صور وفيديو.. صناعة الأثاث| معارض «المناصرة» تخطط لمواجهة الركود
صور وفيديو.. صناعة الأثاث| معارض «المناصرة» تخطط لمواجهة الركود


صور وفيديو.. صناعة الأثاث| معارض «المناصرة» تخطط لمواجهة الركود

شيماء محمد- محمد هشام

الجمعة، 04 مايو 2018 - 02:56 م

تسبب ارتفاع سعر «الأبلكاش» والمواد الخام المستخدمة في صناعة الأخشاب في إغلاق الكثير من الورش ومعارض الأثاث في دمياط، وكان مصير العاملين في مهنة صناعة الأثاث إما السجن، أو تغيير نشاط العمل، أو اللجوء للعمل في الأراضي الزراعية.

 

ورصدت «بوابة أخبار اليوم» خلال جولة ميدانية، إغلاق أكثر من 2000 ورشة نجارة صغيرة في مدينة دمياط.

 

وأكد أحد تجار الأخشاب على أن ارتفاع سعر «الأبلكاش» أثر بالسلب على جميع العاملين بمجال صناعة الموبيليات، وأن ارتفاع سعر الأخشاب يجهل الكثير سببه الأساسي، حسب قوله.

 

ومن الطبيعي أن يؤثر وضع مدينة دمياط على مناطق صناعة الأثاث في القاهرة، وتعتبر منطقة «المناصرة» واحدة من أهم المناطق في صناعة الأثاث في القاهرة، حيث إنها تمثل الصورة المصغرة لمدينة دمياط.

 

وفي الوقت الراهن، يسيطر الهدوء التام على المحلات والورش بمنطقة المناصرة، بعد أن كانت المنطقة مقصدًا أساسيًا لأي شخص يرغب في شراء الأثاث في القاهرة، ويرجع ذلك لانخفاض الأسعار بالمنطقة، وتنوع الأذواق والمعروض، ولكن شوارع المنطقة صارت خالية من الزبائن.

 

«ركود تام»

أكد الحاج عاصم أحد أصحاب معارض الأثاث بالمنطقة، على أن عملية البيع والشراء تشهد حالة من الركود التام في جميع المنتجات الخشبية، ويعتبر ارتفاع سعر «الأبلكاش» سبب رئيس في تدهور الوضع على مستوى الجمهورية، مضيفًا: أنه «بعد ارتفاع أسعار المواد الخام المستخدمة في صناعة الأخشاب وصل سعر الغرفة التي كانت تبلغ 10 آلاف جنيه إلى 15 ألف جنيه، وبالتالي لم نجد لها زبون يوافق على سعرها الحالي».

 

وتابع: «ارتفاع سعر المواد الخام جعل مهنة صناعة الأخشاب في مصر بالفعل مهددة، والدليل على ذلك أن الكثير من العمال في المناصرة تركوا المهنة واتجهوا لعمل آخر، وذلك لأن العامل كان يعتمد بصورة أساسية على البقشيش بجانب راتبه، والآن بعد توقف عملية البيع والشراء لم يستطع صاحب المعرض إعطاءه راتبه الشهري من جهة، ومن الجهة الأخرى لا يوجد زبائن تعطي بقشيش، كما أن نسبة البيع انخفضت بعد ارتفاع سعر المواد الخام بنسبة 70%»، حسب قوله.

 

كما أكد الحاج محمد صاحب معرض أثاث بالمناصرة، على أنه من الممكن أن يمر أسبوعًا كاملاً بدون أن يقوم المعرض ببيع منتج واحد، مضيفًا أن ارتفاع سعر الأبلكاش ليس فقط المتسبب في ارتفاع أسعار الموبيليات بشكل عام، ولكن هناك ارتفاع ملحوظ في أسعار مواد الدهان والزجاج والإكسسوار والمقابض.

 

«خطة المواجهة»

كشف الحاج صلاح النصر، عن خطته لمواجهة حالة الركود التي يشهدها معرضه بمنطقة المناصرة، قائلاً: «هناك زبائن تتفهم ارتفاع الأسعار، وتوافق على الشراء بالسعر المحدد، وهناك زبائن لا توافق على الأسعار المطروحة، وفي تلك الحالة أضطر إلى تخفيض السعر لهم وأبيع بخسارة، لكي أحصل على مصاريف الكهرباء والضرائب».

 

وأكد على أن هناك الكثير من التجار يقومون باستغلال الحالة التي تشهدها السوق، ويتجهون إلى رفع أسعار الإسفنج والمقابض والقماش وبعض المنتجات الأساسية في صناعة المنتجات الخشبية، وذلك لغياب الرقابة على الأسواق، مطالبًا الدولة بضرورة مراقبة وضبط الأسواق، وتوقيع العقوبات على المخالفين.

 

بدوره، أوضح هاني صاحب أحد المعارض بالمنطقة، أن لديه خطة خاصة لمواجهة الركود، إذ يقوم بالسفر إلى مدينة دمياط ويبدأ في البحث عن ورش جديدة تكون في أمس الحاجة إلى أي زبون، ويبدأ في التفاوض معهم على تخفيض سعر المنتجات له، ليقوم بالبيع لزبائن المناصرة بسعر مخفض، مؤكدًا على أن الأمر مجهد ومرهق، لأن عملية البحث عن تلك الورش تحتاج يومًا كاملاً، مضيفًا أنه الآن أصبح يستطيع الوصول للورش الجديدة عن طريق أشخاص بالمنطقة يعملون لحسابه ويقومون بإبلاغه بأي شخص يقوم بتأسيس ورشة جديدة، ليتوجه إليه مباشرة ويحاول استغلال أنه يريد أي أموال ليقوي نشاطه، ويقوم بالشراء منه بسعر مخفض.

 

ويقول: «قبل ارتفاع سعر المواد الخام المستخدمة في صناعة الأثاث كنت أتوجه إلى مدينة دمياط أسبوعيًا لشراء المنتجات الخشبية المستخدمة في صناعة الموبيليات، ولكن الآن أسافر دمياط شهريًا للبحث عن أي جديد في المنتجات، وليس للشراء، لأن المنتجات المختزنة لدي لا يوجد لها زبون يقوم بشرائها».

 

«تغيير نشاطنا»

أجمع الكثير من أصحاب معارض الموبيليات في المناصرة على أنهم عند ذهابهم إلى دمياط لشراء المنتجات التي اعتادوا شراءها من هناك تفاجئوا بإغلاق أغلب الورش الصغيرة، وعند سؤالهم عن أصحاب الورش، أكد لهم الجيران على أن الكثير منهم ألقي القبض عليه، ومنهم من ترك البلد والمهنة.

 

«دعم الحكومة»

أكد هاني صاحب أحد المعارض بمنطقة المناصرة، على أنه على استعداد لتغيير نشاطه المهني، ويرغب في ترك مهنته في أقرب فرصة، أو التوجه للبيع في المناطق التي تتفهم الأزمة التي تمر بها البلاد، مثل «مدينة نصر، ومصر الجديدة، والمهندسين»، لأن قاطني تلك المناطق سوف يتقبلون الأسعار المرتفعة، مطالبًا الحكومة بإلقاء نظرة على مشاكل أصحاب المحلات والمشروعات الصغيرة والاهتمام بهم، لأن محلات المناصرة بأكملها على وشك الإغلاق، والمهنة توشك أن تنقرض.

 

وعبر حسن الطباخ من أصحاب ورش تصنيع المطابخ بمنطقة المناصرة، عن مدى حزنه على الوضع الذي تمر به منطقة المناصرة، مؤكدًا على أنه يقوم بتنفيذ أعماله في ورشته الخاصة ولم يشتري من دمياط، ولكن ارتفاع أسعار المواد الخام أصبح لا يحتمل، وأن سعر الكونتر أصبح 480 جنيهًا بعد أن كان بـ200 جنيه، والإكريليك الذي كان بـ950 أصبح بـ1450 جنيهًا، والمفصلة التي كانت لا يتعدى سعرها 175 قرشًا أصبحت بـ6 جنيهات، على حد قوله.

 

وأوضح أن أعماله توجد في المخازن، ولا تجد من يقوم بإلقاء نظرة عليها، رغم أنه يعمل على التطوير من وقت لآخر لجذب الزبائن، ولكن دون جدوى، مضيفًا أن وضع المناصرة يوضح أنها أوشكت على الانتهاء، مؤكدًا على أنه كان لديه 13 عاملاً، والآن لديه اثنين فقط، ولا يستطيع توفير رواتبهم ومصاريف الكهرباء والضرائب.

 

«التطوير هو الحل»

علق إسلام خليل عضو مجلس إدارة غرفة صناعات الأخشاب باتحاد الصناعات، على ارتفاع سعر المواد الخام المستخدمة في صناعة الخشب، قائلاً: «ارتفاع سعر الدولار هو السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار، لأنه يتم استيراد الخشب من الخارج»، حسب قوله.

 

وأكد على أنه لا بد أن يعمل أصحاب الورش والمصانع في مصر على التطوير والتجديد لتصدير منتجات تنافس دول العالم، والتطوير يشمل كل شيء في الصناعة، سواء تطوير في أشكال المنتجات أو المواد الخام، مضيفًا أن التطوير سوف يساهم في النهوض بصناعة الأخشاب في مصر، وارتفاع الأسعار شيء طبيعي ومتمثل في جميع القطاعات، مؤكدًا على أنه لا بد من حدوث تكامل وتوافق بين المصانع لكي يتم إنتاج منتجات منظمة تستطيع أن تواجه التصميمات الخارجية، ولتصبح صورة المصانع المصرية أمام العالم مشرفة، حسب قوله.

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة