محررة الأخبار داخل خط نجدة الطفل - تصوير سامح مسلم
محررة الأخبار داخل خط نجدة الطفل - تصوير سامح مسلم


60 دقيقة داخل غرفة تلقى البلاغات

«خط نجدة الطفل».. الإنقاذ من العنف بمكالمة

دعاء سامي

الخميس، 03 مايو 2018 - 12:11 ص

- نجدة الطفل.. ألو؟
- من فضلك عايزة ابلغ عن سيدة خاطفة طفل وتتسول به فى الشارع
- اسم حضرتك ؟
-......................
- رقم تليفونك؟
-.. ...................
- المكان اللى شوفتى فيه السيدة بالتفصيل؟
-...................... 
- بلاغ حضرتك مسجل لدينا برقم............ وسنحيل البلاغ لوزارة الداخلية وإحدى الجمعيات الاهلية المتعاونة معنا بالمنطقة .
- شكرا.
مكالمة تليفونية اجريناها بالاتصال برقم 16000 الخاص بخط نجدة الطفل، ووجدنا سرعة فى الرد على الهاتف، واستجابة سريعة تجاه المعلومات التى ذكرناها لهم، وهو ما جعلنا نذهب الى المكان الذى يتم تلقى الاتصالات والبلاغات به، لكى نلتقى بالعاملين بالخط ومعرفة الدور الذى يقوم به فى حماية الاطفال والتعامل مع مشكلاتهم المختلفة.


توجهنا الى المجلس القومى للطفولة والامومة بكورنيش النيل بحى المعادى، حيث يوجد خط نجدة الطفل بالدور الثالث من المبنى الخاص بالمجلس وطلبنا مقابلة المدير المسئول عن الخط وهو د. محمد نظمى الذى رحب بلقائنا واستمر لقاؤه معنا ما يزيد على الـ60 دقيقة على الرغم من انشغاله بورش العمل واعمال التدريب المتتابعة الا انه افسح لنا جزءا من وقته لإجراء المقابلة..  ففى بداية حديثه معنا اشار د.محمد نظمى الى ان فكرة عمل خط نجدة الطفل جاءت بعد زيادة انتشار ظاهرة اطفال الشوارع والتى سينتج عنها فى المستقبل القريب وجود اسر كاملة مشردة بالعشرات بل بالمئات، وهو ما تطلب التحرك سريعا للحد من الظاهرة وانقاذ الاطفال من التشرد . وتم التعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى بعد اطلاقها لمبادرة حماية أطفال بلا مأوى وتم تدشين خط ساخن مجانى برقم 16000 من اجل تلقى الشكاوى والبلاغات الخاصة بالاطفال على مستوى جميع محافظات الجمهورية بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والوزارات ومنظمات المجتمع المدنى وعدد من الجمعيات الاهلية.


واشار الى ان الخط يقوم باستقبال ما يزيد على 250 مكالمة يومية، منها معاكسات او اتصالات خاطئة نتيجة تداخل الخطوط ومنها بلاغات فعلية  تتراوح بين 30 و40 بلاغا يوميا منها بلاغات عن عنف اسرى، تحرش، عمالة أطفال، التعرض للعنف من احد المدرسين او الاقارب، او طلب مساعدات مادية اواستشارات نفسية، كما ورد الينا بعض البلاغات عن سرقة اطفال لزملائهم فى المدرسة اولاقاربهم او لاحد افراد اسرتهم، ويتم التعامل مع هذه البلاغات بسرية تامة حفاظا على حقوق الطفل.


وتوجهنا الى غرفة تلقى البلاغات، حيث يوجد عددا كبيرا من اجهزة الكمبيوتر والعاملون يجلسون امام الشاشات لتلقى الإتصالات والبلاغات، الهواتف لا تنقطع عن الرنين، اصوات رنين الهواتف تعلو فوق  اصوات المتلقين للبلاغات، ولكن سرعتهم فى الاداء تجعلهم يتلقون عدد كبير من المكالمات ويتمنكنون من التعامل مع البلاغات بشكل احترافى.


والتقينا بالمهندس على رمضان السيد مدير غرفة النجدة الذى قال انه منذ إنشاء الخط فى يونيو2005 وحتى الان قد تم تلقى أكثر من 130 الف بلاغ، ومعدل الاتصال اليومى يتراوح بين 500 لـ 600 مكالمة، وهنا يأتى الاختلاف بين المكالمة والبلاغ فالبلاغ يتبعه فتح ملف على سيستم العمل الخاص بالخط لتسجيل بيانات البلاغ الخاصة بالطفل، لكن المكالمة العادية قد تكون استعلاما عن بلاغ قديم اوإتصالا خاطئا، واشار الى ان مهمة متلقى البلاغات هى التحقق من شخصية المبلغ عن طريق الاسئلة الكثيرة عن قرابته بالطفل اومدى تتضرره من الواقعة، وبالتحقق من الواقعة وتكرار مثل هذه البلاغات قد نتأكد بان هناك عدداً كبيراً من البلاغات قد يكون كيديا تجاه اشخاص بعينهم، وبذلك يتم التأكد من جدية البلاغ بارسال مندوبين واخصائيين للتحقق من صحة الواقعة، واذا تأكدنا من صحته يتم التعامل مع مرتكب الواقعة سواء عنف او إغتصاب بتحرير محضر ضده من جانب المبلغ، وبمساعدة وزارة الداخلية والجهات الامنية المختصة يتم التعاملم معه بشكل قانونى.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة