الثلاثاء، 08 مايو 2018 - 10:50 م

أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس الاثنين، 7 مايو، أنه سيعلن قراره النهائي بشأن مصير بقاء الولايات المتحدة ضمن الاتفاق النووي الإيراني من عدمه يوم غد (اليوم الثلاثاء 8 مايو).

تأهب العالم لسماع قرار الرئيس الأمريكي، وسط تكهناتٍ بإقدام ترامب على الانسحاب من هذا الاتفاق، فلم يخيب سيد البيت الأبيض تلك الظنون، وخرج اليوم ليعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، الذي أبرمته الولايات المتحدة( إبان حقبة باراك أوباما) مع إيران رفقة خمس من القوى العظمى في العالم عام 2015 في مدينة لوزان السويسرية.

وبدوره انتقد الرئيس الأمريكي السابق أوباما، الذي أُبرمت في عهده هذا الاتفاق، قرار خلفه ترامب، واصفًا إياه بالمضلل، ومعتبرًا مسألة الانسحاب من الاتفاق النووي وتعريضه للخطر من دون أن تكون إيران قد انتهكته أمرٌ جسيمٌ.

وزارة الخزانة الأمريكية دخلت في صلب موضوع العقوبات على إيران، المتوقفة منذ نحو ستة أشهر، متجاوزةً الانتقادات الدولية الواسعة لقرار الرئيس الأمريكي، فأعلنت في بيانٍ لها إعادة فرض مجموعة واسعة من العقوبات المتعلقة بإيران، بعد انتهاء فترة تخفيف العقوبات التي تصل إلى 180 يومًا، ومنها عقوبات تستهدف قطاع النفط الإيراني والتعاملات مع بنكها المركزي.

رد حسن روحاني

الرد الإيراني، جاء من رئيس الدولة، حسن روحاني، الذي أفصح عن نية بلاده البقاء ضمن الاتفاق النووي دون الولايات المتحدة شريطة أن تتأكد إيران خلال أسابيع أنها ستحصل على امتيازات الاتفاق كاملة بضمان باقي أطراف الاتفاق.

وقال روحاني، خلال كلمةٍ متلفزةٍ عبر التليفزيون الرسمي "أنه من هذه اللحظة اتفاقية خطة العمل المشتركة فقدت أحد الأعضاء، وعلينا انتظار قرارات الدول الخمس الكبرى".

تأييد إسرائيلي

حليف أمريكا الأساسي والعدو الأول لإيران، إسرائيل، وقفت إلى صف الولايات المتحدة، فقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن الرئيس الأمريكي ترامب اتخذ قرارًا شجاعًا وصحيحًا، حسب وصفه، بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران والذي كان "وصفة لكارثة"، حسب تعبيره.

وكان نتنياهو قد زعم الأسبوع الماضي أن إيران اخترقت الاتفاق النووي، وعرض وثائق حول مزاعم لتطوير طهران برامج الأسلحة النووية، مدعيًا امتلاكها أسلحة نووية متطورة في الوقت الراهن.

مساندة خليجية

وإلى جانب إسرائيل، اقتصر التأييد لقرار ترامب على الثلاثي الخليجي السعودية والإمارات والبحرين، فأيدت الرياض عبر بيانٍ صادرٍ عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، أعلن ترحيب المملكة بالخطوات التي أعلنها ترامب حيال انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وأيد ما تضمنه الإعلان من إعادة فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، والتي سبق وأن تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي

ومن جانبها، دعت وزارة الخارجية الإماراتية المجتمع الدولي والدول المشاركة في الاتفاق النووي إلى الاستجابة لموقف الرئيس ترامب لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار الدولي.

استياء في أوروبا

وعلى النقيض من ذلك، كان الاستياء عنوانًا عريضًا لدى بلدان الاتحاد الأوروبي، فأعرب قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا عن قلقهم إزاء قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وطالبوا إيران بضبط النفس، والاستمرار في الالتزام بتعهداتها وفق الاتفاق.

وذكر بيانٌ مشتركٌ صادرٌ عن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إن قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا علموا ببالغ القلق بقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني".

كما دعا رئيس الوزراء الإيطالي، باولو جنتيلوني، إلى الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني بعد قرار الرئيس الأمريكي الانسحاب من الاتفاق المبرم عام 2015، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على طهران.

وقال جنتيلوني على تويتر، "الاتفاق يسهم في تحقيق الأمن في المنطقة ويوقف الانتشار النووي"، مضيفًا أن إيطاليا ستقف بجانب حلفائها الأوروبيين في الحفاظ على التزاماتها.

موقف أوروبي موحد

وبالنسبة لمسؤولين الاتحاد الأوروبي، دعت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيدريكا موجيريني، المجتمع الدولي اليوم الثلاثاء 8 مايو، إلى الالتزام بالاتفاق النووي مع إيران رغم إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الانسحاب منه وإعادة فرض عقوبات على طهران، مبديةً قلقها بشأن ما أعلنه ترامب اليوم.

وأشار رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، إلى أن موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إيران والتجارة الدولية سيقابله نهجٌ أوروبيٌ موحدٌ، متحدثًا عن أن زعماء الاتحاد الثمانية والعشرين سيبحثون المسألتين في اجتماعهم بالعاصمة البلغارية صوفيا خلال اليومين القادمين.

خيبة أمل روسية

وتوحدت روسيا مع الاتحاد الأوروبي في الموقف حيال قرار ترامب، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيانٍ اليوم الثلاثاء 8 مايو، إنها تشعر بخيبة أمل شديدة إزاء قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، متهمةً واشنطن بتقويض الثقة الدولية في وكالة الطاقة الذرية.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأم المتحدة، قد تحدثت عن عدم وجود دلائل عن انتهاك إيران للاتفاق النووي، مؤكدةً التزام طهران بما جاء في هذا الاتفاق.

وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران إلى الالتزام بتعهداتها بعد إعلان ترامب الانسحاب منه.