مدرسة إخوانية
مدرسة إخوانية


من ثغرة تراجع مستوى الصحة والتعليم.. 

الجماعة الإرهابية اصطادت المجتمع بشبكة الشر

محمد جمعة

السبت، 26 مايو 2018 - 03:04 ص

 

◄| الخرباوى: الإخوان أنشأوا وزارتي صحة وأوقاف
◄| سعيد صادق: الإرهاب سعى لخلق رأس مال سياسي
محمد جمعة

في عام 1978، وبسبب ضعف الخدمة التعليمية التي تقدمها الدولة للمواطنين في مدينة أسيوط، قام تنظيم الإخوان بتأسيس «الجمعية الإسلامية للدعوة وتنمية المجتمع بأسيوط» لتكون مظلة إنشاء عدد من المدارس الإخوانية بالمحافظة، وهو ما تكرر فى محافظات أخرى منها بني سويف والغربية والإسكندرية، ولم يقتصر الأمر فقط على المدارس، فتم إنشاء عدد من المستشفيات تحت غطاء «الجمعية الطبية الإسلامية».
على مدار سنوات طويلة خططت الجماعة الإرهابية لإنشاء مجتمع موازى داخل الدولة، بهدف خلق رأس مال سياسي يمكنها من تجنيد واستمالة تعاطف المواطنين بالإضافة إلى جمع الأموال والتبرعات لتمويل التنظيم وأفراده، واستغل التنظيم الإرهابي تراجع دور الدولة في دعم بعض المجالات مثل الصحة والتعليم والمواصلات لصالح مجالات أخرى كالطاقة، وقامت ببناء شبكة خدمات موازية من المدارس والمستشفيات الخاصة وشركات نقل ومواصلات لتكون بديلا عن الخدمة المتردية التى تقدمها الحكومة، فاستطاعت الجماعة بذلك أن تستعطف قلوب البعض وتجندهم بسبب ظهورها فى صورة «الملاك»، ولكن الحقيقة أنها كانت تجمع التبرعات باسم الأعمال الخيرية لهذه المؤسسات وفى الوقت ذاته تجعل المواطن يدفع مقابل الخدمة، فجمعت بذلك أموالا كثيرة لصالح التنظيم والأعمال الإرهابية، وانتشرت شبكة الخدمات الإخوانية في مصر، فكان ضمن ما تم التحفظ عليه من قبل لجنة حصر وإدارة أموال الإخوان منذ عام 2013، نحو 116 مدرسة و59 مستشفى.
«الأمر لم يتم خلال ساعات أو أيام، وإنما خطط له الإخوان منذ سنوات».. بهذه الكلمات أكد ثروت الخرباوي، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، أن إحدى أهم الخطط الرئيسية للتنظيم الإرهابى هى إقامة دولة موازية، مشيرا إلى أنه فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك تركت الحكومة للإخوان المجال للقيام بأدوار كان ينبغى أن تقوم الدولة بها، فأصبح هناك كثير من المستشفيات التابعة للجمعية الطبية الإسلامية، وكأنها وزارة صحة إخوانية موازية داخل الدولة المصرية، وصارت هذه المستشفيات تقوم بدور بديل لمستشفيات التأمين الصحي، كما انتشرت المدارس الإخوانية التى تنافس المدارس الخاصة والتجريبية، الأمر الذى صنع نفوذا كبيراً للجماعة لدى كثير من المواطنيين واستطاعت من خلاله أن تحصل على قاعدة بيانات كبيرة عن المواطنين، وتمكنت من نشر أفكارها عبر مدارسها ومن خلال منابر المساجد التى سيطرت عليها، فكانت هناك وزارة أوقاف أخرى خاصة بالإخوان تسيطر على عدد كبير من المساجد من خلال دعاة الإخوان.
وأضاف الخرباوي أن تواجد الإخوان مازال قائما ومتواجدا رغم التحفظ على المستشفيات والمدارس والقضاء على الجماعة سياسيا وجماهيريا، لافتا إلى أن هذا التواجد يتمثل فى العناصر المنخرطة داخل المجتمع من خلال الجمعيات الخيرية.
مازال الإخوان يلعبون على عاطفة المواطن ويحاولون سرقته من كافة الجوانب، حتى أنهم يسرقون بعضهم البعض باسم التبرعات والأعمال الخيرية، فمؤخرا، نصبت قيادات إخوانية هاربة فى اسطنبول فخا عن طريق جامعة مملوكة للتنظيم، تبين أنها وهمية وغير معتمدة من أى جهات رسمية، وجمع هؤلاء القيادات باسم هذه الجامعة التى تحمل اسم «الجامعة العالمية للتجديد» تبرعات بالملايين. 
لم ينظر الإخوان يوما لمصلحة الوطن أو المواطن، لذا قال محمد حبيب، القيادى المنشق عن تنظيم الاخوان ونائب المرشد الأسبق، إن المرحلة الحالية تمثل تحديا كبيرة للدولة من أجل توفير الأمن والأمان والخدمات للمواطنين، والقضاء على الجماعة الإرهابية اجتماعيا، كما تم سياسيا، مشيرا إلى أنه كان مسئولا داخل الإخوان فى ثمانينيات القرن الماضى عن المدارس التى أنشأتها الجمعية الإسلامية للدعوة وتنمية المجتمع فى أسيوط عام 1978، والتى كانت تُستغل فى استمالة تعاطف المواطنين وإقامة مجتمع مواز، وهو النموذج الذى تكرر فى العديد من المحافظات بدءا من بنى سويف عام 1976 وأسيوط 1978 ثم  الغربية والاسكندرية.  
عدم التوزيع العادل للدعم، والخسائر الباهظة التى كلفت الدولة الملايين بل المليارات بسبب الفساد والإهمال، يستوجب إعادة نظر وترتيبا للأولويات لقطع الطريق أمام المغرضين والمحرضين، حيث أشار د. سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، إلى أن تدهور الخدمات العامة جعل الإخوان والسلفيين يعملون فى المجالات الخدمية بهدف خلق رأس مال سياسى يدعمهم،  مؤكدا أنه حتى الآن لم تنفذ الدولة استراتيجية قومية شاملة -عبر كل الأجهزة والجهات المعنية- لمكافحة التطرف، حيث كان لابد من عمل استراتيجية تحدد لكل قطاع فى الدولة وظائف محددة ومكتوبة يسير عليها فى محاربة الإرهاب، بأن تقول هذه الاستراتيجية ما الدور الذى يقوم به التعليم والإعلام وما الدور الذى تقوم به أجهزة الأمن والمؤسسات الخدمية. 
وتابع صادق: أن مكافحة المجتمع الموازى لا يكون إلا باستراتيجية واضحة وحازمة، ويحتاج إلى مكافحة الفكر بالفكر، إلى جانب توفير خدمات فعلية وجيدة للمواطن تغنيه عن التى يقدمها المجتمع الموازي، لأن الإنسان بطبعه يميل إلى من يساعده، لذلك سعى التنظيم الإرهابى منذ البداية إلى خلق  رأس مال سياسى من خلال الخدمات الاجتماعية التى يقدمها، مشيرا إلى أنه رغم جهود الدولة فى إضعاف ومصادرة أموال ومؤسسات الإخوان إلا أنه مازالت هناك أشياء كثيرة خفية لن يواجهها إلا العمل من الحكومة والاستراتيجية الشاملة.
 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة