ضحية «شائعات» أمها
ضحية «شائعات» أمها


ضحية «شائعات» أمها

عبدالعال نافع- علاء عبدالعظيم

الأربعاء، 09 مايو 2018 - 09:32 م

ظلالٌ كثيفة ألقتها الشائعات، ترددت على الألسنة حتى أصبحت في قوة الزلزال، وبدأ عنان الحياة المشدود على عنق الزوج يتراخى، حيث لم يعد هناك ما ينغص عليه حياته غير تلك الشائعات التي أطلقتها زوجته تتهم فيها زوجة شقيقه بسوء السلوك والسمعة.

 

بدأ اليأس يدب في قلبه، وتملك الشيطان من نفسه يروضها، وتحولت آدميته إلى ذئب لا يعرف الرحمة، وغير مبال بالعقاب، إذ لم تقتصر وحشيته على قتل زوجته فقط، بل تحجر قلبه وقتل ابنته الصغرى التي لم يرأف بحالها، وصم أذنيه عن توسلاتها، وما أصابها من ذعر وهلع، لتكون ضحية شائعات أمها.

 

البداية كانت عندما نشبت الخلافات بين الزوج وشقيقه، الذي أخذ في توبيخه واتهامه بعدم الرجولة، وعدم سيطرته على زوجته سليطة اللسان، والتي شرعت في نشر الشائعات عن زوجته بسوء سلوكها، واتهامها بعلاقات محرمة مع عدد من الأشخاص، حاول الزوج تهدئة شقيقه، ووعده بإنهاء الأمر بعد تقديم الاعتذارات.

 

انصرف الزوج، وتوجه إلى زوجته، بعينين طافحتين شرًا، وما إن واجهها بتلك الشائعات التي أطلقتها وكادت تتسبب في خراب منزل شقيقه، إلا أن أصرت على اتهامها بسوء السلوك، واحتدم النقاش بينهما ووصلا إلى طريق مسدود، ونشبت بينهما مشادة كلامية تبادلا فيها الشتائم والتوبيخ والمعايرة، فقد الزوج على إثرها أعصابه، ولم يشعر بنفسه إلا وهو يطرحها أرضًا، وبغيظ حانق سدد لها اللكمات والركلات، فاشتاط غيظًا من شدة صراخها، وكتم أنفاسها، وبسرعة شديدة أخرج من بين طيات ملابسه سكينًا وطعنها عدة طعنات، حاولت الزوج مقاومته، وأحكمت قبضتها على نصل السكين، لكنه كان أسرع منها فجذبه بقوة حتى انفجرت الدماء تلطخ وجهها، واستسلمت ممددة على الأرض، ولم يتركها إلا وهي جثة هامدة يرقب تقطع أنفاسها.

 

انتفضت الطفلة الصغيرة من فوق فراشها، تعلو وجهها علامات الذعر والهلع من هول المشهد، وانزوت بجوار الحائط بينما الأب يقوم بتنظيف الدماء، وما إن وقعت عيناه على طفلته الصغيرة، راوده شيطانه بقتلها لعدم فضح أمره، ونجح في استقطابها، وبسرعة فائقة ذبحها كعصفور صغير سقطت فوق الأرض تنتفض لأعلى وأسفل واختلطت دموعها بالدماء التي انفجرت من رقبتها.

 

هداه تفكيره إلى الهرب، والعودة مرة أخرى لارتداء ثياب الحمل الوديع، وبدموع التماسيح طلب من رجال المباحث الذين انتقلوا لمعاينة مكان الجريمة، بسرعة القبض على الجاني كي يقتص منه.

 

وبإجراء التحريات المكثفة، وتضييق الخناق على الزوج، اعترف بجريمته، وذكر أنه اضطر لقتل ابنته خشية أن يفتضح أمره بعدما شاهدته يقتل أمها، بعد مشادة كلامية وتطاولها عليه بالسب والقذف، ولإصرارها على نشر الشائعات تتهم زوجة شقيقه بسوء السلوك.

 

وبتقنين الإجراءات، أحيل الزوج المتهم إلى رئيس محكمة جنايات القاهرة المستشار محمد عطية، وبعضوية المستشارين حسن حسين عيسى، وعصام اليماني، ووليد محمد، وأصدرت قرارها بتأجيل القضية لجلسة 4 سبتمبر القادم، لحضور الطبيب الشرعي.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة