رياض المالكى وزير الخارجية والمغتربين الفلسطينى
رياض المالكى وزير الخارجية والمغتربين الفلسطينى


المالكي يطالب بضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من بطش الاحتلال

نادر غازي

الخميس، 17 مايو 2018 - 06:01 م

 

طالب رياض المالكي وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، بضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل من بطش الاحتلال وإرهاب دولته وميليشيات مستوطنيه وغثيان الدول المارقة.


وقال المالكي - في كلمته أمام مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية في دورته غير العادية والذي عقد في الجامعة العربية اليوم، برئاسة السعودية لبحث تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ومواجهة القرار غير القانوني وغير الشرعي الذي اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية بنقل سفارتها إلى مدينة القدس الشريف- إن لجنة التحقيق المستقلة التي طالبت بها دول العالم أجمع تم رفضها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية الحامي والمدافع عن جرائم إسرائيل وهو ما يجبرنا على ضرورة العودة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ودعوتها للانعقاد تحت بند مُتحدون من أجل السلام، للتخلص من استغلال أمريكا البشع لامتياز الفيتو، والعودة بإصرار للمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة للتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، كون ان خياراتنا محدودة، فلا يمكننا التهرب منها، وانما مواجهتها والعمل وفقها، إذا أردنا أن يبقى لنا شأن شعبي عربي وسياسي دولي.

وأضاف: إننا أمام الظروف الصعبة  التي تعصف بالقضية الفلسطينية والمخاطر التي تتهددها نجد أنفسنا أمام اختبار حقيقي وتحدٍ كبير، فإما أن نثبت مصداقيتنا أمام شعوبنا، ومصداقيتنا حيال القرارات العربية التي أتخذت في القمم المختلفة، أو أن نثبت ما تتداوله بعض الألسن بأن قراراتنا ليست للتنفيذ والاستعمال، وبالتالي نفقد مصداقيتنا أمام شعوبنا على وجه الخصوص، وفي هذا الوقت بالذات، نرى ضرورة مُلحة للالتزام بقرارات القمم العربية، خاصة قرار قمة عمان في العام 1980 الذي دعا لقطع العلاقات مع أية دولة تنقل سفارتها الى القدس، ذلك رغم تفهمنا لتطورات علاقات الدول العربية مع الولايات المتحدة الأمريكية وتشابكها، فليس هناك من ضير أن يتم استدعاء جماعي لسفراء الدول العربية في واشنطن لعواصمهم للتشاور، ولإظهار الامتعاض العربي من الانحياز الأمريكي للاحتلال كحد أدنى ، هذا بالإضافة الى أهمية استدعاء سفراء الولايات المتحدة المعتمدين لدى العواصم العربية لإبلاغهم مجدداً بالرفض العربي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

وقال المالكي، إنه في ظل غياب ردود فعل حازمة، تجرأت عدد من الدول على اتخاذ نفس الخطوة الأمريكية، و"غواتيمالا" مثالاً على ذلك، وستلحق بها دول أخرى من القارة الأمريكية، وقد نجد أنفسنا أمام توجه مشابه لبعض الدول الإفريقية تحت ضغط وابتزاز وإغراءات أمريكية إسرائيلية. فإذا لم تشعر الإدارة الأمريكية أن هناك تغييراً حقيقيا قد طرأ في شكل وطبيعة الاتصالات العربية معها كنتيجةً لنقلها سفارتها إلى القدس، فإنها لن تشعر أنها ارتكبت خطأ جسيماً وتاريخياً، ليس فقط بحق فلسطين وإنما بحق العرب المسلمين والمسيحيين، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما هي الرسالة التي نوجهها من بيت العرب الأول مقر الجامعة العربية للإدارة الأمريكية وحكومة غواتيمالا تعبيراً عن رفضنا لقرار نقل السفارة؟، كيف بالإمكان أن تصل رسالة الرفض العربية والإحتجاج للدول الأخرى التي قد تفكر أو تجد نفسها مضطرة تحت الضغط والابتزاز للقيام بذلك حتى تستشعر هذا الرفض لقرارها، نحن امام لحظة تاريخية تُملي علينا تحمل مسؤولياتنا والتصرف وفقها، حيث ان هناك تخوف من دول أخرى ستلحق بنقل سفاراتها، وامام المجازر التي ترتكب في غزة، ستكون هناك مجازر أخرى قادمة فماذا نحن فاعلون؟ 

وأشار المالكي، الى خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام مجلس الأمن في العشرين من فبراير الماضي الذي كان خارطة طريق لتحقيق السلام المطلوب، وأمام تبني القمة العربية الأخيرة لهذه الرؤية، وجب علينا العمل لترجمتها عملياً في أقرب الأجيال، وتكليف اللجنة الوزارية العربية السداسية لهذه المهمة وتقديم تقريرها خلال شهر من الآن، هذا إذا أردنا إظهار الجدية المطلوبة في عملنا وتحملنا مسؤولياتنا حيال هذا الخطر القاتل. 

وقال المالكي، إننا نلتقي اليوم على وقع مجزرة دموية عنصرية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد ضد أبناء شعبنا العُزل المشاركين في مسيرات العودة السلمية في قطاع غزة، وبإسناد ودعم غير محدود من إدارة أمريكية مُنحازة بشكل أعمى للاحتلال وسياساته، فمنذ قرار الرئيس الأمريكي ترامب الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارة بلاده إليها، سقط أكثر من 100 شهيد في غزة والضفة بمن فيهم الطفلة الرضيعة "ليلى" التي لم تتجاوز الـ 8 أشهر، فيما جُرح أكثر من 6000 فلسطيني نصفهم سيبقى يعاني من إعاقة دائمة وأكثر من 4000 معتقل، هذا بالإضافة الى عمليات التغول الاستيطاني التهويدي واسعة النطاق التي تتعرض لها الأرض الفلسطينية المحتلة عامةً والقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك بشكل خاص ، وعمليات القمع والتنكيل والإعدامات الميدانية وهدم المنازل والتهجير القسري، وغيرها من العقوبات الجماعية التي يتعرض لها أبناء شعبنا. 

وأضاف انه على وقع هذه المجزرة احتفلت أمريكا بنقل سفارتها للقدس، واختارت في تحدي مقصود ذكرى النكبة الأليمة على شعبنا للتعبير عن انحيازها المطلق لاسرائيل ولروايتها التلمودية الصهيونية، وكأن هذا لم يكن كافياً لإشباع رغبات الاحتلال والانحياز الأعمى للإدارة الأمريكية، عندما اطلت علينا الناطق الرسمي بإسم البيت الأبيض لتبرر الجريمة التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق شعبنا الأعزل في غزة حيث خرجت علينا مندوبة الولايات المتحدة "نيكي هيلي"، لتُحمل الشعب الفلسطيني المسؤولية عن المجازر التي إرتكبتها قوات الإحتلال الإسرائيلي بحقنا، مُتهمةً الضحية بالمسؤولية عن ما إرتكبه الجلاد الإسرائيلي من جرائم، ولتؤكد مرة أخرى على (حق إسرائيل في الدفاع عن النفس)، ثم يخرج نتنياهو لـ (يهنىء) جنوده بهذا (الإنجاز العظيم)، مشيرا أننا الآن أمام مفاهيم غريبة وعجيبة تعكس انحطاط اخلاقي واستهتار للقيم الإنسانية العالمية، تُشجع الاحتلال والاستيطان، وتُبرر القتل خارج القانون والإستعمال المفرط للقوة. مفاهيم ساقطة معكوسة تُعطي المُحتل كامل الحُرية بالقتل تحت ذريعة الدفاع عن النفس، بينما يُتهم شعبنا الأعزل الرازخ تحت الإحتلال بالتحريض والتصعيد والإرهاب والإستفزاز. في ما يمكن أن نُسميه بلطجة القوة التي تؤسس لتحول اخلاقي دنئ يرسم مفاهيم جديدة في العلاقات ما بين الدول يُنذر بكوارث مستقبلية، ويؤسس لانقلاب علني على مرتكزات العلاقات بين الدول والمنظومة الأممية برمتها ومبادئ حقوق الإنسان.
 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة