا مهولا للولايات المتحدة التى قامت بالإمداد المباشر لإسرائيل وعلى جبهات القتال بالمعدات والأسلحة وتعويضها عن خسائرها. 


واستكمل: أنه عقب ذلك تم قبول مصر وسوريا الدخول فى مباحثات فك الاشتباك الأول والثانى بوساطة هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية على الجبهتين المصرية والسورية من أجل إنسحاب القوات الإسرائيلية من غرب قناة السويس والإنسحاب من القنيطرة فى الجولان من خلال فك الاشتباك والدخول فى مفاوضات الحل السلمي، ولكن سوريا توقفت عن المفاوضات واستمرت مصر وعقدت معاهدة السلام مع إسرائيل فى مارس 1979م وأعلن الرئيس السادات أنها أخر الحروب بين مصر وإسرائيل.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة