الزعيم النازي أدلف هتلر
الزعيم النازي أدلف هتلر


حكاية كتاب حول «هتلر» من رسام إلى «قومي» أشعل الحرب العالمية

أحمد نزيه

الإثنين، 30 أبريل 2018 - 11:34 م

هناك في مدينة برونو بالنمسا في العشرين من أبريل عام 1989، رزق موظفٌ بالجمارك يُدعى ألويس هتلر بمولدٍ من زوجته كلارا، سماه "أدلف"، دون أن يعي أنه يسمي رجلٌ صُنف بأنه من أعظم مائة شخصية في التاريخ، رغم التسليم لمسألة استبداده وإجرامه في جميع أنحاء العالم.

ألويس كان قاسيًا على ولده أدلف فكان يوسعه ضربًا بين الحين والآخر، ويعامله بعنفٍ هو ووالدته، التي كانت زوجته الثالثة، وكان أدلف ابنه الرابع من أصل ستة حملوا اسمه، دون أن يدري أن أحدهم سيخلد اسم عائلته للأبد.

"عقدت  حينئذ العزم على ألا أبكي مرة أخرى عندما ينهال علي والدي بالسوط، وبعد ذلك بأيام سنحت لي الفرصة كي أضع إرادتي موضع الاختبار، أما والدتي فقد وقفت في رعب تحتمي وراء الباب، أما أنا فأخذت أحصي في صمت عدد الضربات التي كانت تنهال على مؤخرتي" يحكي أدلف هتلر عن طفولته القاسية التي عاشها في برونو، فقد جعلت من قاسي القلب، وهو ما بان عليه أثناء حكمه ألمانيا النازية.

صورة للمنزل الذي عاش به هتلر طفولته في مدينة برونون التقطت سنة 1984

التغير الجذري في حياة هتلر

وفي صباه، كان هتلر متفوقًا دراسيًا لكنه تعثر في الصف السادس، ورسب، واستمر في الرسوب، الذي أرجعه هتلر إلى تمرده على والده الذي كان يمني النفس أن يحذو ابنه حذوه، ويصبح موظفًا بالجمارك، إلا أن هتلر كان مولعًا بالرسم، فكان يتمنى أن يكون رسامًا، وقد وصف نفسه فيما بعد بالفنان الذي أساء من حوله فهمه.

ولكن التغير الجذري في حياة هتلر حدث بعد وفاة والده في مطلع عام 1903، حينما أطلع كتابٌ من كتب والده كان يتناول الحرب الفرنسية البرويسية، فتحول على إثر ذلك إلى الإيمان بالقومية الألمانية، كما يسرد هتلر في كتابه الشهير "كفاحي"، حيث كان دائمًا ما يتساءل عن الأسباب التي جعلت الألمان ذوي الأصول النمساوية يفشلون في الدفاع عن ألمانيا في هذه الحرب.

والحرب الفرنسية البروسية، هي حربٌ دامت لعامٍ بين يوليو عام 1870 ومايو 1971، وكانت عبارة عن صراعٍ مسلح نشب بين الإمبراطورية الفرنسية الثانية بقيادة نابليون الثالث، والولايات الألمانية للاتحاد الألماني الشمالي بقيادة مملكة بروسيا، وانتصرت فرنسا في تلك الحرب على بروسيا.

أحداث تلك الحرب لم يعشها هتلر، فلم يكن قد وُلد بعت، لكن هزيمة بروسيا، وما قرأه عن تلك الهزيمة جعلت منه شخصًا قوميًا متحيزًا لألمانيا، فكان حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني، المعروف بالحزب النازي، البوصلة التي من خلالها حكم ألمانيا 12 عامًا في الفترة ما بين عامي 1933 إلى 1945، وأشعل الحرب العالمية الثانية من أجل قومية ألمانيا وجعلها إمبراطورية عظيمة، كما كان يحلم هتلر، قبل أن يستيقظ من حلمه على وقع الخسارة المريرة.

وفي هذا اليوم 30 أبريل عام 1945 وُضع حدًا لمسيرة هتلر في هذه الحياة، فانتحر بعدما أيقن بالهزيمة في الحرب العالمية الثانية، وتبقى قصة الكتاب الذي لم يُعرف اسمه شاهدةً على تحول شاب من حياةٍ هادئةٍ لفنانٍ ورسامٍ إلى حياةٍ صاخبةٍ مليئةً بالتحديات والعواصف كالتي عاشها هتلر، فقد ضل طريقه في الفن، ليسير بعدها في طريق الحرب التي كتبت نهايته.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة