الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب


قبل قرار ترامب بشأن الاتفاق النووي الإيراني.. هل تملك واشنطن بدائل؟

آية سمير

الثلاثاء، 08 مايو 2018 - 12:33 م

 

إذا اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني مساء اليوم كما هو متوقع، وكما أعلن من قبل عدة مرات، فإن ذلك سيكون أكثر قرارًا «متوقعًا» للرئيس الحالي منذ دخول البيت الأبيض، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.


وأشارت الصحيفة الأمريكية في تقرير نشرته على موقعها، الثلاثاء 8 مايو، أن القرار الذي صمم الرئيس الأمريكي على اتخاذه  بالانسحاب من الاتفاق -رغم محاولات كل حلفاءه الأوروبيين  وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون-، سيكون الأكثر اتساقًا مع تصريحات ترامب خلال الـ15 شهرًا الماضية، والتي دائمًا ما كان يفاجئ بها الجميع.


ونقل الموقع الأمريكي تصريحات ما وصفته بـ«دبلوماسي أوروبي» مشارك بشكل فعال في مفاوضات الاتفاق الأمريكي- الإيراني، والذي أكد أن: فرصة استمرار الاتفاق النووي وعدم انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية منه كانت «ضئيلة جدًا» بالنسبة للرئيس الأمريكي وغير مقنعة بالنسبة له.


ووفقًا للصحيفة الأمريكية فإن الاتفاق كان يتعهد لطهران بتخفيف العقوبات الاقتصادية التي امتدت  على مدار ثلاثة عقود أضرت باقتصاد البلاد وظروفها السياسية والاجتماعية، على أن توافق إيران في المقابل على شحن ما لا يقل عن 75% من وقودها النووي خارج البلاد. وعلى الرغم من أن هذا الاتفاق كان نوعًا ما يعتبر «البصمة الحقيقية» التي تركتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما فيما يخص السياسات الدبلوماسية الخارجية للبلاد، إلا إن ترامب كان يصفه منذ اللحظة الأولى بـ«الكارثة».


وعلى مدار فترة طويلة امتدت حتى عام كامل، كان يحاول عدد كبير من مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإقناعه بالبحث عن بدائل أخرى عن الانسحاب من الاتفاق النووي، خاصة وان واشنطن لم يكن لديها خطة بديلة حال الانسحاب من الاتفاق، وكان على رأس هؤلاء المستشارين، وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، و مستشار الأمن القومي السابق هيربرت ماكماستر، واللذين تم إقالتهما سويًا في الأشهر الأخيرة بواسطة الرئيس الأمريكي.


ووفقًا للاتفاق، فإنه كان سيتبقى لطهران عِقد واحد فقط، حتى يتوقف كل الحظر الذي يفرضه عليها الاتفاق فيما يخص استخدام وإنتاج الوقود النووي، وفي خلال 15 عامًا أخرى سيكون من حق إيران إنتاج الوقود الذي تريده دون شروط، إلا إنه يحظر عليها فعل ذلك لأسباب تتعلق بصنع أسلحة نووية.


ووفقًا للصحيفة الأمريكية فإن الرئيس ترامب يبدوا واثقًا من أنه سيتمكن من إجبار طهران على دخول مفاوضات أخرى لعقد اتفاق جديد، إلا إنه ليس من الواضح إذا كان ترامب سيتمكن من تهدئة حلفاؤه الثلاث: «بريطانيا، فرنسا، وألمانيا» اللذين يعارضون خطوات ترامب الجديدة بشأن الاتفاق الإيراني.


ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب يسعى لتهدئتهم والتأكيد على أن الاتفاق الجديد ومفاوضاته لن تؤثر بأي شكل على علاقاتهم الاقتصادية مع إيران وانه لن يفرض أي عقوبات على شركات تابعة لهم هناك.


جدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كان قد فشل في إقناع حليفة ترامب بالعدول عن التراجع عن إلغاء الاتفاق النووي الذي تم توقيعه عام 2015 خلال زيارته الأخيرة لواشنطن والتي امتدت لـ3 أيام، إلا إن عدد من التقرير الإعلامية الغربية تحدثت في ذلك الوقت عن بديل آخر يتوافق مع اتجاهات الرئيس الأمريكي.


ووفقًا للجارديان البريطانية، فإن ايمانويل ماكرون أكد للصحفيين قبيل مغادرته من الولايات المتحدة أن ترامب على الأرجح لن يتراجع عن تصريحاته المؤيدة والمهددة بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وذلك «وفقًا لأسباب خاصة بسياسة الرئيس الأمريكي في بلاده».


إلا إن ترامب يبدوا وكأنه يفكر في بديل آخر للاتفاقية الإيرانية، أي أن الإلغاء ليس هو الحل الوحيد المتاح أمام الرئيس الأمريكي.


جدير بالذكر أن ترامب  قد وعد بإلغاء الاتفاق النووي منذ أن كان مرشحًا انتخابيًا العام الماضي، معتبرًا الاتفاق الذي أبرمه الرئيس  السابق باراك أوباما من أسوأ الاتفاقات التي أبرمتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة السابقة.


ومنذ خطابة في الكونجرس 13 أكتوبر الماضي، يترقب العالم قرارات ترامب بالانسحاب.


وأشار تقرير نشرته مجلة «بوليتكو» الأمريكية ديسمبر الماضي إلى وجود عدد من السياسيين والنواب الأمريكيين الذين يعملون بكل طاقتهم لإنقاذ الاتفاق من خلال وضع تشريعات تعطي غطاءً سياسيًا لترامب لكي يمد الاتفاق النووي الإيراني، لكنه ليس من المؤكد إذا كان الديمقراطيون و الجمهوريون يتفقون حول هذا الأمر.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة