الجمعة، 11 مايو 2018 - 09:37 م

وقفت الزوجة داخل محكمة الأسرة، تعلو وجهها مسحة حزن يشوبها دهشة تتعاظم، وهي ترمق بعينيها ذراعها المكسور والمعلق بحمالة الكتف بسبب كيلو مكرونة.

ولم تكن تتخيل بأنه سينتهي بها المطاف داخل المحكمة لرفع دعوى خلع من زوجها الذي لقنها «علقة ساخنة»، غير مبال بما تحملته معه لمواجهة الغلاء وظروف المعيشة.

وأمام أعضاء مكتب تسوية المنازعات وبخجل شديد وكلمات تخفي وراءها ألم وغصة قالت: لقد تزوجت منذ ٣ أشهر من زوجي الذي يكبرني سنا هربا من لقب عانس حيث بلغت سن الثلاثين، ولم أقصر يوما معه ووافقت على رغبته بأن يكون مصروف المنزل زهيد جدا حيث يعمل بائعا متجولا، ولا يوجد مصدر دخل ثابت، فطبيعة عمله لا يتكسب منها إلا نقود بسيطة، ورضيت بما قسمه الله لي قانعة.

امتلأت عيناها بالدموع، وامتدت يدها تشير إلى ذراعها المكسور وبصوت متحشرج تستطرد قائلة: لقد تسبب زوجي في كسر ذراعي  بسبب كيلو مكرونة قمت بشرائه، ولم أتمكن من إعداده حيث اكتشفت بأنه غير صالح للاستخدام، ونوعه ردئ ولن يقبل التاجر إعادة النقود لي خاصة إنني نزعت الغلاف وألقيت به داخل الماء لإعداده.

وما إن علم زوجي بعد أن عرضت عليه الأمر، اشتاط غيظا، ولم أجد منه غير الإهانة والسب، وانتفض من فوق مقعده وتعدى عليا بالضرب المبرح، واتهمني بالإهمال وغير حريصة على مصروف المنزل.

تركت منزل الزوجية وأقمت لدى عائلتي، وفوجئت بأنه قام برفع دعوى يطلبني في بيت الطاعة، والعودة إليه.

وأنهت الزوجة حديثها بعدم رغبتها في العودة وإصرارها على الخلع لاستحالة العشرة بينهما.