الزعيمان الكوريان
الزعيمان الكوريان


قرية «بان مون جوم» .. هنا صنع الزعيمان الكوريان التاريخ

أحمد نزيه

السبت، 28 أبريل 2018 - 12:16 ص

قبل نحو خمسة وسبعين عامًا، كان قرية بان مون جوم على الحدود الفاصلة بين الكوريتين مسرحًا يوم السابع والعشرين من يوليو عام 1953، لهدنةٍ بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة من جهةٍ، وكوريا الشمالية من جهةٍ أخرى، أنهت حرب الأربع سنوات، لتصبح من بعدها بان مون جوم "قرية السلام".

وقتها كان كيم يل سونج، جد الزعيم الكوري الشمالي الحالي، كيم جونج أون، ومؤسس دولة كوريا الشمالية، مؤشرًا على اتفاقة الهدنة آنذاك الذي أنهى حربًا ضروسًا بدأت عام 1950، ليأتي حفيده ووريث ولده من بعده إلى المكان ذاته، ويخطو خطوةً جبارةً في طريق توحد الكوريتين من جديد.

بان مون جوم كانت شاهدةً على عديد من المفاوضات الدبلوماسية بين الجانبين باءت جلها بالفشل، منذ أن بدأت تلك المباحثات عام 1971، إلى أن حضر يوم التاسع من يناير هذا العام، الذي مثّل قفزةً هائلةً في علاقة الكوريتين ببعضهما البعض، فأصبحت لغة الحوار والسلام حاضرةً بدلًا من لهجة التهديد والحرب.

وقبل التاسع من يناير اتفقت الزعامات في البلدين على عودة المباحثات بين الجانبين المتوقفة منذ عام 2015، ليفضي ذلك عن اجتماعٍ رأس خلاله ري سيون كون الوفد الكوري الشمالي، وجو ميونج كيون الوفد الكوري الجنوبي، ليتمخض عن ذلك الاتفاق على أن تشارك كوريا الشمالية في دورة الألعاب الشتوية، التي جرت في مدينة بيونج تشانج الكورية الجنوبية في شهر فبراير اللاحق، وشارك البلدان تحت علمٍ واحدٍ "كوريا موحدة".

وأوفدت كوريا الشمالية في تلك الألعاب وفدًا من أعلى المستويات تقدمه الرئيس الفخري لكوريا الشمالية ورئيس البرلمان هناك ،كيم يونج نام، إضافةً إلى كيم يو جونج ،شقيقة زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون.

وباتت كيم يو جونج، أول عضو في الأسرة الكورية الشمالية الحاكمة تزور كوريا الجنوبية منذ توقف الحرب الكورية عام 1953، في حدثٍ وُصف بالتاريخي والفارق في تاريخ شبه الجزيرة الكورية.

وعلى أرض بان مون جوم، زرع الزعيمان الكوري الشمالي، كيم جونج أون، ونظيره الجنوبي، مون جيه إن، شجرة صنوبر عند خط الترسيم العسكري الحدودي بين البلدين، وذلك لتكون تلك الشجرة رمزًا للسلام والرخاء بين شطري شبه الجزيرة الكورية.

من هنا بدأ السلام بين الكوريتين، وقد خطى الزعيم الكوري الشمالي بقدميه أرض كوريا الجنوبية، بل لم يكتفِ بذلك بل طالب نظيره الجنوبي بأن تطأ قدماه أرض كوريا الشمالية، وهو ما فعله الرئيس الكوري الجنوبي، لتكون الحدود الفاصلة بين الكوريتين شاهدةً على أقدامٍ داست في ترابها من أجل صنع السلام.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة