كرم جبر
كرم جبر


كرم جبر يكتب: مرة أخرى.. المصالحة !!!

كرم جبر

الثلاثاء، 08 مايو 2018 - 12:53 ص

من يريد أن يتصالح مع الشعب، لا يقتل أبناء الشعب، ولا تتلوث أيديهم بالدماء، ولا يتكالبون مع الدول الشريرة التى تتآمر ضد وطنهم، ولا يمكن أن يقول أحد لزوجات الشهداء وأبنائهم وذويهم «عفا الله عما سلف»، فهم ينتظرون القصاص العادل وليس الصلح الكاذب، «ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب»، والإخوان لم يقتلوا عدوا مدافعين عن الأرض وتراب الوطن، بل يقتلون من يدافع عن الوطن ويحمى أبناءه، وضحايا الإرهاب ليسوا كفارا أو «رويبضة» كما يقولون، بل مؤمنون بالله ورسوله والوطن ويصلون، يصومون ويذهبون إلى المساجد والكنائس، ويؤدون مهمتهم المقدسة فى الدفاع عنه بأغلى ما يملكون، فأى مصالحة يطرحون، بينما عصابات الشر تختبئ فى سيناء، وتهلل دوائرهم الإعلامية للقتل وإراقة الدماء، فيزداد إصرار الجيش والشرطة على المضى فى الحرب العادلة، حتى تطهير سيناء وكل شبر من آخر إرهابى.
المصالحة معناها المسالمة والعيش الآمن، والانضواء تحت مظلة الدولة والقانون مثل سائر المصريين، لا تكون مع من يحملون السلاح، ويقتلون الأبرياء ويحرضون على العنف، وترويج هذا المعنى الخبيث يهدر دولة القانون، ويمس هيبة أحكام القضاء، فالإخوان ليسوا دولة داخل الدولة، ينازعون سلطتها وقوتها، ثم يجلسون معها على مائدة التفاوض لفض الاشتباك وإبرام المعاهدات والاتفاقات، ولم يقصهم أحد كما فعلوا مع غيرهم، ولا توجد قيود ليعيشوا كسائر المصريين فى سلام، ومن اختار منهم أن يكون مواطنا كغيره من الناس، لم يلحق به ضرر أو أذى، أما من يتآمر ويحرض ويخرب، فيطبق عليه نفس القانون كغيره من الناس، فجنسيتنا مصرية وليست إخوانية، والبلد الذى يحتوينا جميعا هو مصر وليس دولة الخلافة.
معنى كلمة مصالحة هى المسالمة والمصافاة وإزالة أسباب الخلاف، والإخوان ينسفون كل الطرق المؤدية إلى ذلك، ونواياهم غير صادقة، ويهللون ويكبرون ويشمتون لأى ضرر يلحق بالبلاد، وسخروا كل ما يملكون لتشويه صورتها فى الخارج، لإفساد الانتخابات الرئاسية، وجمعوا عشرات الأجانب ومتعددى الجنسيات المأجورين لإعداد تقارير مزيفة عن حقوق الإنسان، ويرقصون على دخان مراكز دولية مشبوهة، تقوم بحملات سافرة ضد مصر لحساب من يدفع، ويرددون عبارات سافلة وشعارات وقحة، وأضافت أفعالهم حائطا للصد والرفض لدى المصريين، لأن تصرفاتهم الحمقاء تؤكد إصرار هذه الجماعة على السير فى طريق التآمر حتى نهايته، وتؤكد - أيضا- أن المصريين كانوا على صواب، حين خرجوا بالملايين لإنقاذ بلادهم من براثنهم.
كتبت فى هذا المكان يوم 29 أبريل الماضى أننى لم أصدق يوماً الهلباوى، وكيف أصدقه وهو فى عز انتشاره الإعلامى، يزعم أنه منشق عن الإخوان ويهاجمهم، استخدم عبارات خادعة، ظاهرها الهجوم على الإخوان، وباطنها التأييد الشامل لهم، فلو رجعنا لحديث منشور له بعد 25 يناير يقول فيه «أسامة بن لادن رجل محترم وعظيم ومحب للجهاد» واعترف فى نفس الحوار بأنه تربطه بأيمن الظواهرى «أخوة ومودة»، وبينه وبين يوسف ندا «أخوة ومحبة».
اعتاد الهلباوى فى الأوقات الحرجة لجماعته، أن يصدر تصريحات دخانية، تشتم منها رائحة تسد الأنوف وتعمى العيون، ويظن أنه «أذكى إخوانه»، لكن خانه ذكاؤه المحدود، من فرط الاستخدام، وأصبحت مبادرات الصلح أسماكاً ميتة تسبح فى مستنقع الأكاذيب ورائحتها كريهة، وتنطلق من أشخاص اعتادوا القيام بأدوار ليست فوق مستوى الشبهات، ويزينونها بأكاذيب وأباطيل وحيل خادعة، ولكن يقظة الرأى العام تبطل دائماً مبادراتهم المفخخة، التى تنفجر فيهم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة