كرم جبر
كرم جبر


 كرم جبر يكتب.. تحية لأبطال تحرير سيناء

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 25 أبريل 2018 - 12:11 ص

العلم المصري الذي ارتفع فوق رفح وشرم الشيخ،في 25 أبريل 1982،سيظل مرفوعاً في السماء،شاهداً حياً علي عزة وطن وكبرياء شعب،عاهد الله أن يظل كل شبر من أرضه في أحضانه، يزود عنه بأعلي التضحيات.. وخاب من ظن أن عصابة من الإرهابيين، يمكن أن يكون لها موطئ قدم في أرض البطولة والتضحيات.


سيناء كانت وستظل مصرية،ومن يفكر في غير ذلك لا يعرف عقيدة جيش، وضع نصب عينيه هدفاً ثابتاً: أرض مصر وسلامة شعبها.


حاولت إسرائيل بعد نكسة 1967 أن »تحلم»‬،ولكنها أفاقت علي أبطال انشقت عنهم الأرض، ويرفعون فوق سيناء الغالية أعلام مصر في حرب أكتوبر المجيدة، وأيقظت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر،وتقول مذعورة »‬أخشي أن تضيع سيناء» فرد عليها »‬بل أخشي أن تضيع إسرائيل».


وتحطمت أساطير الاحتلال علي الرمال، وتهاوي خط بارليف الذي كتبوا فيه ملاحم الصلابة، تحت خراطيم المياه الهائلة، في ابتكار عسكري غير مسبوق، صار درساً في الاستراتيجيات العسكرية الدولية، وأعقبه دروس أخري في سد خزانات النابالم، التي تصوروا أنها يمكن أن تحيل قناة السويس إلي جهنم، وتمنع عبور القناة،وتحولت الدبابات الإسرائيلية إلي حطام، علي أيدي أبطال عظام، يحملون فوق أكتافهم الصواريخ المضادة للدبابات.. وابتدع المصريون أسلحة مصرية، قضت علي أسطورة التفوق العسكري الإسرائيلي.


ولم يكن سلام الشرفاء منحة أو هبة، بل الثمرة الكبري لتضحيات الأبطال،وصمود شعب وراء جيشه،في إرادة حديدية أن تبقي سيناء مقبرة للغزاة،ولم تزعن إسرائيل للسلام من أجل السلام، ولكن حين أدركت أن فاتورة الحرب لن تقدر علي تحملها.. فأرادت أن تكسب أي شيء بالمماطلة والتسويف.


رفضت مصر بقاء أي إسرائيلي في سيناء تحت أي ذريعة، واضطرت إسرائيل أن تتصدي لمتطرفيها من الحاخامات، الذين هددوا بالانتحار للبقاء في مستعمرة ياميت والمعبد اليهودي، الذي جعلوه مزاراً وأضفوا عليه هالة من التقديس.. ولم يكن أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجين إلا أن ينقذ السلام، ويمنع عن بلاده العودة إلي أجواء الحرب،وأمر بتفجير ياميت بشحنات هائلة من المتفجرات، ولم يبق فيها سوي كتلة حطام.. وهذا هو مصير من »‬يحلم» بأن يكون له موطئ قدم في سيناء.


لو فكرت العصابات الإرهابية نصف دقيقة، لتأكدت أن مصيرهم لن يكون أفضل من حطام ياميت، وأنهم لن يخرجوا من تلك الأرض سالمين، وسيدفنون بأحلامهم تحت الرمال.. لأن مصر التي لم تنم يوماً، حتي استعادت سيناء،لن يهدأ لها بال إلا إذا طهرت كل شبر فيها من دنس الإرهاب.


الجيش الذي دمر خط بارليف في ست ساعات، وقضي علي أسطورة التفوق العسكري الإسرائيلي، وحطم التحصينات المنيعة وخزانات النابالم والدشم والمدافع والدبابات والمجنزرات والطائرات، لن تستعصي عليه أبداً عصابات شاردة، تسكن الشقوق وتخرج منها كالفئران، ثم تفر مزعورة هائمة علي وجهها في الصحراء.. لا تقوي علي المواجهة المباشرة وتتسلل كلصوص نصف الليل، لتقوم بعمليات طائشة، تزيد إصرار وعزيمة الرجال،علي تخليص سيناء من هذا الوباء.


تحية لشهدائنا الأبرار في ذكري تحرير سيناء،وعرفاناً بكل من ضحي بحياته، أو قدم نقطة دم دفاعاً عن الحياة.. تحية لزعماء مصر، أبناء المؤسسة المصرية العظيمة، والذين تجري في عروقهم دماء الوطنية والكرامة والكبرياء.


تهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي، وضباط وجنود مصر الأحرار، الذين يخوضون الآن الحرب الثانية لتحرير سيناء.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة