الكاتب الصحفي كرم جبر
الكاتب الصحفي كرم جبر


كرم جبر يكتب: زوجة الرئيس الكورى !

كرم جبر

الإثنين، 30 أبريل 2018 - 12:07 ص

هذه الهستيريا التى تجتاح الولايات المتحدة الأمريكية وتروج لسياسات القوة والصدام وسباق التسلح وتهدد بحرب نووية.. أثارت انتباه كاتب ومحلل أمريكى مرموق هو «دانيل لازار»، وكتب يتساءل عن أسباب هذه الحمى الأمريكية التى يبدو أنها تستعصى على العلاج.. ويقول الكاتب انه حتى فى ذروة توترات الحرب الباردة.. كان قادة الغرب اكثر تعقلا وحكمة ويعرفون ضبط النفس فى الصراع مع دولة نووية منافسة لأنهم يدركون عواقب الدخول فى مواجهة يخسر فيها الجميع. وهذا هو ما أدى إلى حفظ السلام خلال أزمة طائرة التجسس الأمريكية يو-٢ التى أسقطتها قوات الدفاع الجوى السوفيتية واعتقلت طيارها عام ١٩٦٠ بينما كانت تصور منشآت عسكرية سوفيتية سرية.
كذلك كان القادة اكثر تقديرا للمسئولية فى معالجة أزمات أخري، مثل أزمة سور برلين وأزمة الصواريخ الكوبية.
وظل قدر من المسئولية هو السائد حتى بعد انتهاء الثنائية القطبية فى العالم، عقب تفكك الاتحاد السوفيتي، وحلول عالم القطب الواحد فى ١٩٨٩- ١٩٩٢.
كانت القاعدة التى تفرض نفسها هى تفادى حرب عالمية لن تكون لها نتيجة سوى الكارثة وربما فناء الكرة الارضية.
وعندما بحث الكاتب «دانيل لازار»، عن أساب الهستيريا الحالية علم أن السبب الأول هو قيام روسيا بضم القرم والتدخل فى شرقى  اوكرانيا. ويقول الكاتب ان هذا الضم جاء ردا على انقلاب من تدبير وتمويل واشنطن فى عام ٢٠١٤ بالاعتماد على القوى النازية الجديدة فى العاصمة كييف والاطاحة برئيس منتخب، مما تسبب فى انهيار الدولة الاوكرانية وهروب الاوكرانيين من أصل روسى شرق اوكرانيا وطلب الحماية من موسكو، كما ان القرم كانت فى الاصل جزءا من روسيا وقدمها الرئيس السوفيتى الاسبق خروشوف «هدية» إلى اوكرانيا التى ينتمي- هو نفسه- اليها. كذلك اجرى استفتاء فى القرم وافقت فيه الاغلبية الساحقة على الانضمام إلى الاتحاد الروسي. ووفقا لتصريحات فكتوريا نولاند- مساعدة وزير الخارجية الامريكى فى ذلك الوقت، فقد انفقت واشنطن خمسة مليارات دولار لاثارة تلك القلاقل المأساوية ثم القت اللوم على روسيا بشأن عواقب ما صنعته هى نفسها بأيديها.
وعلم الكاتب دانيل لازار أن السبب الثانى هو محاولة روسيا التأثير على نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية فى ٢٠١٦ وجاء تقرير لجنة شئون الاستخبارات فى مجلس النواب الامريكى حول نتائج التحقيق فى هذا الأمر فى ٢٤٣ صفحة بعد رفع السرية عنه، لكى يعلن انه لا يوجد أى دليل على أى تدخل روسي. كما لم يحدث أى تخابر أو تنسيق أو تآمر فيما يتعلق بحملة دونالد ترامب الانتخابية.
وحول التهمة الموجهة إلى روسيا بأنها تساند الحكومة السورية.. فان الاخيرة لم تكن هى التى دفعت بعشرات الالاف من الإرهابيين للدخول إلى أراضى سوريا وارتكاب المجازر، وإنما الذى فعل ذلك هو الولايات المتحدة وتركيا وقطر.
وكان تقرير لوكالة مخابرات الدفاع الامريكية فى اغسطس ٢٠١٢ قد اعترف بأن جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة، بمساندة كاملة من الدول الغربية وتركيا وبعض دول الخليج، يقودون الحرب ضد سوريا، وان هناك امكانية لتأسيس إمارة السلفية فى شرقى سوريا. ومعنى ذلك ان واشنطن واتباعها شنوا حربا على سوريا وهم يدركون سلفا ان نتيجة هذه الحرب هى قيام دولة فى شرقى سوريا يحكمها تنظيم القاعدة والإخوان. والآن يلومون سوريا لانها تدافع عن نفسها فى مواجهة الإرهابيين ويلومون روسيا لأنها قدمت يد المساعدة بناء على طلب دمشق، وهم غاضبون لان الضحية المعتدى عليها تجاسرت على الدفاع عن نفسها!
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة