كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

كرم جبر يكتب: دموع الهلباوي وخداعه!

كرم جبر

السبت، 28 أبريل 2018 - 10:13 م

 

لم أصدق كمال الهلباوي يوماً، وتأكدت شكوكي عندما فضحته دموعه وهو يبكي بمرارة، في أحد البرامج التليفزيونية، عندما لعبت قطر تمثيلية طرد الإخوان من أراضيها منذ عامين.. وعاد الهلباوي منذ أيام في ثياب الواعظين، يدعو لمصالحة مع الجماعة الإرهابية، وتشكيل مجلس حكماء يضم شخصيات دولية وعربية، لإنهاء الصراع بين الدولة والإخوان، علي حد تعبيره.

الهلباوي لم يذرف دمعة واحدة - مثل نهر دموعه علي ترحيل الإخوان - علي شهدائنا الأبرار الذين يضحون بأرواحهم، ويعاود الظهور الآن ليؤدي نفس الدور، الذي ابتلعته برامج التوك شو، فجعلته نجماً لامعاً، يروِّج لأفكار براقة محشوة بالسموم، فكنت تراه في اليوم ثلاث أو أربع مرات يتنقل من فضائية لفضائية.. وفجأة اختفي وعاد إلي موطنه الأصلي في لندن، مستكملاً دوره في التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية.

أولاً: الهلباوي يريد الصلح، وكأن الدولة خرجت من حرب مع دولة أخري هي الإخوان، وحان وقت إسكات المدافع واللجوء إلي غرف التفاوض.. هذا ما يريد الهلباوي ترسيخه في الأذهان بسذاجة.. أن يساوي بين الدولة وبين الجماعة الإرهابية، وكأنهما دولتان.

ثانياً: الهلباوي يتمادي في سذاجته، ويطالب بتدويل جرائم الإخوان، وتغليفها بصلح تشارك فيه شخصيات عربية ودولية، ليكونوا شهوداً علي معاهدة الصلح مع الإخوان، في وقت اعترفت فيه السعودية بأنهم سبب كل المصائب، التي حلت بالمنطقة العربية.

ثالثاً: الهلباوي أول من يعلم أن جماعته حكمت علي نفسها بالاختفاء الحتمي، إزاء جرائمها التي ارتكبتها في حق مصر والمصريين، ويبذل قصارى جهده لتجميل الصورة القبيحة والعودة إلي المسرح السياسي، ولو من »خرم إبرة»‬.

رابعاً: الهلباوي يعلم جيداً أن التنظيم الدولي للإخوان، الذي هو أحد أعمدته يتآمر ويحرض ويؤلب ويموِّل، وكوادرهم الإعلامية الهاربة في قطر والدوحة، استخدمت أقذر الأسلحة في الهجوم علي البلاد وتشويه صورتها.. ويعزّ عليه أن تتساقط أجنحة الإخوان العسكرية في سيناء، فيريد شغل الرأي العام في الدعوة إلي التصالح الخبيث.

لم أصدق يوماً الهلباوي، وكيف أصدقه وهو في عز انتشاره الإعلامي، بزعم أنه منشق عن الإخوان ويهاجمهم، استخدم عبارات خادعة، ظاهرها الهجوم علي الإخوان، وباطنها التأييد الشامل لهم، فلو رجعنا لحديث منشور له بعد 25 يناير يقول فيه »‬أسامة بن لادن رجل محترم وعظيم ومحب للجهاد» واعترف في نفس الحوار بأنه تربطه بأيمن الظواهري »‬أخوة ومودة»، وبينه وبين يوسف ندا »‬أخوة ومحبة».

لم تكن استقالته من الإخوان، التي استثمرها في الخداع والمداهنة، أكثر من تمثيلية تليفزيونية، بزعم أنه احتج علي ترشيح خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية، في أول انتخابات رئاسية بعد 25 يناير، فالإخوان أنفسهم قالوا إنها فرقعة إعلامية ولا قيمة لها، ثم عاد يقول أنه اعترض على «‬شخص المرشح» وليس «منهج الجماعة».

اعتاد الهلباوي في الأوقات الحرجة لجماعته، أن يصور تصريحات دخانية، تشتم منها رائحة تسد الأنوف وتعمي العيون، ويظن أنه «أذكي إخوانه»، لكن خانه ذكاؤه المحدود، من فرط الاستخدام.

في مستنقع الأكاذيب لا تسبح سوي الأسماك الميتة، وأصبحت مبادرات الصلح أسماكاً ميتة ورائحتها كريهة، وتنطلق من أشخاص اعتادوا القيام بأدوار ليست فوق مستوي الشبهات، ويزينوها بأكاذيب وأباطيل وحيل خادعة، ولكن يقظة الرأي العام تبطل دائماً مبادراتهم المفخخة، التي تنفجر فيهم.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة