أدلف هتلر وكيم جونج أون
أدلف هتلر وكيم جونج أون


في يوم «عيد العمال»

أحزاب العمال حول العالم .. من زعامة «هتلر» إلى «كيم جونج أون»

أحمد نزيه

الثلاثاء، 01 مايو 2018 - 11:21 م

 

في الأول من مايو كل عامٍ يحتفل العالم أجمع بعيد العمال، تقديرًا لدورهم في نهضة الشعوب، ويسمو ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بمكانة العمال، ويضع قيودًا صارمةً ضد استغلالهم أو إعمالهم بالسخرة، وعلى الجانب السياسي ينتشر حزب العمال في أنحاء متفرقة بالعالم.

ودائمًا ما تتخذ أحزاب العمال في جميع أنحاء العالم من الاشتراكية نبراسًا لها، ومن مباديء اليسارية نهجًا تسير على إثرها، وتهدف إلى محاربة الرأسمالية والإمبريالية، التي يعتبرونها جشعًا يلتهم العالم، وفي هذا التقرير سنتناول أبرز أحزاب العمال في العالم بأجمع.

حزب العمال النازي

نبدأ مع الزعيم النازي، أدلف هتلر، الذي أسس حزب العمال القومي الاشتراكي الألماني، المعروف باسم الحزب النازي، عام 1920، وتمكن بزعامته لهذا الحزب أن يصل للحكم عام 1933، واستمر في الحكم حتى انتحر في الثلاثين من أبريل عام 1945 بعد هزيمة جيوشه في الحرب العالمية الثانية.

الحزب انتمى لفكر اليمين المتطرف، وأصبغ الصبغة القومية والطابع الاشتراكي على برنامج الحزب، وقد نادى في أهدافه بملكية الدولة الكاملة للأراضي، وتأميم كافة البنوك، وفي خلال فترة حكم هتلر كان الحزب ينشئ ما يسمى المملكة الثالثة ودولة الزعيم النازي، وكان البلاد تعيش أوضاعًا استبدادية خلال تلك الفترة، ليترك الحزب نموذجًا سيئًا لحزب حمل اسم العمال.

ومنذ عام 1945 انتهى وجود حزب العمال في ألمانيا، إلى غاية يومنا هذا، بل يُحرم أصحاب الأفكار النازية المتطرفة من العمل السياسي وتأسيس الأحزاب، بيد أن حزبًا يتبنى أفكارًا مقاربة لأفكار الحزب النازي تمكن من مزاحمة المشهد السياسي في الانتخابات المنصرمة التي جرت في 24 سبتمبر العام الماضي، وهو حزب البديل من أجل ألمانيا، والذي حل ثالثًا في انتخابات البندوستاج، كاسرًا بذلك خمسين عامًا من عزلة اليمين المتطرف عن المشهد السياسي في ألمانيا.

حزب العمال الكوري

ومن الحزب النازي إلى حزب العمال الكوري الشمالي، الذي أسسه الرئيس الأول لكوريا الشمالية كيم يل سونج (جد الزعيم الحالي للبلاد كيم جونج أون) سنة 1946، متبنيًا أفكارًا شيوعية، لا تزال قائمة في كوريا الشمالية إلى الآن.

وينطلق الحزب من أيدلوجية سياسية تُسمى "جوتشيه"، وهي العقيدة الرسمية لكوريا الشمالية، وتنطلق من مبدأ رئيسي فيها هو أن الإنسان هو سيد كل شيء ومقرر كل شيء، وأن جماهير الشعب هم سادة الثورة.

ولخص يل سونج المبادئ الأساسية لجوتشيه في ثلاثة مبادئ، خلال خطابه العام 1965 ، حيث قال "من أجل البناء الاشتراكي والثورة الكورية الجنوبية في الجمهورية الشعبية الديمقراطية الكورية، المبادئ الثلاثة هي، استقلال في السياسة (شاجو)، واكتفاء ذاتي في الاقتصاد (شارب)، ودفاع ذاتي في الدفاع الوطني (شاوي).

ولم يكن الحزب يعرف أمينًا عامًا إلى عام 1997، حيث أدار يل سونج الحزب طيلة حكمه حتى وفاته عام 1994، وتولى من بعده ابنه، كيم جونج يل، والذي ظل في منصبه حتى وفاته عام 2011، ليتولى من بعدها الزعيم الحالي لكوريا الشمالية، كيم جونج أون، زمام الأمور إلى يومنا هذا.

حزب العمال البريطاني

وفي بريطانيا، يعتبر حزب العمال هناك هو الأعرق من بين أحزاب العمال من جميع أنحاء العالم، فهو يرجه تاريخه إلى عام 1900، حينما تأسس من خلال لجنة تمثيل العمال في البرلمان البريطاني، لكنه وجد جذوره في تنظيمات عمالية خارج إطار البرلمان.

ومن أبرز الجماعات التي شكلت بنية حزب العمال، حركة نقابات العمال, ومجموعة الجمعيات الاشتراكية وحزب العمال المستقل، والاتحاد الماركسي الاشتراكي الديمقراطي، وينتمي الحزب إلى تيار يسار الوسط.

وفي عام 1924، أصبح الحزب ثاني أكبر أحزاب بريطانيا، وقد تولى الحكم خلال الفترة ما بين عامي 1929 و1931، بدعمٍ من حزب الأحرار.

الوضع كما هو عليه الآن، فالحزب هو أكبر أحزاب المعارضة البريطانية، وهو يمثل ثاني أكبر أحزاب بريطانيا بعد حزب المحافظين الديمقراطي الحاكم، والذي تتزعمه رئيسة الوزراء تيريزا ماي.

جيمي كوربين هو رئيس الحزب الحالي، وهو من أشد المعارضين لسياسات رئيسة الوزراء تيريزا ماي، ودائمًا ما يتبنى مواقف يعتبرها الساسة في البريطانية تحمل تقربًا من روسيا.

حزب العمال الكردستاني

وخلافًا للنهج المتبع لأحزاب العمال من جميع أنحاء العالم، فإن حزب العمال الكردستاني، الذي تأسس جنوب شرق تركيا عام 1978، ذو طابعٍ خاصٍ.

عبد الله أوجلان هو مؤسس هذا الحزب، والأب الروحي له، وقد أسسه وهو طالبٌ جامعيٌ رفقة أقرانه، بهدف المطالبة بالانفصال عن تركيا وإنشاء دولة كردستان الكبرى.

ومنذ عام 1984 يشن الحزب حربًا على القوات التركية، ويقود عبر ميليشياته المسلحة تمردًا عسكريًا جنوب شرق تركيا، وتصنفه أنقره على أنه منظمة إرهابية، وكذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

حزب العمال في البرازيل

نختم من البرازيل، فحزب العمال هناك أسسه الرئيس البرازيلي الأسبق، لويس إيناسيو دا سيلفا، إلى جانب عادة من الساسة والمثقفين اليساريين، وذلك عام 1980.

وبعد 22 عامًا من النضال العمالي ضد الإمبريالية والرأسمالية، ومن أجل إعلاء مبادئ الاشتراكية، تمكن لولا دا سيلفا من الفوز بالانتخابات الرئاسية عام 2002، بعد ثلاث محاولات سابقة فاشلة.

واستمر لولا دا سيلفا في الحكم عشر سنوات قبل أن يترك الحكم طبقًا لأحكام الدستور البرازيلي التي تمنع البقاء في الحكم لأكثر من ولايتين متتاليتين، وخلفت أحد أعضاء حزب العمال سيلفا في منصبه، وهي ديلما روسيف، ولكن فضائح الفساد ضربتها فأجبرتها على التخلي عن منصبها عام 2015، ليخلفها ميشال تامر.

13 سنة مكث خلالها حزب العمال في السلطة، لكنه يبحث عن العودة مجددًا، ولكنه يواجه صعوبةً تتمكن في حبس زعيمه لولا دا سيلفا، والتي ستحول دون ترشحه مجددًا لرئاسة البرازيل في الانتخابات التي ستُجرى في هذا العام، في حين يصر الحزب على أن يكون الرئيس الأسبق مرشحه في هذه الانتخابات.

 

 

 

.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة