الكاتب الصحفي خالد ميري
الكاتب الصحفي خالد ميري


خالد ميري يكتب: رسائل من مصر

خالد ميري

الخميس، 03 مايو 2018 - 11:40 م

كلمات الرئيس ووعى الشعب حائط الصد فى وجه أعداء الحياة
«العودة إلى الجذور» رسالة سلام وتعايش فى مواجهة أكذوبة صدام الحضارات


عام 1805 كانت مصر على موعد مع القدر.. وقتها وصل محمد على إلى الحكم ليبدأ بناء الدولة الحديثة والجيش الحديث، قبل هذا التاريخ عانت مصر كما لم تعان طوال 6 آلاف سنة.. عاشت كابوس الاحتلال العثمانى الذى استمر 5 قرون وأخرجها من قيادة الدنيا ليدخلها عصر الظلمات، ومنه خرجت إلى عبث صغار المماليك فالاحتلال الفرنسى.
وجاء محمد على لتعود مصر قوية عزيزة ويتم بناء الدولة الحديثة بأياد مصرية، لكن مصر القوية الحديثة كانت تسبح ضد أطماع القوى العظمى، وكانت بداية إضعافها بتحطيم الأسطول المصرى ثم حصارها داخل حدودها، وقبل أن يكتمل عام 1882 كان الجيش الإنجليزى يُكمل المخطط ويحتل مصر ليكتب نهاية الدولة القوية وتحتل أوروبا كامل المنطقة.
عام 2011 بدأت ثورات ما سُمى بالربيع العربي، لكنه كان الخريف برياحه وأعاصيره التى استهدفت الدول الوطنية وكانت مصر فى قلب المخطط، ووصل إخوان الإرهاب إلى الحكم..  وجاء الموعد مع رجل الأقدار الرئيس عبدالفتاح السيسى وجيش مصر العظيم، انحاز الزعيم والجيش للشعب فى ثورة 30 يونيو لتخرج مصر مرفوعة الرأس عزيزة رغم المؤامرة الكبرى خارجيا والخونة والإرهابيين فى الداخل، ومع وصول الرئيس السيسى للحكم فى يونيو 2014 انطلق بناء الدولة الحديثة والجيش القوى، وفى 4 سنوات تحقق ما كان يحتاج لسنوات طويلة.. بناء وتعمير بطول مصر وعرضها، وأصبح الجيش المصرى القوة الثانية عشرة عالميا.
مر التاريخ بخاطرى داخل قاعة الاحتفال بالعودة إلى الجذور بحضور الرئيس السيسى والرئيس اليونانى بافلوبولوس والرئيس القبرصى أناستاسيادس، تذكرته والرئيس اليونانى يؤكد أن الرئيس السيسى عندما انحاز للشعب فى ثورة يونيو ثم واجه الإرهاب بكل قوة بعدها.. لم ينقذ مصر وحدها لكنه أنقذ المنطقة بأكملها بل والعالم، كلامه أكد ما يردده زعيم مصر دوما: نحن نحارب الإرهاب وحدنا ونيابة عن العالم بأكمله، نحارب أخطر تنظيم سرى عرفه العالم فى المائة عام الأخيرة، ومن تحت جناحيه خرجت كل تنظيمات الإرهاب وصولا إلى القاعدة وداعش، نحارب إرهاباً تحميه دول كبرى وتمده بالمعلومات، وتساعده دول مجنونة تدعى أنها شقيقة وتمده بالمال والغطاء الإعلامى.
تذكرت التاريخ بعد أن تحدث أكثر من مؤرخ فى الأيام الماضية عن أوجه الشبه الكثيرة والكبيرة بين محمد على والسيسى، كلاهما نذر حياته لبناء دولة قوية حديثة فهذه هى المكانة التى تستحقها مصر.
ولأن مصر تتعلم من دروس التاريخ، فقد استعادت مكانتها فى العالم والمنطقة عندما وصل لحكمها الزعيم الذى يعرف قدرها، عندما اختار شعبها بإرادة حرة وباكتساح هذا الزعيم.. هذا الإقبال الكبير على انتخابات الرئاسة والإرادة الشعبية الكاسحة لإعادة انتخاب السيسى تؤكد أن الشعب يعرف دروس التاريخ، ورئيس مصر لا ينسى التاريخ فهو بوابة المستقبل، يعرف أن أعداء الداخل والخارج لا يريدون مصر القوية الحديثة ويتحينون الفرصة لإجهاض تجربتها كما حدث مع محمد على، ولهذا لم يكن غريباً أن يكرر الرئيس فى يومين متتاليين خلال الاحتفال بعيد تحرير سيناء فى الندوة التثقيفية للقوات المسلحة وخلال الاحتفال بعيد العمال، أن التحدى الحقيقى أمامنا هو الحفاظ على الدولة وتماسكها، الحفاظ على وحدة شعبها وقوة وتماسك أولادها.
لقد تألقت مصر الحديثة القوية فى احتفال العودة إلى الجذور.. هى أول دولة فى العالم تحتفل بالجاليات وبإسهامهم فى بناء مصر وتقدمها، وكانت الابتسامة التى لم تغب عن وجهى رئيسى قبرص واليونان وأفراد الجاليات من البلدين تأكيدا لهذه الحقيقة الخالدة، مصر صانعة الحضارة وحاضنتها.. مصر صانعة الثقافة ورائدتها، مصر صانعة السلام وتعايش الحضارات وتعاون الشعوب، جدران المعابد بطول مصر وعرضها تحكى عن التعايش مع كل الثقافات والحضارات فى العالم، عن التعاون الاقتصادى والتجارى للبناء والتعمير، كما تحكى عن جيش وطنى قوى لم يخرج من حدوده إلا للدفاع عن الأرض والعرض، لم يكن يوما غازيا ولن يكون.. مصر حاضنة الأديان والتعايش كانت وستظل أرضا للسلام.
هذه كانت رسالة الرئيس السيسى للعالم فى الاحتفال بالعودة إلى الجذور.. وهو يؤكد أن علاقات مصر وقبرص واليونان تمثل قيم المحبة والإخاء والتعايش السلمى بين الحضارات، وأنها أصبحت نموذجا على العالم أن يحتذى به.
وسط منطقة مازالت تعانى ويلات الإرهاب والتدخلات والمؤامرات الخارجية من اليمن إلى ليبيا وسوريا ولبنان والعراق، جاء الاحتفال بالعودة إلى الجذور ليؤكد أن حل مشاكل المنطقة والعالم لا يجب ولن يكون إلا سلميا وبالحلول السياسية، بالبحث عن القيم المشتركة وإحياء روح التعاون والتعايش، كما جاء الاحتفال ليؤكد أن مصر بلد الأمن والأمان ترحب بكل زائر وسائح، وما أكده قادة قبرص واليونان وأفراد الجاليات رسالة للعالم أجمع، نعم أكدوا أن شوارع المحروسة هى الأكثر أمانا فى العالم وليس المنطقة وحدها، قهرت مصر الإرهاب الجبان وتستكمل دفنه تحت رمال سيناء الحارقة فى العملية الشاملة سيناء 2018، ومن جديد تأكدت الحقيقة الراسخة أن مصر بلد الأمن والأمان والسلام، ترحب بكل زائر من كل بقاع المعمورة.. تفتح له أبوابها وفى حضارتها يذوب ويتعلم، وبشمسها وبحرها ونيلها يعيش ويستمتع، شعبها مضياف وأرضها مرحبة، ولم يكن غريبا عندما أكد الرئيس اناستاسيادس أنه اقترب أن يصبح مصريا أو من أبناء الجالية القبرصية بمصر، نعم مصر الكبيرة لا تعرف إلا التعايش والتسامح والتعاون، لا تعرف التآمر ولا تتحدث فى الخفاء بغير ما تقوله فى العلن.
كما جاء الاحتفال ليؤكد ما قاله الرئيس بافلوبولوس ان الدول الثلاث تعتمد القوى الناعمة للتفاعل والتعاون، من الإسكندرية أعلن رسالة الدول الثلاث: لا وجود لصدام الحضارات، والحقيقة أن هناك نقصا فى فهم الحضارات واستيعاب دروس التاريخ والجغرافيا، العالم فى حاجة لحوار الحضارات وتعاونها وليس الصدام غير المبرر بينها، والإسكندرية المدينة التى بناها الإسكندر الأكبر عام 332 ق.م ترسخ هذه الحقيقة فهى مدينة مصرية لكنها حاضنة لكل ثقافات وحضارات العالم ورمز للحاضر والمستقبل.
نجحت احتفالية العودة إلى الجذور، وتخطت رسالتها حدود مصر وقبرص واليونان لتصل للعالم أجمع، علها تجد قلوبا واعية وآذانا مُصغية.. نجحت لأن قرارات رئيسى مصر وقبرص ورئيس وزراء اليونان فى القمة التى جمعتهم بقبرص قبل 5 شهور وجدت معاونين أكفاء استطاعوا ترجمة القرار إلى واقع، وفى مقدمتهم وزيرة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج السفيرة نبيلة مكرم، التى كان جهدها ملموسا ومحل إشادة من الجميع، وكان نجاحها تأكيدا جديدا على نجاح المرأة المصرية فى كل مكان تولته بداية من كرسى الوزارة، وهو ما يلقى مسئولية مضاعفة على الرجال، فنجاح المرأة فى كل موقع تحد جديد أمامهم خاصة مع الحديث عن زيادة مقاعد المرأة فى الوزارة الجديدة.
رسالة العودة إلى الجذور خرجت من مصر ووصلت إلى كل دول العالم، رسالة محبة وسلام وتعايش وتعاون فى كل المجالات، هذه هى رسالة مصر الحديثة القوية وزعيمها عبدالفتاح السيسى، مصر التى كانت وستظل على قلب رجل واحد خلف الزعيم.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة