هل يحمل العرب «السعفة الذهبية» في كان 2018؟
هل يحمل العرب «السعفة الذهبية» في كان 2018؟


هل يحمل العرب «السعفة الذهبية» في كان 2018؟

رانيا الزاهد

الثلاثاء، 08 مايو 2018 - 03:43 م

يشارك في المسابقة الرسمية للدورة الـ71 لمهرجان كان السينمائي الدولي، فيلمان عربيان وهما الفيلم المصري "يوم الدين" لأبو بكر شوقي، و"كفر ناحوم" للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، فهل ستكون السعفة الذهبية من نصيب العرب هذا العام؟

 

وتُعد مشاركة فيلمين عربيين في المسابقة الرسمية، حدثًا استثنائيًا في تاريخ المشاركات العربية في المهرجان منذ تأسيسه، فقد سبق وشاركت أعمال مصرية خلال السنوات الماضية ولكن في مسابقات خاصة على هامش الفعاليات، وعلى الرغم من ذلك حققت نجاحات كبيرة.


"يوم الدين"

واليوم، وبعد غياب 6 سنوات، تعود السينما المصرية للقسم الأرفع في المهرجان، بعدما جاء اختيار فيلم "يوم الدين" للمخرج أبو بكر شوقي، لتكون المشاركة المصرية الأولى بالمسابقة الرسمية، منذ شارك المخرج الكبير يسري نصر الله عام 2012 بفيلم "بعد الموقعة"، بينما افتتح محمد دياب بفيلمه "اشتباك" عام 2016 مسابقة "نظرة ما"، ثاني أقسام المهرجان أهمية.

 

وعلى الرغم من الميزانية الضئيلة للفيلم وغياب الوجوه المعروفة عن البطولة، بالإضافة إلى أنه الفيلم الروائي الطويل الأول لصاحبه، إلا أن هناك توقعات كبيرة لنجاح الفيلم قبل عرضه، حيث تدور أحداثه حول رجل قبطي مصاب بالجذام ورحلته بعد الخروج من المستعمرة، وكان "شوقي" تعرف على بطل فيلمه راضي جمال بمستعمرة الجذام في أبي زعبل، واختار أن يجمع بين الدراما والمغامرة والكوميديا، ويروي حكاية بشاي وهو رجل في منتصف عمره، ترعرع داخل مستعمرة الجذام، ليغادر "بشاي" هذا المكان لأول مرة في حياته وينطلق برفقة صديقه وحمار خلال رحلة عبر أنحاء مصر، بحثا عن عائلته التي تخلت عنه صغيرا.


وقال المدير الفني لمهرجان "كان" تيري فريمو، عن "يوم الدين": "إنه من أفلام الرحلة، فالشخصية الرئيسية رجل مصاب بالجذام، ومن يقدمه ممثل غير محترف، كما يأخذنا الفيلم إلى إحدى مجتمعات العالم، في بلاد يمكن أن تحكي بدورها عن بلدان أخرى".

 

وأضاف: "مرة أخرى تقدم لنا السينما أخبارا عن نساء ورجال العالم، وبطريقة قوية وفريدة، إنه فيلم صغير يدوم ساعة ونصف ولدينا الجرأة لبرمجته ضمن المسابقة، تلاحظون أن اختيارات هذا العام تشمل العديد من الوجوه الجديدة، فنحن نريد إعطاء الفرصة للسينمائيين الشبان". 

 

والفيلم من إنتاج المصرية الأمريكية دينا إمام بمشاركة المخرج، والذي نجح في الحصول على عدد من المنح منها منحة جامعة نيويورك ومنحة معهد ترايبكا، ثم جمع مبلغًا من الأصدقاء وأفراد العائلة والمهتمين عبر موقع للتمويل الجماعي، قبل أن ينهي رحلة تمويله بالحصول على منحة العمل قيد الإنجاز من مهرجان الجونة السينمائي 2017 في دورته الأولى، لينضم المنتج محمد حفظي صاحب "فيلم كلينك" لقائمة المنتجين ويمول مراحل ما بعد الإنتاج، ثم أعلن بعد اختياره في مسابقة "كان" على حصول شركة "وايلد بانش" الفرنسية، إحدى أكبر شركات التوزيع في العالم على حقوق المبيعات الدولية للفيلم، في حين حصلت شركة لوباكت على حقوق التوزيع في فرنسا، وأعرب المخرج أبو بكر شوقي، بعد الإعلان عن مشاركة فيلمه في مهرجان "كان"، عن سعادته وفخره بهذه المشاركة وتوجه بالشكر لكل من سانده.


"كفر ناحوم"

المخرجة اللبنانية نادين لبكي استطاعت أن تحجز لنفسها مكانة في بلادها والوطن العربي، باعتبارها مخرجة من طراز مميز، ولديها القدرة على صياغة أخطر مشكلات مجتمعها بأسلوب فني رشيق، وهو ما جعلها اليوم تقف على السجادة الحمراء كمشاركة في المسابقة الرسمية لواحد من أكبر المهرجانات الفنية في العالم. 


وقال المدير الفني للمهرجان، تيري فريمو، إن نادين لبكي استطاعت أن تقول أشياء لا توجد أي طريقة تعبر عنها سوى السينما، مثل الحياة اليومية في بيروت، وأطفال الشوارع، والمهاجرون، مضيفا: "ظاهرة تنقل اللاجئين لا تخص أوروبا فقط".

 

"كفر ناحوم" هو أول عمل لبناني منذ 27 عاما، ينافس على السعفة الذهبية، بعد مشاركة المخرج الراحل مارون بغدادي عام 1991 بفيلم "خارج الحياة"، الذي نال آنذاك جائزة لجنة التحكيم بالتساوي مع الدانماركي لارس فون ترير عن فيلمه "أوروبا"، وكان العديد من صناع السينما العربية يعتبرون "بغدادي" بمثابة رائد الموجة الجديدة اللبنانية، وكان الفيلم المثير للجدل من مذكرات الصحفي الفرنسي روجيه أوك، الذي اختطف واحتجز لقرابة سنة بين عامي (1982-1983) في بيروت.


وأعربت نادين لبكي، عن فرحتها باختيارها في مهرجان كان العريق إلى جانب كل المخرجين الكبار، وبمنافسة لبنان على الجائزة"، مشيرة إلى أن الفيلم يروي قصة "طفل لبناني يرفع دعوى لأنه يطالب بأن يعيش حياة كريمة"، حيث يعني اسم "كفر ناحوم" الخراب والجحيم، وهو مصطلح يستخدم بالأدب العربي والفرنسي ليعبر عن الفوضى.

 

وشاركت نادين لبكي في وقت سابق في لجنة تحكيم فئة "نظرة ما" في مهرجان كان عام 2015، ولاقى فيلمها الروائي الطويل الأول "سكر بنات" المعروف أيضا "بكرميل"، عام 2007، في "أسبوعا المخرجين" ونجح نجاحا كبيرا، كما شارك فيلمها الثاني "هلأ لوين؟" في قسم "نظرة ما" عام 2011. 


مشاركات عربية مميزة

ومن الأفلام العربية الأخرى التي أعلن عنها ضمن الاختيارات الرسمية، فيلم "صوفيا" للمغربية مريم بن مبارك في قسم "نظرة ما"، وفي نفس القسم تقدم السورية غايا جيجي فيلمها "قماشتي المفضلة" وهما أول فيلمين طويلين لكلتا المخرجتين.

 

ويشار إلى مشاركة الفيلم التونسي "ولدي" للمخرج التونسي محمد بن عطية في قسم "أسبوعا المخرجين" الموازي للمهرجان، وكان الفيلم الأول لـ"بن عطية" بعنوان "نحبك هادي" قد لاقى نجاحا واسعا، ففاز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان برلين السينمائي عام 2016، وحصل بطله مجد مستورة على الدب الفضي.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة