صور وفيديو| صناعة الأثاث.. أسعار «الأبلكاش» تهدد النجارة بدمياط
صور وفيديو| صناعة الأثاث.. أسعار «الأبلكاش» تهدد النجارة بدمياط


صور وفيديو| صناعة الأثاث.. أسعار «الأبلكاش» تهدد النجارة بدمياط

وائل الغزاوي- محمود كساب

الجمعة، 04 مايو 2018 - 12:10 م

تصاعد غضب أصحاب «الورش النجارية الصغيرة» في دمياط بعد ارتفاع سعر متر «الأبلكاش» والمواد الخام، التي تقوم على أساسها صناعة الأثاث، خاصة بعد أن أصبح مصير الكثير منهم إلى السجون بسبب الديون، والبعض ترك محل إقامته، وآخرين غيروا نشاط عملهم سعيًا وراء «لقمة العيش».

 

تجولت «بوابة أخبار اليوم» في منطقة «عزبة النجارين» بدمياط التي تحتوي على أكثر من 2000 ورشة نجارة، وخلال الجولة تم رصد إغلاق الكثير من الورش، وسقوط اللافتات الخاصة بمعظمها على الأرض تغطيها الأتربة وبيوت العنكبوت، وخيّم الصمت على المنطقة التي كانت تعج بالصخب، كما كانت عزبة النجارين قبل ارتفاع الأسعار مكانًا يصعب على أي شخص المرور خلاله أثناء فترة العمل.

 

«الحياة نار بسبب الدولار»

كانت عزبة النجارين بدمياط قبل الأزمة الاقتصادية الأخيرة- وفق ما أكده أحد أصحاب الورش بالمنطقة- مكانًا حيويًا يكثر به النشاط والعمل، دون راحة، لسد احتياجات المحلات الكبرى في أقرب وقت ممكن، وفي الصباح الباكر يقوم صاحب كل ورشة بممارسة عمله، وإذا كان صاحب الورشة لديه أطفال يطالبهم بمساعدته في الورشة، وكان أيضًا كل صاحب ورشة صغيرة يستعين بما لا يقل عن 15 عاملاً لتسليم الطلبات في التوقيت المحدد، وهذا ما أكده الطفل محمد (7 سنوات) لـ«بوابة أخبار اليوم»، إذ قال إنه عندما يعود من المدرسة يوميًا يتوجه فورًا لورشة والده ليساعده في العمل.

 

الآن أصبح مصير أصحاب الورش الصغيرة بمنطقة «عزبة النجارين» السجن أو ترك الورش والذهاب للعمل في أراضي الفلاحين باليومية، أو الهروب من المنطقة بسبب كثرة ديونه لتجار الأخشاب، حيث كان يسير العمل على النحو التالي- وفق ما سرده صاحب إحدى الورش بالمنطقة- أن كل صاحب ورشة صغيرة كان يشتري الأخشاب بالآجل، وتحرير وصولات أمانة للتاجر، وبعد أن يقوم بتشكيل الأخشاب وتصنيعها وبيعها يسدد له ثمن البضاعة، وحاليًا وبعد ارتفاع سعر لوح «الأبلكاش» من 95 إلى 115 جنيهًا لم يستطيع صحاب الورشة الصغيرة تسديد ديونه، لأن المنتجات التي قام بتصنيعها تباع بثمن أقل من سعر شراء الأخشاب، وذلك إذا وجد لها زبون يشتريها ويطلبها، على حد تعبيره.

 

تاجر أخشاب بدمياط: نخشى البيع للورش الصغيرة

يقول ربيع عبد الحي أحد أكبر تجار الأخشاب بدمياط، إن ارتفاع أسعار الأخشاب أثر سلبًا على حركة العمل بدمياط بأكملها، إذ أصبح سعر متر الخشب 9 آلاف جنيه بعد أن كان سعره 2200 عام 2016، مضيفًا أن جميع أصحاب مغالق الأخشاب يرفضون بيع الأخشاب لأصحاب الورش الصغيرة، خوفًا من عدم استطاعتهم تسديد ثمنها كاملاً، خاصة وأن عملية البيع تتم عن طريق التقسيط.

 

وأضاف عبد الحي، أن مصدري المنتجات الخشبية لم يمارسوا نشاطهم حاليًا، وبالتالي يؤثر ذلك على نسبة كبيرة من الربح الداخل للبلاد، حيث كان المستوردين يقومون باستيراد الأخشاب من الخارج، وبعد ذلك يتم شغلها وإنتاج الموبليات وتصديرها للخارج بأسعار مربحة، والآن يرفض المستوردون استيراد الأخشاب من الخارج بالسعر الجديد، بل يطالبونه بأسعار عام 2016 أو 2017، ورغبتهم لم تتحقق بسبب ارتفاع سعر الدولار، حسب قوله.

 

وناشد الحكومة بإلقاء نظرة على أصحاب الورش الصغيرة بدمياط، ومعرفة سبب غلاء سعر لوح «الأبلكاش»، مضيفًا أن الغرفة التي كانت تكلف 20 ألف جنيه قبل تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار، الآن تكلف 40 ألفًا، ولا نجد لها زبائن.

 

أهمية «الأبلكاش»

يوضح أحد أكبر تجار الأخشاب بدمياط، أن «الأبلكاش» من أهم أنواع الأخشاب، لأنه يدخل في صناعة جميع الأثاث وجميع الغرف، وتغليف المنتجات الخشبية، مضيفًا أنه بدون «الأبلكاش» تتدهور وتموت صناعة الموبيليات.

 

واستغاث صغار النجارين في دمياط بـ«بوابة أخبار اليوم»، كما وضحوا وضعهم الحالي، وأجمعوا على أن تدهور وضعهم المادي بدأ منذ عام 2014 وفي زيادة يومية، لأن تجار الأخشاب يبيعون بأسعار مختلفة يوميًا، ومن الممكن أن يزيد سعر المتر يوميًا بقيمة 100 جنيه، خاصة سعر لوح الأبلكاش.

 

وسرد أحد أصحاب الورش الصغيرة واقعة مع أحد التجار عندما طلب منه شراء لوح «أبلكاش»، وطالبه التاجر بـ115 جنيهًا، وعبر صاحب الورشة الصغيرة عند دهشته، قائلاً له: «المحافظ أكد أن سعره 95 جنيهًا، ليه أدفع 115 جنيهًا؟!، ولكن التاجر تجاهل تصريحات المحافظ وأكد ثبات سعر اللوح على 115 جنيهًا»، حسب قوله.

 

وقال أحد العمال الصغار بورش دمياط: «هناك 3 تجار كبار في مصر يستوردون الأخشاب، ويتحكمون في سعرها يوميًا.. هناك تجار لديهم مخازن كثيرة للأبلكاش، ويبيعون كل يوم بسعر مختلف، والمخازن مليئة بالخشب الأبلكاش، ولكنهم يبيعون حسب رغبتهم، وبالسعر الذي يحددونه»، على حد قوله.

 

وناشد صغار النجارين، الحكومة بالتدخل والسيطرة على أسعار الخامات، ومراقبة التجار، مطالبين الحكومة بالتدخل في منظومة استيراد الأخشاب والاتفاق على ثبات سعر معين، وضبط الأسواق، مؤكدين على أنه تم إغلاق 20 ألف ورشة بدمياط.

 

ومما أثار الدهشة، أنه وخلال تسجيل صغار النجارين وأصحاب الورش مع كاميرا «بوابة أخبار اليوم»، جاء محصل الضرائب، وطالبهم بدفع الضرائب، رغم إغلاق الورش!

 

وطالب العمال بالورش التي تم إغلاقها بدمياط، الدولة بالسماح لهم بالعمل في مدينة الأثاث الجديدة بدمياط لتفادي الأزمات المالية التي يمر بها الكثير منهم، وأكد أحدهم على أن جميع العمال الصغار ليس لديهم معلومات كافية عن المدينة، مضيفًا أنهم يخشون أن لا تناسب صغار الصناع، على حد وصفه.

 

«البيع متوقف».. والنجارين «ضحايا»

عبر صاحب أحد محلات الموبيليا بدمياط، عن مدى حزنه لوضع صناعة الأخشاب بدمياط حاليًا، قائلاً: «إننا نمثل أكبر شريحة في المدينة، نحن والورش الصغيرة ومصانع الأثاث، ووضعنا متدهور، وبالتالي ستتأثر المدينة بأكملها، ويتدهور اقتصادها بعد ارتفاع أسعار المواد الخام».

 

وأضاف أن «المصانع هي الوحيدة التي تعمل حاليًا، وتتأثر بنسبة قليلة من الأزمة، والضحايا الحقيقيين هما أصحاب الورش الصغيرة والعاملين بها»، مؤكدًا على أنه حاليًا يقوم بالشراء من المصانع وليس من الورش، وذلك نادرًا لأن حركة البيع متوقفة، لأن الزبائن لم تتقبل الأسعار الجديدة، حسب قوله.

 

 

 

دمياط

دمياط

دمياط

دمياط

دمياط

دمياط

دمياط

دمياط

دمياط

دمياط

دمياط

دمياط

دمياط

دمياط

دمياط

دمياط

دمياط

دمياط

دمياط

دمياط

دمياط

دمياط

دمياط

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة