مراحل التسنين عند الأطفال من أصعب المراحل التي يمر بها الطفل والأم دائماً ما تتسائل كثيراً حتى يتخطى ابنها هذه المرحلة بسلام. وتتسأل عن آلام هذة المرحلة؟ وإلى أى مدى تؤلمه؟ وهل تسوس الأسنان في هذه المرحلة المبكرة يؤثر عليه فيما بعد؟ وغيرها من التساؤلات التي دائما تدور في ذهن الأم. ويجيب على كل هذه التساؤلات د.عماد حسين، طبيب أسنان، ومقيم جراحة الفم والوجة والفكين جامعة القاهرة، حيث بدأ حديثه ببداية التسنين عند الأطفال، قائلا: إنها تكون في مرحلة مبكرة أثناء نمو الجنين في رحم الأم في الأسبوع الخامس أو السادس من الحمل ويبدأ التسنين الفعلى من عمر 6 أشهر وتظهر أولاً القواطع السفلية الأمامية عند أغلب الأطفال تتبعها القواطع العلوية الأمامية بفترة وجيزة وتستمر مرحلة التسنين للأسنان اللبنية حتى عُمْر سنتين ونصف إذ يكتمل عددها والبالغ 20 سنة وضرس. وفيما يتعلق بالأسنان الدائمة، قال إنها تبدأ عند سن 6-7 سنوات بظهور الضرس الدائم الأول يتبعه القاطع العلوي الأمامي وتنتهي عند عُمر 12-13 سنة بظهور الضرس الدائم الثاني إذا ما استثنينا الضرس الدائم الثالث (ضرس العقل). و أضاف حسين، أن الأعراض المصاحبة للتسنين، غالباً ما تكون من دون ألم أو ألم طفيف باللثة يصاحبها زيادة في إفراز اللعاب وسيلانه بالإضافة إلى الرغبة الشديدة في مضغ الأشياء، وقد يحدث انتفاخ وازرقاق في اللثة عند بعض الأطفال بالتحديد في موضع ظهور الأضراس والتي تعتبر مؤقتة وغير مقلقة وقد تحتاج إلى تدخل طبيب الأسنان لحل المشكلة. وأشار إلى التسنين يأخذ فترةً طويلة نسبياً يرافقها الكثير من الأعراض التي يعزوها الأهل خطأً إلى مرحلة التسنين مثل ارتفاع درجة الحرارة وتقلصات في الأمعاء والإسهال التي لم يثبت علمياً ارتباطها بالتسنين ولا تحدث جميعها أو بعضُها لجميع الأطفال ويعتقد الخبراء أن سبب حدوث هذه الأعراض فقدان الطفل للمناعة الطبيعية المكتسبة من الأم عند عمر 6 أشهر تقريباً، ويُنْصَحُ بالتعامل مع هذه الأعراض عند حدوثها كأعراض منفصلة، في حين تم تفسير رفض الطفل للرضاعة مؤقتا هو زيادة تدفق الدم الى الاجزاء المتورمة أثناء الرضاعة (المص) مما يساعد على زيادة التهيج و الشعور بالأم. د.عماد حسين وجه عدة نصائح للأمهات حتى تساعد الطفل في تخطى هذه المرحلة بسلام وهي: 1- مسح أو تدليك اللثة بالإصبع أو قطعة قماش مبردة أو قطعة من الثلج لعدة دقائق وتكرر عدة مرات يومياً حسب الحاجة, حيث يساعد ذلك على تخفيف الألم. 2- يمكن استخدام بسكويت التسنين أو البقسماط الصلب غير المحلى مع مراقبة الطفل أثناء استخدامها، ولا يُنْصَحُ بإعطاء الطفل الخضروات الصلبة النيئة مثل الجزر لتجنب قضم قطعة منها والتعرض للاختناق لا قدر الله. 3- يمكن استخدام حلقات التسنين (العضاضة) إذ تساعد الطفل على تهدئة الألم, يُفَضل استخدام الحلقات المصنوعة من السيليكون الصلب والناعم والقابلة للتعقيم أو التي تحتوى على سوائل بشرط أن يكون من الماء النقي لتفادي الضرر للطفل في حال تسربه ويُفضل أن يستخدمها الطفل مبردة. 4-يجب تجنب وضع الطفل لإصبعه في فمه (مص الأصبع) فهذه العادة يصعب التخلص منها مستقبلاً وقد تصاحبه طوال فترة نضجه مما قد يسبب مشاكل تقويمية فيما بعد. 5- إعطاء الطفل المشروبات الباردة مثل الماء المبرد "قليلاً" و ليس شديد البرودة . 6-يُنْصَحُ باستخدام (جل gel) التسنين عند الحاجة على أن لا يتعدى 6 مرات يومياً, حيث يحتوي على مُخَدر مَوْضعي ومطهر يساعد على تخفيف ألم الطفل, ويستمر مفعولهُ بالعادة لنصف ساعة لذلك يجب الفصل بينهُ وبين الرضاعة الطبيعية خلال هذه المدة. 7-يمكن إعطاء المسكنات الخاصة للأطفال لكن بعد استشارة الطبيب الخاص ولا يجب الاعتماد عليها. 8- أنت أكثر من يعرف طفلك, لذلك يُنصح باستشارة الطبيب الخاص في حالة ظهور أعراض وعدم القدرة على السيطرة عليها أو تغيير في طباع الطفل, لتحديد الأسباب وعلاجها مبكراً. 9- تعتبر الرضاعة الطبيعية مفيدة جداً للأطفال في مرحلة التسنين حيث إنها تساعد على إمدادهم بالمناعة الطبيعية المكتسبة من الأُم. 10- أخيراً الراحة واللعب مع الطفل قد تنسيه آلام اللثة وتعكر المزاج, لذلك يجب الاقتراب من الطفل وإشعاره بالراحة والطمئنينة أكثر في هذه المرحلة. وحذر حسين، من تسوس الأسنان اللبنية وذلك لاعتقاد الأهل الخاطئ أنها ستسقط فيما بعد ولكن هذا يؤثر تأثير سلبيا على صحة الأسنان الدائمة فيما بعد، فيجب الأعتناء بالأسنان اللبنية لأنها المرشد الطبيعي لمواضع الأسنان الدائمة لأن التسوس يعتبر آفة بكتيرية تؤدي لنخر السن وتغيير بُنيته, ومع استمرارها بدون علاج قد تؤدي إلى: 1- انتشار التسوس فيما بعد إلى الأسنان الدائمة والتأثير عليها منذ البداية. 2- إذا تطور الأمر لحدوث التهابات تحت الأسنان اللبنية قد ينتشر إلى الأسنان الدائمة التى تحتها ويؤثر على تكوينها أو يمنع ظهورها. 3- إذ خلعت الأسنان اللبنية مبكراً قد تؤدي الى تحرك الأسنان ويحتمل فقد المسافات في ما بينها أو التسبب بتأخير ظهور الأسنان الدائمة التي تحتها, وبالتالي سيحتاج الطفل إلى تقويم الأسنان مستقبلاً. 4- إن بداية مرحلة التسوس تكون غير مؤلمة, لذلك تقع مسؤولية مراقبة أسنان الطفل على الأهل أولاً ثم أخذ الاستشارة من الطبيب المختص بأسنان الأطفال بشكل دوري لتفادي المشاكل المستقبلية.