صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


البراءة فـي خطـــر| مدرسون.. فى قفص الاتهام !

دعاء سامي- محمد العراقي- أحمد عبيدو

الخميس، 03 مايو 2018 - 12:08 ص


- دراسة: 50 % من العنف داخل الفصول.. والمرحلة الابتدائية الأكثر تضرراً
- طلاب : المدرسون يتعاملون بعنف شديد.. ومروان : كرهت المدرسة بسبب مدرس
- مدرسون : نحن بشر نخطئ ونصيب.. ونتعامل مع جيل قدوته «عبده موتة»

حال معظم المدارس فى مصر الآن جروح وإصابات بالكسر.. اعتداءات بدنيه.. إهانات نابية وألفاظ غريبة، ..المعلمون تحولوا من الرمز والقدوة للطلاب الى اداة بطش وقهر، واصبحت «السبوبة» هى الشعار الرسمى بين الطالب والمعلم من خلال الدروس الخصوصية.. ظاهرة جديدة تهدد العلاقة بين ركنى العملية التعليمية..وفق القوانين فانه يمنع الاعتداء اللفظى والمعنوى على الطلاب وهناك اطر تحدد العلاقة بين المعلم والطالب وأساليب تربويه للتقويم، إلا انه خلال الفترة الماضية شهدت الكثير من المدارس حالات كثيرة من العنف ضد الطلاب من قبل مدرسين فى شتى المحافظات بعضها وصل لمحاضر مسجلين ضد المعلمين.. أسئلة كثيرة طرحتها كثرة هذه الاعتداءات أبرزها هل فقد المعلم أسلحته التربوية فى العقاب ليكون العنف بالنسبة إليه الحل؟!.


«الأخبار» ناقشت الخبراء لتحليل هذه الظاهرة وإيجاد حلول لها، وقامت بجولة على المدارس ورصدت أراء الطلاب وابرز المضايقات التى تعرضوا لها، واستعرضت آراء المعلمين الذين أكدوا أنهم ضحايا وان حالات العنف ضد الطلاب قليله مقارنه بالتعديات والإهانات التى يمر بها المدرسون من قبل أولياء الأمور والطلاب ذاتهم وذلك بسبب غياب القدوة والانهيار الأخلاقى.


«الألفاظ النابية»


«أنا كرهت ماده الرياضة بسبب المدرس» هكذا بدأ مروان محمد، طالب بالمرحلة الإعدادية، حديثه بنبره مليئة بالحزن والغضب.. ويوضح أن سبب كرهه لهذه المادة انه فى احدى المرات عندما طلب من المدرس أن يعيد شرح إحدى المسائل وبخه وعنفه بألفاظ نابية مما جعله يشعر بالخوف بان يقوم بالسؤال فى حال عدم فهمه مرة أخرى. 


 ويضيف مروان أن الأمر لم يعد يقتصر على استخدام المعلمين للألفاظ النابية فقط بل انه فى كثير من الأحيان يقوم المعلمون بالضرب على الوجه مما يؤدى لإصابة الطلاب بحاله من الخوف الشديد ولجوء الكثير منهم للهروب من المدرسة. 


ويقول احمد حسين، طالب بالصف الأول الإعدادي، إن كثيرا من المدرسين يتعاملون بعنف شديد مع الطلاب دون مراعاة لحالتهم النفسية مما أدى إلى كره الطلاب للمدرسة. 


وأكدت دراسة أعدها المجلس القومى للأمومة والطفولة أن 50 % من حالات العنف التى يتعرض لها الأطفال تكون داخل المدارس وانه خلال الـ 4 أشهر الأولى من الفصل الدراسى الأول لعام 2015 تعرض 60 طفلا بالمدارس المصرية لانتهاكات وعنف بينما شهد عام 2013 تعرض 136 طفلا لحالات عنف. 


وأوضحت الدراسة أن 67 بالمائة من حالات العنف المدرسى كانت من نصيب طلاب المرحلة الابتدائية يليها المرحلة الإعدادية التى احتلت نسبة 23 % من حالات العنف بينما كان الحال أفضل فى المرحلة الثانوية التى سجلت نسبة 7% فقط،وكانت مرحلة الرياض الأطفال الأفضل حظا حيث سجلت نسبة لا تتعدى الـ 3 % من حالات العنف.


جناة أم مجنى عليهم؟


يؤكد محمد زكى، مدرس لغة عربية، أن الاتهامات التى تلاحق المعلمين جميعها كاذبة وان المدرسين هم المجنى عليهم والدليل على ذلك الاعتداءات التى يشهدها المعلمون فى شتى المحافظات وآخرها نشر احد المواقع الشهيرة عن تعدى طالب بسوهاج على مدرسه وقيامه بتمزيق ملابسه، مضيفا اننا بشر قد نخطئ ونصيب .


«يا فندم إحنا مظلومين ماديا ومعنويا قبل ما تتهمونا بالعنف شوفوا إحنا بنشتغل ازاى احنا بنتعامل مع جيل قدوته عبده موته ومطلوب مننا اننا نكون على أعلى أخلاق ونحقق نتايج ايجابية» هكذا بدأ عادل محمد، مدرس رياضيات، حديثه بنبره حانقة.. ويضيف ان المعلم ليس إنسانا خارقا إنما هو بشر يتأثر بالاستفزازات ولا يطلب منه ان يتعرض لاستفزاز دائم من طالب غاب عنه القدوة ويتعرض منه للاهانة المستمرة وحتى عندما يقوم باستدعاء ولى أمره لا يكون عونا له لتقويمه فيقف مكتوف الأيدى فى النهاية وألا يحترم ما بقى من كرامته كونه معلما.


الانهيار الأخلاقى


يؤكد كمال مغيث، باحث بالمركز القومى للبحوث التربوية، أن عدم وجود معايير للجودة والإتقان بالإضافة إلى اكتظاظ الفصول بالطلاب ناهيك عن ان المعلمين تشعر أن مهنتهم أصبحت بلا قيمه والدليل على ذلك ضعف مرتباتهم ومعاناتهم الحياتية المستمرة كل هذه عوامل كفيله بان يكون العنف هو السمة الرئيسية للعملية التعليمية بين شقيها الطالب والمعلم.


ويرى الباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية أن الحل يكون بضبط العملية التعليمية أولا بالإضافة إلى إعادة ثقة المعلم بنفسه وتدريبه وفق احدث النظم التربوية وأيضا أن يُشعر المعلم الطلاب بالحب والثقة والاهم من هذا كله هو أن نهتم بإعادة النشاط المدرسى للمدرسة حتى نتمكن من صناعه جيل صحى ثقافيا وبيئيا.


 يوضح د.محمد السكران، أستاذ التربية بجامعه الفيوم، أن العنف فى المدارس هو انعكاس طبيعى للعنف المجتمعى الذى بات يسود العديد من المؤسسات والهيئات وليس العملية التعليمية فقط.


وتؤكد د.سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعه عين شمس، أن الاعتقاد بان الضرب أو العنف قد يكون عاملا مساعدا لتقويم الطلاب خطأ جسيم لأنه فى الحقيقة يتسبب فى كره الطالب للمدرسة بالإضافة إلى تغير سلوكياته إلى العدوانية ويدخله لمرحلة العناد والتحدى ناهيك عن انه قد يجعله كثير الهروب من المدرسة بل ويجعله يكذب لينجو من العقاب. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة