صورة مجمعة
صورة مجمعة


الانتخابات العراقية..إيران تخسر صراع بسط النفوذ في بغداد

أحمد نزيه

الثلاثاء، 15 مايو 2018 - 04:12 م

«بغداد حرة حرة! إيران برة برة!»، كان هذا الهتاف ضمن احتفالات أنصار التيار الصدري، بعد تصدر تحالف "سائرون" المدعوم من التيار الصدري والذي يتحالف خلاله رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، مع الحزب الشيوعي في العراق، نتائج الانتخابات النيابية.

مقتدى الصدر كان قبل شهورٍ من أبرز الموالين لإيران في المنطقة، بيد أن زيارته التي قام بها للمملكة العربية السعودية، خصم إيران الإقليمي، في أواخر شهر يوليو الماضي تسببت في غضب الإيرانيين تجاهه، خاصةً مع تصريحاته التي أثنى خلالها على الرياض.

والتقى مقتدى الصدر ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في مدينة جده، وأدلى خلال زيارته بتصريحاتٍ مدح خلالها المملكة، معتبرًا إياها الأب الذي يسعى لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وكانت هذه الزيارة هي الأولى للصدر للسعودية منذ عام 2006، وذلك بعد أن شهدت السنوات الأخيرة اعتدالًا في مواقف الصدر، وهو الذي أبدى استعداده في أبريل من العام الماضي في التوسط لتقريب وجهات النظر بين الرياض وطهران.

انتصارات التيار الصدري أمام الحشد الشعبي

مقتدى الصدر اليوم بات فارس رهانٍ في المعادلة السياسية ببلاد الرافدين، بعد النجاحات التي حققها التحالف الذي يقوده في الانتخابات، وجاءت قائمة سائرون في المقدمة وتصدرت الانتخابات في ست محافظات، وحلت ثانيةً في أربع أخريات.

 في حين جاء تحالف الفتح، الذي تقوده قوى سياسية محسوبة على الحشد الشعبي المدعوم من إيران، في المركز الثاني، بعدما تصدر الانتخابات في أربع محافظات، وحل ثانيًا في ست أخريات، بينما جاء تحالف النصر، الذي يقوده رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ثالثًا، ولم ينجح في تصدر المشهد الانتخابي إلا في محافظة نينوى، التي يُنسب له الفضل فيها في دحر تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية "داعش".

وكانت إيران تراهن على تحالف الحشد الشعبي، الذي تمقته السعودية، بيد أن تطلعاتها لم تكن عند المستوى المطلوب، فلم تتمكن القائمة التي قادها الحشد الشعبي من تصدر المشهد الانتخابي في العراق، في انتظار أن تحدث نتائج مغايرة، في المحافظات السبع التي لم يُفرز أصواتها بعد، وينتمي معظمها لإقليم كردستان.

ولم تتوقف خسائر إيران الانتخابية عند هذا الحد، فقد مُني ائتلاف دولة القانون، الذي يقوده نوري المالكي بهزيمةٍ كبيرةٍ، ليفشل رئيس الوزراء السابق، الذي يحتفظ بعلاقات جيدة مع إيران في العودة مرة أخرى لقيادة الحكومة العراقية.

هادي العامري، المدعوم من إيران، كان يُنظر على أنه الشخصية الأنسب بالنسبة لطهران لقيادة الحكومة العراقية، غير أن انتصار قائمة سائرون، الجامعة بين التيار الصدري والحزب الشيوعي، بدد ذلك، إلى حين إشعارٍ آخر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة